كانتونا أفضل لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز خلال 25 عاماً

مع قدومه بدأ مانشستر يونايتد سلسلة من النجاحات الفريدة بقيادة أليكس فيرغسون

كانتونا سجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الإنجليزية  («الشرق الأوسط»)
كانتونا سجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الإنجليزية («الشرق الأوسط»)
TT

كانتونا أفضل لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز خلال 25 عاماً

كانتونا سجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الإنجليزية  («الشرق الأوسط»)
كانتونا سجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الإنجليزية («الشرق الأوسط»)

ليس من السهل على الإطلاق اختيار نجم يستحق لقب اللاعب الأفضل في تاريخ بطولة الدوري الممتاز، ذلك أنه يتعين أن يكون ذلك اللاعب قد أثبت كونه الأقوى بدنياً والأطول تأثيراً والأكثر إحرازاً للأهداف، وأن يكون قد لعب دوراً أكبر عن أي لاعب آخر في صياغة شكل الدوري الممتاز لسنوات. وتبعاً لهذه المعايير، لا نجد أمامنا لاعبا يتوافق معها أكثر عن إيريك كانتونا.
تزامنت مسألة إعادة طرح الدور الأول من كرة القدم الإنجليزية في صورة بطولة الدوري الممتاز مع شروق فجر العصر الإمبراطوري داخل مانشستر يونايتد. قبل ذلك، تمكن النادي من تصدر البطولة سبع مرات فقط على امتداد 89 عاماً. في المقابل، نجد أنه منذ تدشين الدوري الممتاز في صورته الحالية، حصد مانشستر يونايتد البطولة 13 مرة من إجمالي 25، وربما كانت جماهير النادي ستظل على حنينها لأمجاد مباريات الأبيض والأسود لولا قدوم كانتونا الذي بدل الموازين داخل الفريق رأساً على عقب.
عندما انتقل كانتونا من ليدز يونايتد إلى أولد ترافورد في نوفمبر (تشرين الثاني) 1992، بدا الأمر برمته صادماً، فحتى سير أليكس فيرغسون لم يصدق إلى أي مدى كان الحظ حليفه عندما لم يقابل استفسار مسؤولي مانشستر يونايتد عن مدى إمكانية ضم اللاعب الفرنسي برفض غاضب وحاسم من قبل هيوارد ويلكنسون مدرب ويلز.
كان كانتونا قد انضم إلى ليدز يونايتد في فبراير (شباط) السابق فحسب، ومع ذلك كان قد نجح بالفعل في التحول إلى أيقونة معشوقة بالنسبة لجماهير النادي. وساعدت قوته البدنية في مساعدة النادي القائم في يوركشاير على الوقوف عقبة في طريق اقتناص مانشستر يونايتد آخر نسخة من البطولة قبل إطلاق الدوري الممتاز الحالي. وفي تلك الفترة، نجح كانتونا في تسجيل أول ثلاثية أهداف له عندما تمكن ليدز يونايتد من سحق توتنهام هوتسبر بنتيجة 5 - 0 في غضون أسبوعين فقط من ثلاثية أخرى سجلها في لقاء الدرع الخيرية (السوبر) أمام ليفربول ليضمن فوز الأول.
ومع هذا، لم يكن ويلكنسون، الذي سارع بحسم لضم كانتونا في وقت وقف شيفيلد وينزداي متردداً، مقتنعاً بجدوى فكرة بناء مباراة بأكملها حول لاعب كان يعتبره «الحصان الأسود» بين لاعبيه. جدير بالذكر أن ويلكنسون يعتبر آخر مدرب إنجليزي يفوز ببطولة الدوري، لكن ينبغي أن يذكره التاريخ كذلك لإسهامه (بالطبع دون قصد منه) في نجاح فيرغسون وتحول العدو اللدود لليدز يونايتد إلى القوة الضاربة الأولى على مستوى الدوري الممتاز. مقابل إبرام صفقة انتقال كانتونا إلى مانشستر يونايتد، حصل ليدز يونايتد على 1.2 مليون جنيه إسترليني، وربما شعور بالألم لن يبرئ أبداً.
