عقد دبلوماسيون وعسكريون من روسيا وفرنسا جولة مشاورات في جنيف أمس، تناولوا خلالها آفاق التسوية في سوريا، في محاولة لإيجاد قواسم مشتركة بين الجهود الروسية والفرنسية، على ضوء الاقتراح الفرنسي بتشكيل مجموعة اتصال دولية حول الأزمة السورية، تضم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، والقوى الإقليمية المنخرطة في النزاع السوري، التي تتمتع بقدر من النفوذ على أطراف الأزمة.
وشارك في المشاورات عن الجانب الروسي ألكيسي بورودافكين، مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف، ومعه ممثلون عن وزارة الدفاع الروسية، ومن الجانب الفرنسي شارك أورلين ليشيفاليه نائب المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي وممثلون عن وزارة الدفاع الفرنسية.
وقال بورودافكين في تصريحات عقب المشاورات إن الجانبين ثمنا عالياً النجاح العسكري الأخير في التصدي لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، في إشارة منه إلى فك الحصار عن مدينة دير الزور والعمليات العسكرية المستمرة هناك ضد التنظيم. وأضاف الدبلوماسي الروسي أن المشاركين في المشاورات عبروا عن ارتياحهم للهدوء في مناطق خفض التصعيد. وقال إن هذا الأمر يقرب التسوية السياسية للأزمة السورية، ووضْع حد للنزاع هناك، واصفاً ما يجري في سوريا بـ«حرب أهلية». وشدد على أن «إعلان إقامة مناطق خفض التصعيد سيسهم في تنفيذ المبادرات الفرنسية والروسية الخاصة بتسوية الأزمة السورية، بمشاركة الدول التي تؤثر على الوضع في البلاد».
وجاءت المشاورات الروسية - الفرنسية في جنيف بعد محادثات أجراها في موسكو أول من أمس وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، تناولت بصورة خاصة جهود التسوية السورية، وعرض الوزير الفرنسي خلالها بعض جوانب مبادرة الرئيس ماكرون حول تشكيل مجموعة عمل دولية للتسوية السورية.
ولم تعلن موسكو بوضوح موقفها من مبادرة ماكرون، لكن لافروف أكد في تصريحاته خلال المؤتمر الصحافي المشترك، عقب المحادثات مع لودريان، أهمية التمسك بالآليات التي تم إنشاؤها سابقاً، مثل المجموعة الدولية لدعم سوريا، واللجان الفرعية المنبثقة عنها، ودعا إلى تفعيل تلك الآليات. وحملت تصريحات وزير الخارجية الروسي في طياتها دلالات على رفض موسكو تشكيل آليات أو إطلاق مبادرات جديدة، بما في ذلك المبادرة الفرنسية، إلا أن الدبلوماسية الروسية تسعى إلى تعزيز التعاون مع باريس في الملف السوري، لا سيما بعد إطلاق الرئيس ماكرون مواقف يرى مراقبون أنها تعكس رغبته بالتقارب مع مواقف الكرملين، والإفادة من الدور الروسي في الملف السوري، لتفعيل الدور الفرنسي في هذا الملف. وقال بورودافكين إن «المشاورات جرت في أجواء ودية، وأظهرت تقارباً بين أساليب التعاطي الروسية والفرنسية مع عدد من المشكلات، التي يواجهها المجتمع الدولي في سياق التصدي للإرهاب واستعادة السلم على الأراضي السورية».
في سياق متصل، وجه بورودافكين انتقادات حادة اللهجة للتقرير الذي عرضته لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، يوم الأربعاء الماضي، وحملت فيه النظام السوري المسؤولية عن هجمات بالسلاح الكيماوي، بما في ذلك الهجوم على مدينة خان شيخون. وقال بورودافكين إن «التقرير في الجزء حول استخدام روسيا والقوات السورية للسلاح الكيماوي، يشكل مثالاً للتزوير المنحاز سياسياً»، ووصفه بأنه «تقرير مفبرك بشكل فاضح»، ولذلك يرى الدبلوماسي الروسي في جنيف أن روسيا ليست مضطرة للرد على مثل هذه التقارير. ولم توافق روسيا حتى الآن على نتائج معظم التقارير الدولية التي تحمل النظام السوري المسؤولية عن الهجمات بالسلاح الكيماوي وجرائم أخرى ضد المدنيين، وتسارع دوماً إلى التشكيك بموضوعية ومهنية تلك التقارير.
7:57 دقيقة
محادثات روسية ـ فرنسية في جنيف بحثاً عن «قواسم سورية مشتركة»
https://aawsat.com/home/article/1020211/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%80-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%86%D9%8A%D9%81-%D8%A8%D8%AD%D8%AB%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%86-%C2%AB%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D9%83%D8%A9%C2%BB
محادثات روسية ـ فرنسية في جنيف بحثاً عن «قواسم سورية مشتركة»
- موسكو: طه عبد الواحد
- موسكو: طه عبد الواحد
محادثات روسية ـ فرنسية في جنيف بحثاً عن «قواسم سورية مشتركة»
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة