السيسي لوفد كنسي أميركي: نعمل على ترسيخ التعددية وقبول الآخر

انطلاق المناورات العسكرية المصرية ـ الأميركية المشتركة «النجم الساطع 2017»

TT

السيسي لوفد كنسي أميركي: نعمل على ترسيخ التعددية وقبول الآخر

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس أن بلاده تعمل باستمرار على إعلاء مبادئ المواطنة والمساواة بين المواطنين كافة وعدم التمييز بينهم على أساس ديني، فضلاً عن ترسيخ ثقافة التعددية وقبول الآخر، خصوصا في ضوء ما يمتلكه الشعب المصري من رصيد حضاري مكنه من تقديم نموذج للتعايش السلمي على مدار التاريخ.
جاء ذلك خلال استقباله في القاهرة أمس وفدا من المجلس الوطني للكنائس الأميركية، يضم ممثلين عن الطوائف المسيحية في الولايات المتحدة، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والقس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر. وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن الرئيس السيسي رحب بوفد المجلس، مؤكدا حرص مصر على استقبال وفود تمثل مختلف أطياف المجتمع الأميركي بهدف تعزيز جسور التواصل والتفاهم حول سبل التصدي للتحديات المشتركة.
وأضاف المتحدث أن أعضاء الوفد أعربوا خلال اللقاء عن تقدير المجلس الوطني للكنائس الأميركية لمصر قيادة وشعباً، مؤكدين تضامن المجلس مع مصر في مكافحة الإرهاب، كما أعرب أعضاء الوفد عن الثقة في قدرة مصر على تجاوز الصعاب كافة التي تفرضها التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة.
وتابع المتحدث أن أعضاء الوفد أشادوا بالجهود التي تقوم بها مصر في سبيل التصدي للأفكار المتطرفة والعمل على ترسيخ الدعوة للتسامح والتعايش المشترك بين جميع المواطنين المصريين، مؤكدين أن هذه الجهود تسهم بفاعلية في التقريب بين الشعوب والثقافات ومواجهة العنف والتطرف. وأشار السفير يوسف إلى أن أعضاء الوفد أشادوا خلال اللقاء بالجهود التي تبذلها مصر لتجديد الخطاب الديني وتعزيز التفاهم والسلام بين مختلف الديانات، إذ أكد الرئيس السيسي على القيم السمحة التي يحض عليها الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن الممارسات والتفسيرات المتطرفة لا تعبر عن صحيح الإسلام ومبادئه السامية التي تدعو إلى التسامح والسلام وحرية الفرد في الاعتقاد.
كما تطرق اللقاء إلى تناول سبل مواجهة الإرهاب، حيث أكد السيسي أهمية تضافر الجهود لمواجهة الإرهاب على المستويات كافة، بما في ذلك على الصعيدين الفكري والثقافي بجانب الاستمرار في مواجهته أمنياً وعسكرياً، فضلاً عن التعامل مع جميع التنظيمات الإرهابية بمعيار واحد.
ونوه الرئيس المصري إلى أهمية دعم جهود استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وترسيخ مؤسسات الدولة الوطنية بهدف ملء الفراغ الذي يتيح الفرصة لنمو الإرهاب، بالإضافة إلى التصدي للدول والجهات التي تقوم بدعم ورعاية الإرهاب وتمويله.
إلى ذلك، انطلقت في مصر أمس فعاليات التدريب المصري - الأميركي المشترك «النجم الساطع 2017» والذي يستمر حتى 20 سبتمبر (أيلول) الحالي بمجمع ميادين التدريب القتالي بقاعدة «محمد نجيب» العسكرية بنطاق المنطقة الشمالية العسكرية غرب الإسكندرية.
تتضمن فعاليات المناورة تنفيذ مشروع تكتيكي بالذخيرة الحية لعناصر مشتركة من المشاة الميكانيكي والمدرعات المصرية والأميركية، مصحوبة بأنشطة جوية وبحرية تجريها عناصر من القوات الجوية والبحرية المصرية، كما يعقد على هامش التدريب تنظيم ندوة بحثية يتم خلالها تبادل الرأي فيما يتعلق بالموضوعات الاستراتيجية المطروحة على الساحة الدولية والجهود المبذولة في ضوء الاستراتيجية المصرية الشاملة لمكافحة الإرهاب.
وبحسب بيان عسكري مصري فإن التدريب يشتمل كذلك على الكثير من الأنشطة والفعاليات من بينها تنفيذ مشروع مراكز قيادة مشترك لعناصر هيئات القيادة من الجانبين باستخدام الحاسب الآلي للتدريب على مكافحة التهديدات المختلفة وفقا لأحدث منظومات القيادة والسيطرة الآلية، كذلك التدريب العملي المشترك على أعمال القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب في المناطق المأهولة والتي يتم تنفيذها داخل ميدان التدريب على القتال في المدن.
وقد شهدت الأيام الماضية تنظيم وصول القوات الأميركية المشاركة والتحرك إلى مناطق وميادين التدريب التخصصية. وتعكس تدريبات النجم الساطع عمق علاقات التعاون الاستراتيجي بين القوات المسلحة المصرية والأميركية، حيث تم تنفيذ التدريب على مدار 12 دورة سابقة بدءا من عام 1981 حتى عام 2009، وشارك به الكثير من الدول الشقيقة والصديقة سواء بقوات أو بصفة مراقبين، ويأتي استمراراً لسلسلة من التدريبات المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة المصرية بمختلف أفرعها وتخصصاتها.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.