اليمن يدعو إلى تحرك أممي ضد معرقلي وصول المساعدات

الأمم المتحدة تعتزم زيادة موظفيها في المناطق المحرّرة

TT

اليمن يدعو إلى تحرك أممي ضد معرقلي وصول المساعدات

بينما دعا رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر أمس، إلى تحرك أممي ضد من يعرقلون وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها في اليمن، أعربت الأمم المتحدة عن عزمها زيادة عدد موظفيها في المناطق المحررة باليمن إلى 30 في المائة قبل نهاية العام الحالي.
وقال بن دغر لدى لقائه منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك في العاصمة المؤقتة عدن أمس، إن على الأمم المتحدة أن تبحث عن الطرف المعرقل للوصول للمساعدات الإنسانية، مضيفا أن الميليشيات الانقلابية عرقلت وصول المساعدات إلى مستحقيها، بل تورطت في نهبها واستمرت في محاصرة المدنيين الأمر الذي ضاعف من معاناة المواطنين في المحافظات التي تقع تحت سيطرتها. وتابع رئيس الوزراء أن هذا «يستدعي تدخل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وفرض موقف حازم جراء تلك الانتهاكات التي انتهجتها ميليشيات الحوثي وصالح على شعبنا والمتاجرة بالآم الناس ومعاناتهم برغم معرفة العالم من الطرف المعرقل لوصول هذه المساعدات».
ونوه رئيس الوزراء في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، بأن السلام الدائم والعادل والشامل هو الحل الذي سينهي معاناة كل اليمنيين، مضيفاً أن السلام يجب أن يتم وفقاً للمرجعيات الثلاث المتمثّلة في استكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 التي توافق عليها كل الأطراف وبمن فيهم الحوثيون وصالح. وشدد رئيس الوزراء اليمني على أن «التحالف العربي لم يأت إلى اليمن إلا بعد انقلاب الميليشيات وسيطرتهم على الدولة واعتدائها على الشرعية والشعب اليمني، مما استدعى تدخلاً عربياً، وسبق ذلك تأييد دولي وعربي لم يسبق له مثيل في التاريخ حيث دعمت جامعة الدولة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة قرار مجلس الأمن الدولي 2216 عاصفة الحزم وإعادة الأمل والشرعية اليمنية ممثلة في فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية وأدانت الانقلاب». وقال إنه يتعين على الميليشيات أن تنسحب من المدن وتسلم السلاح وتوقف عدوانها على الشعب اليمني الأمر الذي سينهي الحرب ويوقف أسبابها على الفور، موضحاً أن الشعب اليمني يرفض أن تحكمه ميليشيات بقوة السلاح ولا يمكن أن تفرض جماعة أو ميليشيات قواعد جديدة خارج الإجماع الوطني ولا يمكن صناعة قواعد جديدة بقوة السلاح.
وبخصوص العمل الإنساني قال بن دغر إن الحكومة الشرعية تتابع بشكل دائم ومستمر الأعمال الإنسانية وتدعم الجهود المبذولة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في إرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية وتوزيعها على كل محافظات الجمهورية وفق الاحتياجات الإنسانية الناشئة عن الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي وصالح وتسببت في كارثة إنسانية.
وأشاد رئيس الوزراء بـ«الدعم الذي يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي واللجنة الكويتية للإغاثة وكل المنظمات الدولية التي ساعدت ووقفت مع شعبنا اليمني في هذه الظروف الصعبة الذي يعيشها»، مؤكداً أن هذه الجهود ستظل محل تقدير كل اليمنيين.
واستعرض رئيس الوزراء أهم الخطوات الإجرائية التي اتخذتها الحكومة في الجوانب الإنسانية والإغاثية ودفع المرتبات وإرسال مستحقات الطلاب ودعم القطاعات الصحية والتعليمية والخدمية وغيرها من المشاريع التي ساهمت في تخفيف من معاناة المواطنين. وجدد رئيس الوزراء دعوته للأمم المتحدة إلى الضغط على الميليشيات الانقلابية بتوريد جميع الإيرادات إلى البنك المركزي عدن لكي تقوم الحكومة بدورها بدفع رواتب الموظفين في جميع محافظات الجمهورية دون استثناء. كما دعا المنظمات الدولية للانتقال إلى العاصمة المؤقتة عدن وأن توجد المنظمات الدولية أينما وجدت الحكومة، مطالباً ممثلي الأمم المتحدة الحياد في التعامل مع الأطراف المختلفة وفقا لمعايير الأمم المتحدة والقانون الدولي.
من جهته، عبّر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك، عن سعادته بلقائه رئيس الوزراء وزيارته لعدن، مشيداً بالجهود التي قدمتها الحكومة في تسهيل مهام منظمات الأمم المتحدة وتحسين الخدمات في المحافظات المحررة، وإعادة بناء المؤسسات الدولة، مؤكداً على مواصلة العمل مع الحكومة وجهودها في تسهيل دخول المساعدات الإغاثية إلى كافة المحافظات. وقال منسق الأمم المتحدة في اليمن إن الأمم المتحدة تعمل على تعزيز تواجدها في المحافظات المحررة وهي تعتزم زيادة عدد الموظفين والخبراء بنسبة 30 في المائة نهاية العام 2017.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.