ومع ذلك، يبقى فيرغسون هو المستحق بالقدر الأكبر من الإشادة عن هذه الصفقة التي أثبتت تمتعه ببعد نظر وحدس قوي. ويقضي الإنصاف فيما يخص ويلكنسون القول بأنه كان ثمة احتمال ليس بالضئيل أن تسير صفقة كانتونا في الاتجاه المعاكس تماماً بالنسبة لمانشستر يونايتد، وربما كان انضمام الفرنسي ليسبب حالة من زعزعة الاستقرار داخل صفوف فريق فيرغسون. جدير بالذكر أن فترات استمرار اللاعب مع الأندية السابقة كانت قصيرة وغالباً ما انتهت بمشكلات ومشاحنات. وحتى لاعبو مانشستر يونايتد أنفسهم ساورتهم بعض الشكوك حول جدوى انضمام اللاعب الفرنسي لصفوفهم.
ومع ذلك، فاز مانشستر يونايتد بأول لقب له منذ عام 1967 بفارق 10 نقاط عن أقرب منافسيه. وبعد ذلك، تعاقد النادي مع روي كين لمنح كانتونا أساساً أقوى للاستناد عليه والانطلاق منه. ومن جديد، فاز مانشستر يونايتد بالبطولة، مع تصدر كانتونا قائمة هدافي الفريق رغم غيابه عن خمس مباريات بسبب الإيقاف. كما سجل هدفين في نهائي بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي ليضمن فوز فريقه أمام تشيلسي، واختير أفضل لاعب في إنجلترا خلال العام من جانب رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين. إلا أن أداءه على صعيد المنافسات الأوروبية جاء دون المستوى، الأمر الذي تحول لاحقاً لظاهرة متكررة من جانب فرق الدوري الإنجليزي الممتاز.
في الموسم التالي، تجلى تأثير كانتونا داخل الفريق على نحو غير مسبوق. كان مانشستر يونايتد في مسابقة محمومة لتصدر جدول أندية الدوري الممتاز إلى أن حدثت واقعة ملعب سلهرست بارك عندما ركل كانتونا مشجعا لكريستال بالاس ليتم إيقافه لمدة ثمانية أشهر من جانب اتحاد كرة القدم. وعندئذ، ساد التوتر أرجاء مانشستر يونايتد الذي حرم من قائده، وبالفعل تراجعت نتائج الفريق ما سمح لبلاكبيرن بالمضي قدماً نحو اللقب.
وعندما عاد كانتونا من العقوبة في أكتوبر (تشرين الأول) التالي خلال مباراة أمام ليفربول، عرفت الثقة من جديد طريقها لصفوف مانشستر يونايتد. وخلال المباراة، خلق كانتونا هدفا وسجل آخر لينتهي اللقاء بالتعادل 2 – 2، وخلال النصف الثاني من موسم 1995 – 1996، فاز مانشستر يونايتد خلال خمس مباريات بنتيجة 1 – 0، وكان هدف الفوز في كل منها من نصيب كانتونا. وبعد اقتناص بطولة الدوري، أكمل كانتونا الإنجاز بآخر بإحرازه هدف الفوز في نهائي بطولة كأس الاتحاد أمام ليفربول.
وعليه، لم يكن من المثير للدهشة أن يحمل كانتونا شارة قائد الفريق ويقود مانشستر يونايتد نحو حصد البطولة من جديد في موسم 1996 – 1997، وهي البطولة الرابعة خلال سنواته الخمس مع الفريق. وبعد أسبوع من حمله بطولته الأخيرة، أعلن كانتونا، وكان حينها في الـ30 من عمره، اعتزاله كرة القدم - الإعلان الذي جاء بمثابة مفاجأة صادمة للجميع.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.