«يوتيوب»... منصة إلكترونية لتسريع طرح ألعاب الفيديو الجديدة

مطورون ناشئون يوظفون عروض الإنترنت لجمع الأموال لإنتاجها

مشهد من لعبة «هالو نيبور»
مشهد من لعبة «هالو نيبور»
TT

«يوتيوب»... منصة إلكترونية لتسريع طرح ألعاب الفيديو الجديدة

مشهد من لعبة «هالو نيبور»
مشهد من لعبة «هالو نيبور»

حين قررت «دايناميك بيكسلز»، وهي شركة روسية صغيرة مطورة للألعاب، أن تصنع لعبة فيديو موضوعها الرعب والتسلل إلى منزل غامض في الحي، فإنها لجأت إلى موقع التمويل الجماعي «كيكستارتر». ولكن الحملة التي خصصت لجمع التمويل للعبة والتي حملت عنوان «هالو نيبور» فشلت، ولم تجمع سوى مبلغ 13 ألف دولار من أصل الـ100 ألف دولار، وهو الهدف الأساسي للحملة.
- جني الأموال
بعدها اختارت «دايناميك بيكسلز»، وهي روسية، طريقاً آخر، ففي أكتوبر (تشرين الأول)، وبعد التعاون مع الناشر «تايني بيلد»، أرسلت نسخة عرض من «هالو نيبور Hello Neighbor «(مرحبا أيها الجار) إلى آلاف من العاملين في مجالات الإبداع في «يوتيوب» و«تويتش» ودعتهم إلى تصوير أفلام فيديو تظهرهم وهم يلعبون باللعبة. وفي حال نالت اللعبة إعجاب مشاهديهم، يمكن لهؤلاء أن يحملوا النسخة مجاناً بدورهم.
خلال الشهر الأول بعد عرضها على يوتيوب و«تويتش»، جنت لعبة «هالو نيبور» مبلغاً يعادل ميزانيتها، من خلال العروض المسبقة، حتى إنها ارتفعت ثلاثة أضعاف بعد ذلك. وعلى الرغم من أن اللعبة لم تطرح نسختها المخصصة لـ«إكس بوكس وان» وأجهزة الكومبيوتر إلا في 29 أغسطس (آب)، فقد حمّل الكثير من أفراد الجمهور النسخ التجريبية أكثر من مليون مرة، حتى إن بعض فيديوهات اللعبة على «يوتيوب» جمعت أكثر من عشرات ملايين المشاهدات.
وحسب أليكس نيتشيبورشيك، منتج اللعبة والرئيس التنفيذي في «تايني بيلد»، فإن النتائج جاءت غير متوقعة.
تعكس تجربة «هيللو نيبور» واقع تطور دور مواقع الفيديو كـ«يوتيوب» ومساهمتها كمسرع لعمل ألعاب الفيديو. وتعمل استوديوهات الفيديو ذات الميزانيات الكبرى على مغازلة كبار المبدعين ورواد يوتيوب من خلال إرسال نسخ مبكرة من الألعاب بالإضافة إلى دفع مبالغ مالية لهم مقابل نشرهم لمقاطع فيديو إيجابية عن كل لعبة. وتجدر الإشارة إلى أن التأثير يكون أكبر بالنسبة للألعاب المستقلة التي لا تنفق مبالغ كبيرة على التسويق.
- قدرات «يوتيوب»
يتمتع يوتيوب تحديداً بقدرة كبيرة على الوصول إلى جمهور الشباب، الذي يشاهد الكثير من مقاطع الفيديو على الإنترنت وأكثر من مرة تماماً كما يفعلون على التلفاز. ووفقاً ليوتيوب، يشاهد مئات ملايين الأشخاص أكثر 246 مليون مقطع فيديو حول اللعب، عبر خدمة الموقع كل شهر، لافتاً إلى أن 70 في المائة من المشاهدين أصغر من 34 عاماً.
يهدف بعض مطوري ألعاب الفيديو إلى جذب انتباه أشخاص مثل فيليكس كجيلبيرغ، وهو مواطن سويدي معروف باسمه على يوتيوب «بيو داي باي PewDiePie «وهو مالك قناة بلغ عدد مشتركيها 56 مليونا. وفي أوائل هذا العام، تورط كجيلبيرغ في موجة من الجدل بعد أن اعتبرت بعض الفيديوهات التي نشرها معادية للسامية، إلا أنه لا يزال يعتبر من أصحاب التأثير على الموقع إلى حد أن بعض مطوري الألعاب يستعينون بعبارة «تأثير بيو داي باي» لوصف وقعه على يوتيوب.
وقد عمل راين كلارك، وهو شخص آخر صمم لعبة فيديو مستقلة تعرف بـ«كرايبت أوف ذا نيكرودانسر» على تجربة التأثير أعلاه. وبعدما نشر «بيو داي باي» فيديو إيجابيا عن اللعبة عام 2015، شهدت «كرايبت أوف ذا نيكرودانسر» ارتفاعاً سريعاً في المبيعات بلغت 60 الغ دولار. وللاستفادة من التأثير الكبير الذي يتمتع به «بيو داي باي»، قدر كلارك القيمة الإجمالية للفيديو بأكثر من 100 ألف دولار.
