هل يتعلم توتنهام من أخطائه التي كبدته ثمناً باهظاً المواسم الماضية؟

الفريق ما زال بحاجة للاعب وسط بارع بعد أن أصبح سيسوكو كبش فداء

روز ينتظر الظهور بعد مشكلة الصيف - بإمكان سيسوكو (يسار) حل مشاكل خط وسط توتنهام (رويترز)
روز ينتظر الظهور بعد مشكلة الصيف - بإمكان سيسوكو (يسار) حل مشاكل خط وسط توتنهام (رويترز)
TT

هل يتعلم توتنهام من أخطائه التي كبدته ثمناً باهظاً المواسم الماضية؟

روز ينتظر الظهور بعد مشكلة الصيف - بإمكان سيسوكو (يسار) حل مشاكل خط وسط توتنهام (رويترز)
روز ينتظر الظهور بعد مشكلة الصيف - بإمكان سيسوكو (يسار) حل مشاكل خط وسط توتنهام (رويترز)

هل يتعلم توتنهام هوتسبير من دروس المواسم الماضية ويتفادى الأخطاء التي كبدته ثمناً ليس بالقليل جراء غياب لاعب يلعب في مساحات واسعة بالمعنى الحقيقي.
يبدو موسى سيسوكو لاعب وسط توتنهام كبش فداء. وبالفعل، تعرض لانتقادات حادة منذ الأداء المروع الذي قدمه أمام بايرن ليفركوزن انتهت المباراة بهزيمة توتنهام هوتسبير على استاد ويمبلي، نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك في ليلة بدا وكأنه بحاجة لمن يشرح له فكرة لعبة كرة القدم برمتها من الأساس.
ويمكن النظر إلى الكرة التي أخطأ على نحو كوميدي في تصويبها خلال المباراة باعتبارها التفسير الأمثل لحالة الدهشة التي سيطرت على الجميع عندما أقدم توتنهام على شرائه من نيوكاسل يونايتد في وقت غالباً ما تخفي حركته وعدوه بحماس خلفهما عيوباً فنية.
ورغم ذلك، لم يكن سيسوكو مسؤولاً عن الهزيمة التي مني بها توتنهام هوتسبير بقيادة المدرب ماوريسيو بوكتينيو أمام تشيلسي على استاد ويمبلي مؤخرا. وإذا كانت ثمة ضرورة لتوجيه أصابع الاتهام هنا، فإن الأولى توجيهها لاثنين من اللاعبين المفضلين لدى بوكتينيو هوغو لوريس وفيكتور ونياما، اللذين لعبت الأخطاء التي سقطا بها دوراً كبيراً في هدف الفوز الذي سجله ماركوس ألونسو. في المقابل، بدا الوضع على الأطراف على ما يرام.
في مواجهة أبطال الدوري الممتاز، واجه لاعبو توتنهام هوتسبير صعوبة بالغة في تغيير وتيرة لعبهم لتكافئ سرعة لاعبي الخصم. وعندما تحول بوكتينيو بعينيه نحو مقاعد البدلاء، بدت خيارات المدرب الأرجنتيني محدودة بعدما استعان بالفعل بسون هونغ مين، وبالنظر إلى أن سيسوكو ظل طوال الصيف محور الحديث عن انتقاله لفريق آخر، بدا المدرب في حالة يأس عندما أقدم على إخراج بن دافيس من الملعب في الدقيقة 80. وإن كانت هذه الخطوة لم تكن على القدر ذاته من العبثية مثل الاستعانة بفينسنت يانسن خلال ثلاث دقائق فقط من الوقت بدل الضائع سعياً وراء تسجيل هدف تعادل بعدما استعاد ألونسو تقدم تشيلسي.
ولا تكمن مشكلة توتنهام هوتسبير فيما فعله اللاعبان أثناء مشاركتهما داخل الملعب، وإنما في وجودهما داخله من الأساس وعدم ثقة بوكتينيو بهما، وهي مشكلة يتعين على النادي حلها خاصة مع انتهاء موسم الانتقالات.
الملاحظ أن توتنهام نجح في الإبقاء على نفسه بعيداً حمى توقعات سوق الانتقالات هذا الصيف. ورغم خوضه 4 مباريات من الموسم الجديد، لم يبرم النادي سوى صفقة واحدة وافق بمقتضاها على دفع 42 مليون جنيه إسترليني مقابل ضم لاعب قلب الدفاع في فريق أياكس هو الكولومبي دافنسون سانشيز. وبالنظر إلى بناء ملعب جديد لوايت هارت لين، يجد الفريق نفسه مضطراً إلى إتباع توجه متزن، بينما يبدو دانييل ليفي في طريقه للانشغال كثيراً نهاية الشهر.
من جانبه، كان بوكتينيو يرغب في ضم ثلاثة لاعبين جدد للمساعدة في المنافسة على البطولة، والتعامل في الوقت ذاته مع تحديات بطولة دوري أبطال أوروبا.
