مقتل 20 عنصراً انقلابياً في مقبنة تعز

مقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع عسكرية حوثية في نهم وصعدة

جانب من عمليات نزع الجيش اليمني لألغام حوثية في ميدي (القوات المسلحة اليمنية)
جانب من عمليات نزع الجيش اليمني لألغام حوثية في ميدي (القوات المسلحة اليمنية)
TT

مقتل 20 عنصراً انقلابياً في مقبنة تعز

جانب من عمليات نزع الجيش اليمني لألغام حوثية في ميدي (القوات المسلحة اليمنية)
جانب من عمليات نزع الجيش اليمني لألغام حوثية في ميدي (القوات المسلحة اليمنية)

تواصل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية انتهاكاتها الإنسانية وجرائمها في المدن والمحافظات الخاضعة لسيطرتها، وتمثل آخر الجرائم في تهجير أهالي قرية (خور)، غرب تعز، بعد حصارهم لأيام وإجبارهم على النزوح بقوة السلاح، واستمرارها بقصف الأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة، مخلفةً وراءها قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى الحصار التي تمارسه على أهالي مديرية الشغادرة في محافظة حجة.
وعلى الصعيد الميداني، سقط العشرات من الميليشيات الانقلابية بين قتيل وجريح بغارات لمقاتلات التحالف التي شنتها على تجمعاتهم ومواقعهم وتعزيزاتهم العسكرية في مختلف المدن والمحافظات اليمنية.
وأفاد شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» بأن مقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع الانقلابيين في مديرية نهم، شرق صنعاء، وشنَّت غارات أخرى على تجمعات ومواقع في شدا والبقع في كتاف والملاحيظ بالضاهر والجعملة في مجز بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين، وغارات مماثلة في مديرية حيران بمحافظة حجة، علاوة على الغارات على مواقع وتجمعات الانقلابيين في مديرية سنحان، جنوب صنعاء، مع التحليق المكثف في أجواء العاصمة صنعاء وضواحيها.
تزامن ذلك مع تجدد المواجهات في جبهة مقبنة، غرب تعز، قتل على أثرها قتيلان من الجيش الوطني وأكثر من 20 انقلابياً بين قتيل وجريح، مع القصف العنيف على الأحياء الشرقية لتعز، وذلك بحسب تأكيد مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط».
كما تمكَّنَت قوات الجيش الوطني من التصدي لهجوم الانقلابيين على مواقعهم في عدد من التباب بمديرية نهم، شرق صنعاء، مع الإسناد الجوي لمقاتلات التحالف العربي التي استهدفت تعزيزات للميليشيات بالقرب من هذه التباب.
إلى ذلك، قال رئيس الأركان العامة الجديد في الجيش اليمني، أمس، إن مواجهة الحوثيين المسيطرين على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، باتت مسألة مصيرية.
وأضاف اللواء طاهر العقيلي، في تصريح نقله موقع «سبتمبر نت» الناطق باسم الجيش اليمني: «نحن اليوم بتنا نعيش في مناطقنا المحررة بحرية، بينما الناس تحت سيطرة الانقلابيين (الحوثيين) يذوقون شتى صنوف المعاناة». وتابع: «صحيح لدينا مشكلات، لكن نحن نتنفس الصعداء، ولنا الفخر هنا. إننا إن متنا سنموت ونحن مقبلون غير مدبرين، في جهاد هذه الفئة التي تحمل مشروع الموت، ليس في اليمن فقط، وإنما للعالم كله، وإنما هي تبدأ بالأقرب فالأقرب»، في إشارة لجماعة الحوثي.
ومضى بالقول مهاجماً الحوثيين: «هؤلاء يحملون شعار الإسلام بينما هم مخالفون لعقيدة الإسلام، فهم يستبيحون دماء المسلمين... هذه شرذمة تنتهك الأعراض، ويأكلون أموال الناس بالباطل، وباسم الإسلام، ويمارسون النفاق من أوسع أبوابه، وهذا ما يحتم علينا مواجهتها، لأن المسألة باتت مسألة مصير، نكون أولا نكون».
وقال العقيلي: «نعيش ظرفاً استثنائياً، ويجب أن نستفيد من الإجماع الإقليمي والدولي الداعم للشرعية (سلطات هادي)، وأتمنى من الجميع أن يستشعروا أنهم في مقام رئيس هيئة الأركان، أو مقام رئيس الجمهورية، أو نائبه حتى نبني هذه المؤسسة جميعاً».
واعترف رئيس هيئة الأركان اليمني، بأن هناك مشكلات كثيرة تعاني منها المؤسسة العسكرية، مستدركاً: «لكن بالعمل الصادق والجاد سيتم التغلب على كل هذا المشكلات، من خلال العمل المؤسسي القائم على الخطط المبنية على فكر ورؤية وتقييم، ومبدأ الثواب والعقاب».
وأردف العقيلي: «سأكون جنديا مجنداً... تحكم علاقتنا النظام والقانون، ونحمي النظام المؤسسي، ونمنع التداخل والازدواج الحاصل، ونبني نظاماً مؤسسياً محكماً يضمن العدالة والنزاهة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».