لاعب كرة ينشئ موقعاً لمساعدة لاعبي الأندية المغمورة بعد الاعتزال

غالبيتهم لا يجدون عملاً بعد انتهاء مسيرتهم الرياضية ويتعرضون للشقاء

مهاجم إكستر سيتي روبي سيمبسون وجد حلا للاعبين  المعتزلين
مهاجم إكستر سيتي روبي سيمبسون وجد حلا للاعبين المعتزلين
TT

لاعب كرة ينشئ موقعاً لمساعدة لاعبي الأندية المغمورة بعد الاعتزال

مهاجم إكستر سيتي روبي سيمبسون وجد حلا للاعبين  المعتزلين
مهاجم إكستر سيتي روبي سيمبسون وجد حلا للاعبين المعتزلين

لاحظ مهاجم إكستر سيتي الإنجليزي روبي سيمبسون أن لاعبي كرة القدم يعتزلون دون أن تكون هناك آفاق محددة للمهنة التي سيعملون بها في المستقبل، لذا أطلق خدمة لمساعدتهم على إيجاد عمل بدوام كامل.
ولا يجد لاعبو كرة القدم الوقت الكافي للتفكير فيما سيفعلونه بعد اعتزال كرة القدم وإنهاء مسيرتهم في عالم الساحرة المستديرة، نظراً لانشغالهم الدائم في هذه اللعبة التي باتت تتسم بالقوة والشراسة. يعرف روبي سيمبسون، لاعب إكستر سيتي الإنجليزي، ثقافة هذه اللعبة جيداً باعتباره جزءاً منها، ويدرك وهو في الثانية والثلاثين من عمره ضرورة مساعدة زملائه الرياضيين. أنشأ سيمبسون، الذي لعب في جميع الدوريات الأربعة التي تأتي تحت الدوري الإنجليزي الممتاز، موقع «الحياة بعد الرياضة المهنية»، أو ما يُعرف اختصاراً باسم «لابس»، وهي منظمة تهدف إلى مساعدة الرياضيين المحترفين السابقين على العثور على عمل بدوام كامل.
يقول سيمبسون: «في لعبة كرة القدم، من الصعب للغاية إظهار أي نقطة ضعف على الإطلاق. ولا يريد الناس أن يظهروا أي خوف أو حتى يتحدثوا عن ما سيحدث بعد انتهاء حياتهم المهنية، وهو ما يجب أن يتغير. في دوري الدرجة الثانية، بعد أن يعتزل اللاعب كرة القدم يتعين عليه أن يجد عملاً على الفور، لذا فنحن بحاجة للحديث عن ذلك الآن والتفكير في الحياة بعد انتهاء المسيرة الرياضية».
ويعد سيمبسون مثالاً نادراً نسبياً للاعبي كرة القدم، حيث خاض مسيرة متوازنة في عالم كرة القدم دون مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز، فبدأ لعب كرة القدم مع كمبردج يونايتد عندما كان يدرس العلوم الرياضية والرياضيات حتى عام 2007، وعندما تخرج في الجامعة انضم لنادي كوفنتري سيتي في دوري الدرجة الأولى كلاعب محترف بدوام كامل. شارك سيمبسون في أول مباراة تنافسية في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام نوتس كاونتي، عندما شارك بديلاً في الدقيقة 73 وسجل في الدقيقة 78. لكن الأمور كانت على وشك أن تصبح أفضل من ذلك.
فبعد المشاركة كبديل في عدد من المباريات في دوري الدرجة الأولى، بدأ سيمبسون أول مباراة له في التشكيلة الأساسية لكوفنتري سيتي وكانت أمام مانشستر يونايتد في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. وبعد بضعة أيام من حفل تخرجه كان سيمبسون يتألق في أولد ترافورد ضد دفاع يضم جيرارد بيكيه وجوني إيفانز. وفاز مانشستر يونايتد في هذا العام بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، لكنه خرج من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بعد الخسارة أمام كوفنتري سيتي.
يقول سيمبسون: «أعتقد أن جامعة لوفبرا كلها كانت موجودة في تلك المباراة. كنت أوازن بين دراستي وممارستي لكرة القدم في دوريات أقل من الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الحل المثالي في اعتقادي. وبعدما قدمت موسماً جيداً، حصلت على فرصة التوقيع لنادي كوفنتري سيتي، ثم حصلت أخيراً على فرصة المشاركة في التشكيلة الأساسية للفريق للمرة الأولى في ملعب أولد ترافورد. كان الأمر مثيراً للسخرية لأنني كنت ما زلتُ طالباً منذ وقت قصير. لم تكن رحلتي للعب كرة القدم بشكل احترافي طبيعية، لكن ذلك جعلني أنظر إلى الحياة خارج كرة القدم بمنظور مختلف».