وضم بوكتينيو المدافع الأرجنتيني الشاب خوان فويث، 19 عاما، من نادي أستوديانتيس، والحارس الأرجنتيني باولو غاتسانيغا من ساوثهامبتون، لكنه فشل في إبرام صفقة روس باركلي من إيفرتون.
في الوقت ذاته، يتعين على مسؤولي توتنهام هوتسبير الحذر إزاء ردود الفعل الفورية، وحالة التبرم والتململ التي عكستها تعليقات داني روز في الفترة الأخيرة حول طموحاته في اللعب لنادي ينافس على الألقاب. جدير بالذكر أن روز لم يشارك حتى الآن لأنه لم يتعاف بعد من إصابة ألمت به في الركبة منتصف الموسم الماضي، وكذلك إريك لاميلا الغائب أيضاً للأسباب نفسها. لكن بوكتينيو لم يفتقد غياب الكثير من لاعبيه مع انطلاق الموسم، وبدت صفوف توتنهام شبه مكتملة.
لقد أظهر توتنهام بعد الخسارة أمام تشيلسي تماسكا في المباراتين التاليتين، خاصة في الانتصار الكبير على إيفرتون (3-صفر) في لقاء سجل خلاله المهاجم هاري كين هدفه رقم مائة مع الفريق، وهز الشباك مرتين لأول مرة هذا الموسم.
لكن على توتنهام أن يتعلم من أخطائه ودروس المواسم السابقة، لأن من النادر أن يتمكن فريق ما من الفوز ببطولة كبرى دون توافر دعم جدير بالاعتماد عليه. ورغم تمكن تشيلسي من اقتناص بطولة الدوري الممتاز الموسم الماضي بالاعتماد على عدد صغير من اللاعبين، فإن المدرب أنطونيو كونتي نفسه اعترف بأن ثمة عوامل أسهمت في تخفيف العبء عن كاهل الفريق، على رأسها غياب الإصابات وعدم المشاركة ببطولات أوروبية. ولا يخفى على أحد أن المدرب الإيطالي يخالجه شعور قوي بالإحباط جراء الصعوبات التي يواجهها تشيلسي في خضم جهوده لتعزيز صفوف فريقه هذا الصيف.
لكن ما يطمئن جماهير سبيرز وإدارته هو أن أسلوب التدريب الذي ينتهجه بوكتينيو يترك تأثيراً إيجابياً على اللاعبين، وغالباً ما يستجيب اللاعبون الصغار على نحو جيد لتوجيهاته. ورغم امتلاك توتنهام هوتسبير الكثير من العناصر الواعدة داخل أكاديمية الناشئين، فإنه لا يزال بحاجة للاعبين مخضرمين إذا ما كانت لديه رغبة حقيقية في تعزيز الإمكانات الواضحة التي يتمتع بها الفريق.
وبفضل براعة ليفي رئيس النادي المعهودة في إبرام الصفقات، نجح توتنهام هوتسبير في اقتناص 50 مليون جنيه إسترليني من مانشستر سيتي مقابل كايل ووالكر، لكن ما استفاد النادي بالفعل من الأموال التي تلقاها مقابل لاعبه الظهير الأيمن. جدير بالذكر أنه عندما فاز الفريق أمام تشيلسي على استاد وايت هارت لين الموسم الماضي، كان والكر وروز متفوقين من حيث السرعة على ألونسو وفيكتور موزيس في مركزي الظهير - الجناح. لكن في مواجهة الفريق الأخيرة أمام تشيلسي بدا الأخير أكثر ارتياحاً، في مواجهة كل من دافيس وكيران تريبير الأقل ديناميكية، ما كشف عن عدم اعتماد توتنهام على لاعبي الجناح - الظهير في التمكين من اللعب في مساحات واسعة.
ومن خلال تكديس خط الوسط، أجبر كونتي توتنهام هوتسبير على اللعب في مساحات واسعة وكانت هناك الكثير للغاية من التمريرات من مراكز واسعة، معظمها كان يجري التصدي له بسهولة. أما مسألة ما إذا كان ضم باركلي سيحل هذه المشكلة، فما تزال غير مؤكدة.
في الواقع، ما يحتاجه توتنهام بحق فهو لاعب جناح قادر على زعزعة الدفاعات العميقة بسرعة وذكاء ومهارة، وكذلك على التغلب على لاعبي الدفاع من حيث مهارة التحكم في الكرة، مع العمل في الوقت ذاته على إضافة مزيد من القوة على الهجمات. يذكر أن توتنهام كان يرغب في ضم ويلفريد زاها قبل أن يعاود التوقيع لصالح كريستال بالاس. كما حاول ضم كل من كلينتون موانجي وجورج كيفين نكودو، لكن من الواضح أنه بحاجة لبذل جهود أكبر على هذا الصعيد خلال فترة الانتقالات الشتوية.


