الجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط» : صدامات الانقلاب وخسائره تؤدي إلى انهياره

اللواء طاهر العقيلي
اللواء طاهر العقيلي
TT

الجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط» : صدامات الانقلاب وخسائره تؤدي إلى انهياره

اللواء طاهر العقيلي
اللواء طاهر العقيلي

أعلن الجيش الوطني اليمني أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد كثيراً من الانتصارات التي وصفها بـ«الحاسمة»، في مختلف الجبهات ضد الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مبيناً أن انهيار التحالف بين الانقلابيين بات وشيكاً نتيجة صداماتهم التي انتقلت من المنصات الإعلامية إلى الاشتباكات المسلحة.
وأوضح العميد عبده مجلي، الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس هيئة الأركان العامة الجديد، اللواء طاهر العقيلي، سيعمل على تنفيذ الخطة التي وضعتها رئاسة هيئة الأركان اليمنية، بالتعاون مع تحالف إعادة الشرعية لليمن، بقيادة السعودية، لتحرير جميع المناطق من قبضة الانقلابيين.
وأضاف: «الخطة المرسومة تقتضي المزيد من الجهود، بدعم متواصل من التحالف الذين نقدم لهم الشكر والتقدير على هذا الدعم، ونبشركم بأن الأيام المقبلة ستشهد انتصارات حاسمة، والحسم العسكري هو الطريق الآمن والأقرب لإنقاذ الشعب اليمني من سيطرة الميليشيات الانقلابية».
يأتي حديث الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني عقب زيارة يقوم بها اللواء طاهر العقيلي، رئيس هيئة الأركان اليمني المعين حديثاً، لمحافظة مأرب للاطلاع على أوضاع عناصر الجيش، وتفقد أحوالهم.
وبحسب مجلي، فإن «اللواء الركن طاهر العقيلي، رئيس هيئة الأركان بعد صدور تعيينه من رئيس الجمهورية، وصل قبل يومين لمحافظة مأرب، وبدأ بزيارات كثيرة، أهمها زيارة هيئة مستشفى الثورة ومجمع النصر للجرحى. وقد اطلع على أوضاعهم، ووجه للاهتمام بهم، وتقديم الرعاية الكاملة لهم، وتشكيل لجنة لدراسة أحوال من يحتاج منهم لعلاج في الخارج، وأشاد بجهودهم في تحقيق النصر في مختلف الجبهات، وبروحهم المعنوية».
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني اليمني أن «رئيس هيئة الأركان العامة سوف يسير على الخطة المرسومة من رئاسة هيئة الأركان التي وضعت لتحرير اليمن من الميليشيات الانقلابية، بالتعاون مع دول التحالف، بقيادة السعودية التي تقدم جميع أنواع الدعم اللوجيستي للجيش اليمني، خصوصاً الطلعات الجوية، مشيراً إلى أن الجيش استطاع تحقيق انتصارات، وكسب المزيد من الأرض، وحالياً يسيطر على نحو 80 في المائة من المساحة الجغرافية للبلاد».
وفي معرض حديثه عن آخر تطورات جبهات القتال، بيّن العميد عبده مجلي أن أكثر الجبهات سخونة حالياً هي ميدي، التي استطاع الجيش تحرير المناطق الشرقية منها، وأجزاء واسعة من المناطق المحيطة بها، إلى جانب إزالة الألغام التي زرعتها الميليشيات عبر الفرق الهندسية، تمهيداً لعودة السكان.
وأردف: «تحرير ميدي يحقق القرب من مدينتي حيران وحرض، كما أن هناك انتصارات كبيرة حققها الجيش الوطني، والتقدم صوب مديرية أرحب باتجاه صنعاء، خصوصاً جبهة نهم، ويملك الجيش السيطرة النارية على منطقة ضبوعة، وهي الفاصلة بين نهم وأرحب».
ووفقاً لمجلي، تحققت أيضاً انتصارات للجيش الوطني في الجوف وصرواح وجبل هيلان الاستراتيجي، ومديرية خولان التي يؤيد سكانها الشرعية اليمنية، بالإضافة إلى عسيلان والصفراء بمديرية بيحان، وتحرير الجبهة الغربية في محافظة تعز، سواء موزع أو الوازعية.
وفي رده على تقارير إعلامية للانقلابيين عن حشود لاستعادة الأراضي التي فقدوها في عدة جبهات، كشف الناطق الرسمي للجيش الوطني أن ما تروج له الميليشيات الانقلابية لا يعدو كونه فقاعات صوتية، وقال: «الواقع أن هذه الميليشيات أصبحت بروح معنوية منهارة وضعيفة، وتسقط أمام ضربات الجيش الوطني وضربات التحالف الجوية، كما أن الانهيار بات وشيكاً بين الانقلابيين، حيث بدأ بالتراشق الإعلامي، وتحول إلى تراشق مسلح».
واستطرد: «الانهيار قريب ووشيك، سواء في العاصمة صنعاء أو غيرها من المناطق التي يسيطرون عليها. ونؤكد أن الانقلاب إلى زوال، سواء عبر التصادم فيما بينهم أو عبر ضربات الجيش الوطني وطيران التحالف»، متابعاً أن «الأيام المقبلة ستشهد انتصارات حاسمة، والحسم العسكري هو الطريق الآمن والأقرب لإنقاذ الشعب اليمني من سيطرة الميليشيات الانقلابية، فالميليشيات دأبت على نقض العهود والمواثيق، ولا تبالي بالوساطات التي تقدمها الدول الصديقة والشقيقة، ولا ما يقدمه المبعوث الأممي من مقترحات، ولذلك فإن الحل العسكري هو الخيار المطروح».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.