بارزاني: كردستان ستكون «دولة جمهورية ديمقراطية»

TT

بارزاني: كردستان ستكون «دولة جمهورية ديمقراطية»

شدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على أن الإقليم سيجري استفتاء الاستقلال في موعده المحدد في 25 سبتمبر (أيلول) الحالي، وأكد أن كردستان لا تفكر في العنف، وتريد أن تنال استقلالها عبر الحوار والطرق السلمية.
وقال بارزاني خلال لقائه مع مجموعة من الفنانين والصحافيين والكتاب في كردستان أمس: «خلال هذه المدة كانت هناك ضغوطات كبيرة من قبل حلفائنا وعدد من الدول ومن قبل الأصدقاء، لتأجيل استفتاء استقلال كردستان، لكنهم لم يقدموا أي بديل عن الاستفتاء، لذا نحن مُصرون على إجرائه في 25 سبتمبر الحالي».
وأكد أن «دولة كردستان» ستكون دولة جمهورية ديمقراطية، على أساس الحرية والعدالة والمساواة بين كافة مكوناتها، مضيفاً أن نظام الحكم في العراق الآن ليس جمهورياً ولا ديمقراطياً ولا برلمانياً، بل أصبح نظاماً طائفياً ومذهبياً، ولم يبق للدستور العراقي أي اعتبار.
وتؤكد كردستان أن بغداد خرقت حتى الآن 55 مادة دستورية خاصة بحقوق إقليم كردستان في الدستور العراقي، ولم تلتزم بأي من الاتفاقيات التي وقعتها مع حكومة الإقليم، وتواصل منذ نحو أربعة أعوام قطع رواتب موظفي الإقليم وحصة كردستان من الموازنة العامة للعراق، ولم تف بأي التزام من التزاماتها الأخرى نحو الإقليم.
وأكد بارزاني، خلال حديثه، أن كردستان لا تفكر في العنف، وتريد أن تنال استقلالها بالطرق السلمية وبالحوار، مضيفاً أن «الاستفتاء ليس ورقة ضغط أو مزايدة، وهذه العملية ليست ضد أي مبدأ من المبادئ الدولية، وحق تقرير المصير حق طبيعي وقانوني من حقوق الشعب الكردي، وبحسب الوثائق القانونية، لم نخطُ أي خطوة ضد القوانين الدولية».
وتشهد محلات بيع الأعلام في مدينة أربيل والمدن الأخرى في الإقليم والمناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم (المناطق المتنازع عليها) رواجاً كبيراً، حيث يُقبل العشرات من المواطنين على شراء أعلام كردستان، للمشاركة في الحملة الإعلامية للاستفتاء التي بدأت رسمياً في 5 سبتمبر الحالي، وستستمر حتى الساعة 12 من منتصف ليلة 22 سبتمبر الحالي.
وقال كاروان أحمد، صاحب مكتبة لبيع القرطاسية والأعلام، في مدينة أربيل لـ«الشرق الأوسط»: «نبيع إلى جانب القرطاسية أعلام كردستان أيضاً، هناك حركة كبيرة في السوق، ونبيع يومياً العشرات من الأعلام بمختلف الأحجام؛ لكن غالبية المواطنين يطلبون أعلاماً من الحجم الكبير لتزيين سياراتهم والمباني والمنازل، استعداداً للاستفتاء»، لافتاً إلى أن كثيرين يكتبون على هذه الأعلام: «نعم للاستفتاء».
بدوره قال آزاد مصطفى، صاحب مكتبة أخرى في سوق أربيل لـ«الشرق الأوسط»: «إلى جانب الأعلام، تشهد البوسترات والملصقات الخاصة بالاستفتاء رواجاً كبيراً. المطابع في المدينة تواصل العمل منذ نحو ثلاثة أشهر في هذا المجال، ونحن نشتري منها هذه الملصقات والأعلام».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.