مقالات ذات صلة

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

رياضة عالمية خولن لوبيتيغي (رويترز)

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

ألغى وست هام المؤتمر الصحافي للمدرب الإسباني خولن لوبيتيغي، المقرر عقده الأربعاء، في ظل انتشار تقارير تُشير إلى استعداد النادي لإقالة مدربه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيزاك نجم نيوكاسل يواصل مسيرته الرائعة ويهز شباك توتنهام (رويترز)

10 نقاط بارزة في الجولة العشرين من الدوري الإنجليزي

ربما كان ألكسندر أرنولد مشتتاً بسبب الحديث الدائر حالياً عن مستقبله واقترابه من الانتقال إلى ريال مدريد.

رياضة عالمية صلاح نجم ليفربول ينفّذ ركلة حرة في مواجهة يونايتد الأقوى هذا الموسم (إ.ب.أ)

هل يستطيع المنافسون استغلال تعثر ليفربول وملاحقته على القمة؟

ليفربول لم يتأثر بالتعادل أمام يونايتد لأن ملاحقيه تعثروا أيضاً، باستثناء نوتنغهام فورست، مفاجأة الموسم.

رياضة عالمية بول سكولز (بي تي سبورتس)

سكولز ينتقد رفع راتكليف أسعار التذاكر لجماهير مانشستر يونايتد

قال نجم كرة القدم الإنجليزي السابق بول سكولز إن السير جيم راتكليف لم يفعل «أي شيء إيجابي» خلال عامه الأول في نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية كاسيميرو (أ.ب)

الأندية السعودية مهتمة بكاسيميرو بعد إشارات الرحيل عن يونايتد

يبدو أن لاعب خط الوسط البرازيلي كاسيميرو أعطى إشارات واضحة لمانشستر يونايتد حول استعداده للرحيل عن الفريق.

فاتن أبي فرج (بيروت)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».