وفي عام 2013، ساعد اهتمام «بيو داي باي» وغيره من المؤثرين على يوتيوب، لعبة «سورجون سيمولاتور» المطورة من قبل استوديوهات «بوسا» في لندن حتى أصبحت ظاهرة عالمية وباعت أكثر من 3.5 مليون نسخة. وفي معرض حديثها عن يوتيوب، قالت تراسي ماك غاريغان، مديرة التسويق في استوديوهات «بوسا» إن تأثير هذا الموقع أصبح مهماً جداً بالنسبة لمطوري الألعاب والقرارات التي يتخذونها حول اتجاهات تسويق إنتاجاتهم.
ولكن بعض المطورين يحذرون من أن العرض على يوتيوب ليس ضربة سحرية تترجم إلى مبيعات، حتى ولو شاهد المقطع الملايين من الناس، فعندما لفتت لعبة «لوركينغ» التي طورها أربعة طلاب سنغافوريين، اهتمام «بيو داي باي» و«ماركيبلير» (مؤثر معروف آخر على يوتيوب)، حصلت فيديوهاتها على أكثر من سبعة ملايين دولار. ولكن النتائج كانت هامشية لأن أحد فيديوهاتها حصد 1.5 مليون مشاهدة في حين أنه حُمِّل 8000 مرة فقط، على الرغم من أن «لوركينغ» لعبة مجانية.
وقال جاستن إن. جي، واحد من مصممي «لوركينغ» إنه عندما يصور مؤثرو يوتيوب فيديوهات تظهرهم وهم يلعبون، يمكن لهذا الأمر أن يكون مضراً بالمبيعات، خاصة في حال كانت اللعبة ترتكز على قصة طويلة.
- إفساد اللعبة
وأضاف أن اللعب خلال الفيديوهات يفسد التجربة الروائية، لأن آليات اللعبة يجب أن تبدو مثيرة للاهتمام بالنسبة للناس حتى يرغبوا بتجربتها بأنفسهم وليس أن يتفرجوا على شخص آخر يلعب عنهم.
وفي حين أن أهم المؤثرين على يوتيوب يمكن أن يساهموا في عرض اللعبة أمام عشرات ملايين المشاهدين، يمكن لهؤلاء أن يكونوا بمثابة سيف ذي حدين، خاصة عندما يكون المشاهدون مهتمين بمشاهدة اللاعب أكثر من اللعبة نفسها.
ولكن حسب اعتقاد بعض المطورين، فإن ما يدعم المبيعات ليس اهتمام مؤثري «يوتيوب»، بل تكوين مجتمعات أوسع للدعم من قبل صانعي ألعاب آخرين يكرسون أنفسهم للعبة إلى جانب جماهيرهم التي تكرس نفسها هي الأخرى.
في بعض الحالات، يمكن لبعض قنوات يوتيوب المتواضعة التي تركز على بعض الألعاب أن تتطور جنباً إلى جنب مع الألعاب وأن تؤدي إلى نمو الاهتمام الإيجابي والمجتمعات الخاصة بكلاهما على حد سواء.
على سبيل المثال، كشف نيتشيبروشيك أن بعض المؤثرين على يوتيوب شهدوا نمواً في عدد مشتركي قنواتهم على يوتيوب من 5000 إلى 200000 أثناء لعبهم «هالو نيبور».
أما برندان غرين، مطور لعبة «باتل غراوند» فرأى أنها أمثولة جيدة لكثير من مطوري الألعاب، وأنه يجب عليهم ألا يلجأوا دائماً لمؤثرين من الصف الأول على يوتيوب، بل يفضل أن يستعينوا بشخص مؤثر يبحث عن أشخاص يفيدهم ويستفيد منهم. وأضاف: «عند العثور عليهم، سيمشي هؤلاء المؤثرون في ميدان المخاطر لمساعدة المطورين في الحصول على النتائج التي يرجونها».
وتجدر الإشارة إلى أن غرين الذي أمضى سنوات في بناء علاقات مع عارضي ألعاب الفيديو، عرف أنه يجب أن يدفع العارضين إلى المشاركة قبل إطلاق لعبة «باتل غراوند» هذا العام. لذا، وخلال بضعة أشهر، أجرى فريقه مقابلات مع أفضل العارضين الذين عملوا على ألعاب مشابهة لمعرفة أكثر العوامل التي تجذبهم في اللعبة. لاحقاً، أهدى غرين بعض العارضين أجهزة كومبيوتر ليتمكنوا من تجربة نسخهم الخاصة من «باتل غراوند» عليها. ونجحت هذه الخطوة، وبعد وصول أوّلي ومبكر لنسخة «باتل غراوند»، طرحت اللعبة في الأسواق في مارس (آذار)، وباعت أكثر من ستة ملايين نسخة في أربعة أشهر.
- خدمة «نيويورك تايمز».


