مصر وروسيا تنهيان ترتيبات إتمام اتفاق محطة الضبعة النووية

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، أن مصر أكملت الاتفاق المتعلق بعقد بناء محطة الطاقة النووية المصرية في الضبعة مع الجانب الروسي، وأصبح العقد جاهزاً للتوقيع. كما دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين لحفل توقيع الوثيقة رسمياً، الذي سيجري في وقت لاحق.
وكان السيسي قد التقى بوتين أمس، على هامش قمة مجموعة «بريكس» في مدينة شيامن الصينية. وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيسين استعرضا خلال اللقاء عدداً من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومنها استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر.
وتوقفت حركة الطيران بين مصر وروسيا منذ نهاية عام 2015، بعد تعليقها من قبل روسيا على خلفية كارثة سقوط طائرة الركاب الروسية في المجال الجوي المصري يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015، التي راح ضحيتها 224 راكباً، إضافة إلى طاقم الطائرة.
وأوضح السفير يوسف أن الرئيس الروسي أشاد خلال اللقاء بالجهود التي قامت بها السلطات المصرية في تأمين المطارات، معرباً عن أمله في استئناف رحلات الطيران الروسي قريباً عقب انتهاء المشاورات الحالية بين الجانبين على المستوى الفني. وأكد بوتين الأهمية التي توليها بلاده لتطوير العلاقات الوثيقة مع مصر في جميع المجالات، وبصفة خاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيداً في هذا الصدد بزيادة التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 14 في المائة، فضلاً عن التواصل المستمر بين الجانبين لدفع وتطوير العلاقات.
وربطت مصادر سياسية بين قرار موسكو عودة حركة الطيران إلى مصر وإنهاء مفاوضتها بخصوص المحطة النووية، التي تم توقيع اتفاق مبدئي بشأنها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. وقالت المصادر إن إنهاء الاتفاق سيعجل باستعادة حركة الطيران والسياح الروس إلى مصر.
وينص الاتفاق على إنشاء محطة كهروذرية في مصر تضم 4 وحدات تبلغ طاقة كل منها 1200 ميغاواط، على أن تقدم روسيا قرضاً لمصر لتمويل عمليات إنشاء هذا المشروع الذي ينفذ على 7 سنوات. وفي مايو (أيار) 2016 نشرت الجريدة الرسمية قرار الرئيس السيسي بالموافقة على اتفاقية قرض مع روسيا بقيمة 25 مليار دولار لإنشاء المحطة.
وخلال مباحثاته مع بوتين أمس، أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تعزيز العلاقات الهامة التي تجمعها بروسيا وتطوير أوجه التعاون المشترك على مختلف الأصعدة، مشيداً في هذا الصدد بالتعاون الثنائي القائم في كثير من المجالات والمشروعات المشتركة التي سيتم البدء في تنفيذها، خصوصاً مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.
ووجه السيسي الدعوة لنظيره الروسي لحضور الاحتفال الذي سيقام بمناسبة وضع حجر الأساس لمحطة الضبعة، وهو ما رحب به بوتين على أن يتم الاتفاق على موعد الزيارة بين الجانبين.
ومن المقرر أن يبدأ أول مفاعل العمل الفعلي بعد 9 سنوات من بدء التوقيع، والمفاعل الثاني بعد 6 أشهر والثالث بعد 10 سنوات من بدء التوقيع، وتشمل مفاوضات إنشاء المحطة النووية عقد إنشاء وعقد تصميم وعقد تزويد للوقود وعقد دعم فني وعقداً للوقود المستنفد.
وأكد الزعيمان خلال اللقاء كذلك أهمية التوصل إلى حلول سياسية لمختلف النزاعات القائمة في الشرق الأوسط، بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار لدول المنطقة ويحافظ على وحدة وسيادة أراضيها، حيث ثمن بوتين التنسيق القائم بين مصر وروسيا على صعيد عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيداً بدور مصر الإيجابي في النزاعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وحرصها على التوصل إلى حلول سياسية لتلك النزاعات.