رئيس جورجيا السابق «بلا جنسية»

ساكاشفيلي ضيعها بين تبليسي وكييف

رئيس جورجيا السابق ميخائيل ساكاشفيلي يخاطب صحافيين عند الحدود الأوكرانية - البولندية أمس (أ.ب)
رئيس جورجيا السابق ميخائيل ساكاشفيلي يخاطب صحافيين عند الحدود الأوكرانية - البولندية أمس (أ.ب)
TT

رئيس جورجيا السابق «بلا جنسية»

رئيس جورجيا السابق ميخائيل ساكاشفيلي يخاطب صحافيين عند الحدود الأوكرانية - البولندية أمس (أ.ب)
رئيس جورجيا السابق ميخائيل ساكاشفيلي يخاطب صحافيين عند الحدود الأوكرانية - البولندية أمس (أ.ب)

حاول رئيس جورجيا السابق ميخائيل ساكاشفيلي، أمس، العودة إلى أوكرانيا لاستعادة الجنسية التي حرمه منها الرئيس بترو بوروشنكو.
ومنع قطار استقله ساكاشفيلي (49 عاما)، كان يفترض أن يعبر إلى أوكرانيا، برا من الانطلاق من محطة بريزميشل، جنوب شرقي بولندا قرب الحدود الأوكرانية بناء على طلب الشرطة الأوكرانية، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وأفاد بيان للشرطة الأوكرانية باللغتين البولندية والأوكرانية، بأن «القطار لن يغادر المحطة طالما بقي فيه أشخاص لا يحق لهم دخول أوكرانيا». ولم يرد اسم ساكاشفيلي الذي رفض مغادرة القطار، في هذا البيان مباشرة. وقال ساكاشفيلي للصحافة: «إنه لأمر مثير للضحك أن يأخذوا قطارا بأكمله رهينة».
واتصل مرافقوه بالسلطات البولندية لإبلاغها بأنه لا يحق للشرطة الأوكرانية التدخل في بولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي. ونال الرئيس الجورجي الأسبق دعم رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة، يوليا تيموشينكو، التي التقت به في جنوب شرقي بولندا. وقالت تيموشينكو: «نأتي للدفاع عن ميخائيل، ولكننا نأتي للدفاع عن أوكرانيا أيضا». وكان ساكاشفيلي الذي أصبح دون جنسية قال لصحافيين الجمعة في وارسو: «أعرف السيناريو الذي سيتبعونه. سيرسلون لي شابات لاستقبالي بابتسامة، مع رفض حازم جدا».
وأضاف: «أقول للشابات ولحرس الحدود: لا تنفذوا أوامر غير قانونية. طبقوا القانون. القانون إلى جانبنا».
ولمح مسؤول في حرس الحدود الأوكراني إلى أن ساكاشفيلي سيطرد. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن «السبب الأساسي للسماح لأي شخص بعبور الحدود، هو امتلاكه وثائق صالحة. إذا لم يكن يملك وثائق صالحة، فهو لا يستطيع عبور حدود أي دولة».
وأضاف أنه إذا تقدم مسافر بوثيقة منتهية الصلاحية، فإنها تصادر ويطرد حاملها إلى الدولة التي وصل منها. وكان ساكاشفيلي الذي يتمتع بحضور قوي، وصل إلى السلطة في جورجيا عام 2003 إثر حركة احتجاج واسعة، وتولى قيادة هذا البلد عشر سنوات. وقد واجه انتقادات حادة بسبب أسلوبه الاستبدادي في الحكم، وخصوصا بسبب حربه الكارثية مع روسيا عام 2008. حصل ساكاشفيلي على الجنسية الأوكرانية في 2015، ما أفقده حكما جنسيته الجورجية لأن تبليسي لا تقبل بازدواج الجنسية. وفي السنة نفسها، أصبح حاكما لمدينة أوديسا الأوكرانية. وسحب بوروشنكو الجنسية الأوكرانية من ساكاشفيلي مع تدهور علاقاته مع السلطة في كييف، إثر استقالته من منصب حاكم أوديسا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، مؤكدا أنه واجه صعوبات في مكافحة الفساد.
وبررت كييف قرار إسقاط الجنسية «بإدراجه معلومات غير دقيقة في طلبه للمواطنة». وشدد ساكاشفيلي على أنه أمضى في أوكرانيا 14 عاما، وشارك في الانتفاضتين المواليتين للغرب في ساحة الاستقلال، ثم في مكافحة الفساد بصفته حاكما لأوديسا اعتبارا من العام 2015.
وما زال ساكاشفيلي يحمل جواز سفره الأوكراني الذي أبرزه للصحافيين في وارسو، قائلا إنه سيقدمه مع «وثائق قانونية أخرى» على الحدود. وقد أعلن ساكاشفيلي أن عددا من الشخصيات السياسية وأعضاء البرلمان في أوكرانيا سيأتون لاستقباله عند الحدود، بينهم تيموشنكو ووزير الدفاع الأسبق أناتولي هريتسينكو، وكذلك مئات إن لم يكن «آلاف»، على حد قوله، من مؤيدي «حركة القوى الجديدة»، الحزب السياسي الذي أسسه في أوكرانيا.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الأوكرانية الثلاثاء أن السلطات الجورجية طلبت منها توقيف ساكاشفيلي الملاحق من قبل القضاء الجورجي بتهمة «استغلال السلطة» التي يؤكد أن دوافعها سياسية. لكن ساكاشفيلي مصمم على العودة إلى أوكرانيا والمشاركة في الانتخابات ومواصلة الإصلاحات التي أدان في وارسو «تراجعها»، وكذلك «قمع نشاطات مكافحة الفساد».



فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».