وبفضل هذه الدراسة، حصل سيمبسون على لقب «الطالب» في كوفنتري سيتي. يقول سيمبسون: «كنتُ دائماً ما أضحك على ذلك، ولم أكن مختلفاً عن أي من هؤلاء اللاعبين. لكنني وجدت نفسي وأنا في الثانية والعشرين من عمري أدخل في مناقشات فكرية في غرفة خلع الملابس لتسوية بعض الأمور نظراً لأنني كنت طالباً في الجامعة. وكان لاعبون محترفون كبار يطلبون مني المشورة أيضاً فيما يتعلق بالإقرارات الضريبية. كان ذلك شيئاً مسلياً بالنسبة لشاب في هذا العمر».
وفي تجربة سيمبسون، نادراً ما تقدم أندية كرة القدم مسارات للعمل بعد اعتزال كرة القدم. ويثني سيمبسون على الجهود التي تبذلها رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين، لكنه يعتقد أنه يمكن القيام بالمزيد. ويضيف: «نحن نعمل مع الكثير من الألعاب الرياضية المختلفة في موقع لابس، وتستهويني لعبة الرغبي بشكل خاص. وينظم فريق ساراسينس، وهو الفريق الأفضل في رياضة الرغبي، زيارات إلى قاعة التداول والشؤون التجارية بالمدينة لمنح اللاعبين الفرصة للتفاعل مع أشياء أخرى غير الرياضة. نحن بحاجة إلى تشجيع هذا المنظور الأوسع نطاقاً خارج نطاق الرياضة».
وقد حقق سيمبسون نجاحاً كبيراً كلاعب محترف في كثير من الأندية الإنجليزية، بما في ذلك هودرسفيلد تاون، وأولدهام أثليتيك، وليتون أورينت، وكمبردج يونايتد، وحاليا مع إكستر سيتي. ومع ذلك، وبعدما مر بصيف صعب للغاية قبل أربع سنوات عندما كان لا يلعب في أي مكان ويبحث عن أي نادٍ يلعب له، بدأ يفكر في مستقبله ويسأل نفسه: هل يمكن أن يحصل على وظيفة إذا انتهت مسيرته في عالم كرة القدم؟ لم يكن مقتنعاً تماما بذلك، فقد كانت تجربته المهنية بالكامل في مجال كرة القدم، وبدأ يتساءل عما إذا كانت مهاراته لها أي قيمة في أي مكان آخر.
يقول سيمبسون: «انتابني هذا الشعور بالخوف في أحد فصول الصيف عندما لم أكن ألعب لأي ناد. كنت قد كرست مجهودي ووقتي بالكامل في السنوات الأخيرة للعبة كرة القدم، لكنني كنت محظوظاً لأنني كنتُ أملك شهادة جامعية على الأقل. لكن ماذا عن الذين تركوا المدرسة وهم في السادسة عشرة من عمرهم لتكريس حياتهم بالكامل لكرة القدم؟ كنت أعرف أن لدي بعض المهارات التي يمكن أن أنقلها للآخرين، وبعد التواصل مع صديق يعمل في مجال التوظيف، أنشأنا موقع (لابس) من أجل خلق مورد حيوي».
ويعد موقع «لابس» بمثابة أداة على الإنترنت متاحة للرياضيين السابقين الذين يبحثون عن مهنة بعد اعتزالهم. ويضمُّ فريقاً يقدم المشورة لم يبحث عن عمل جديد وفرص للتواصل، ودراسات حالة لعدد من الرياضيين السابقين الذين انتقلوا إلى أعمال مختلفة. وقد تحدثت سيمبسون إلى مئات الرياضيين منذ إنشاء موقع «لابس».
ويقول عن ذلك: «لا يمكن لأي شخص أن يكون رياضياً، ومن بين الأشياء التي تجعل الرياضيين يتفوقون في عملهم هو التزامهم بتحقيق هدف معين. نريد أن نكون مصدر إلهام لهؤلاء الرجال والنساء لكي يؤمنوا بأن هناك حياة أخرى بعد الرياضة. وسوف نفعل كل ما بوسعنا لكي نثبت لهم أنه يمكن أن تكون هناك حياة مهنية مرضية بعد اعتزال الرياضة».
ويدير سيمبسون موقع «لابس» في الوقت الذي لا يزال يلعب فيه في دوري الدرجة الثانية. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، لاحظ سيمبسون تغييرات إيجابية في مواقف زملائه، ويكفي أن نعرف أن أحد عشر لاعبا من زملائه في نادي إكستر سيتي إما انتهوا من دراسات أو يدرسون الآن لتطوير أنفسهم.
ربما أصبح للقب «الطالب» الذي حصل عليه سيمبسون معنى مع ناديه الآن، وهو مصمم على مساعدة المزيد من الرياضيين على العثور على وظائف بعد اعتزال عالم الرياضة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.