مقالات ذات صلة

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أطلقت «يوتيوب» أول ملخص سنوي يمنح المستخدمين مراجعة شخصية لعادات المشاهدة خلال عام 2025

«ملخص يوتيوب»: خدمة تعيد سرد عامك الرقمي في 2025

يقدم الملخص ما يصل إلى 12 بطاقة تفاعلية تُبرز القنوات المفضلة لدى المستخدم، وأكثر الموضوعات التي تابعها، وكيفية تغيّر اهتماماته على مدار العام.

نسيم رمضان (لندن)
إعلام هيمنة «يوتيوب» على المحتوى تجدد الكلام عن «أزمات» منصات التواصل مع ناشرين

هيمنة «يوتيوب» على المحتوى تجدد الكلام عن «أزمات» منصات التواصل مع ناشرين

أثارت «هيمنة يوتيوب» على المحتوى الترفيهي والإخباري مخاوف من تكرار «أزمات» المنصات الكبرى مع ناشرين.

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق إيقاع طفولي اخترق العالم (أ.ب.ف)

كيف صنعت أغنية «بيبي شارك» شركة بـ 400 مليون دولار؟

يُعتقد أنّ أصل أغنية «بيبي شارك» يعود إلى الولايات المتحدة في سبعينات القرن الماضي...

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما لافتة هوليوود في لوس أنجليس (أ.ب)

«الدراما العمودية» تغيّر المشهد في هوليوود بعدما غزت آسيا

بقصصها ذات المواضيع التشويقية وميزانياتها التي لا تتجاوز بضع مئات الآلاف من الدولارات، وجداول تصويرها السريعة، يُحدث النمط العمودي تحولاً جذرياً في قطاع متعثر.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».