كشف تفاصيل هروب عناصر من «الإخوان» أثناء نقلهم إلى السجن جنوب القاهرة

توقيف أكثر من 800 «داعشي» في 4 سنوات روجوا للتنظيم وشكلوا خلايا إرهابية

TT

كشف تفاصيل هروب عناصر من «الإخوان» أثناء نقلهم إلى السجن جنوب القاهرة

كشفت السلطات القضائية عن تفاصيل هروب عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية المحبوسين على ذمة قضية «كتائب حلوان» الشهيرة أثناء ترحيلهم من مقر محاكمتهم إلى منطقة سجون طرة بضاحية المعادي (جنوب القاهرة).
وقالت مصادر قضائية إن «المتهمين عزموا على الهروب عقب جلسة محاكمتهم بأكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة (شرق القاهرة) وتمكنوا من الحصول على قطعتين من الحديد من أحد المقاعد في القفص الزجاجي المخصص لمحاكمتهم وقاموا بإخفائها في ملابسهم، واستغلوها في الهروب من سيارة الترحيلات، خاصة أنهم لا يتم تفتيشهم أثناء صعودهم السيارة». في حين قالت الأجهزة الأمنية إنها تمكنت من توقيف أكثر من 800 إرهابي ينتمون لتنظيم داعش خلال أربع سنوات منذ عزل جماعة الإخوان الإرهابية عن السلطة خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية وتكوين خلايا تنفذ مهام التنظيم.
وينشط بقوة في سيناء تنظيم «أنصار بيت المقدس» أو «ولاية سيناء» الذي بايع أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014، وأطلق على نفسه «داعش سيناء».
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة «الإخوان» الإرهابية في عام 2013 استهدف «داعش سيناء» العسكريين ورجال الأمن والارتكازات والنقاط الأمنية، وتبنى كثيرا من عمليات قتل جنود غالبيتهم في سيناء، إضافة إلى استهداف الأقباط والسياح. وقال مصدر أمني إنه «تم توقيف ما يقرب من 870 شخصا يتبنون الفكر الداعشي، حيث يحاكم الآن 220 متهما في القضية المعروفة إعلاميا بـ(داعش الثانية)، فضلا عن التحقيق مع أكثر من 60 متهما لاتهامهم بالترويج لأفكار (داعش)، وكذا يحاكم 48 إرهابيا في قضية تفجيرات كنائس البطرسية بالعباسية بالقاهرة، ومار مرقس بالإسكندرية، ومار جرجس بطنطا».
مضيفا: «تم إحالة 292 في القضية المعروفة إعلاميا بـ(محاولة اغتيال الرئيس المصري)، وإحالة 66 من عناصر (داعش) لمحكمة الجنايات بتهمة تشكيل خلية إرهابية تسمى (ولاية الصعيد)، فضلا عن إحالة 20 متهما للمحاكمة لاتهامهم بالانضمام إلى خلية إرهابية بمحافظة مرسى مطروح، بالإضافة إلى إحالة 154 متهما للجنايات في قضية (أنصار بيت المقدس 3)».
في غضون ذلك، تكثف الأجهزة الأمنية من إجراءاتها لضبط متهمين ما زالا هاربين عقب نجاحهما في الهروب من سيارة الترحيلات، عقب نجاح السلطات الأمنية في التصدي لهروب جماعي لعناصر «كتائب حلوان» قبل أيام.
وكانت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة قد أجلت محاكمة 215 متهما بينهم 140 محبوسا من أنصار جماعة الإخوان، بتهمة تشكيل مجموعات مسلحة لتنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد وضباط الشرطة ومنشآتها وتخريب الأملاك والمنشآت العامة خاصة أبراج ومحولات الكهرباء، والمعروفة إعلاميا بـ«كتائب حلوان» لاستكمال سماع الشهود. وكشفت تحقيقات النيابة عن أن «المتهمين الهاربين مع آخرين قاموا بفك لحام جزء صاج خفيف أعلى باب السيارة، ونزعوا الجهة المقابلة له من خلال الدق بالأداة الحديدية التي حصلوا عليها من داخل القفص بمقر محاكمتهم بأكاديمية الشرطة... في حين قام باقي المتهمين بالتشويش على الحراسة بترديد الهتافات ورفع شعارات اعتصام (رابعة)، (كف طويت إبهامه) لعناصر الإخوان داخل السيارة، وهو أمر متكرر الحدوث داخل سيارات ترحيلات المتهمين».
وأكدت التحقيقات أن المتهمين لديهم دراية وخبرة كبيرة بأن آخر سيارة ترحيلات، دائما تكون أقل السيارات خدمات وتأمينا، وأن الحارس المسؤول عنها لا يجلس في مقعده، وهذه المعلومات حصلوا عليها من خلال خبرتهم اليومية في المحاكمات، فقرر المتهمون أن يؤخروا أنفسهم لكي يكونوا في آخر سيارة ترحيلات، وبالفعل نجحت خطتهم في الهرب.
كما كشفت التحقيقات عن أن أحد المساجين حاول سرقة الطبنجة الخاصة بضابط الترحيلات، فخرجت منها طلقة أصابت الضابط في كتفه وتمكن من انتزاعها منه، فقام أحد الأمناء بإطلاق عيار أصاب المتهم في قدمه، وتمكن اثنان من الهرب، فيما ألقت القوات القبض على خمسة آخرين بينهم المصاب، الذي تم نقله إلى أحد المستشفيات.
وكانت نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، قد قررت حبس 18 متهما 4 أيام على ذمة التحقيقات في واقعة الهروب من سيارة الترحيلات... ووجهت النيابة للمتهمين الباقين الذين لم يتمكنوا من الهروب 3 اتهامات هي «مساعدة سجناء على الهرب من تهمة عقوبتها الإعدام، ومقاومة السلطات، وإتلاف المال العام»، وكلفت النيابة العامة الأمن الوطني بسرعة التحريات حول الواقعة وسرعة ضبط المتهمين الهاربين.
وأكد المصدر الأمني نفسه «وجود عمليات تمشيط موسعة تجريها الأجهزة الأمنية حاليا في منطقة المعادي للقبض على الهاربين، وسط انتشار قوات الأمن على مداخل ومخارج المنطقة ونصب أكمنة بالطرق المؤدية للمعادي».
وعناصر «كتائب حلوان» من الإخوان أحيلوا للمحاكمة لأنهم خلال الفترة من 14 أغسطس (آب) 2013 (عقب فض اعتصامين لـ«الإخوان» في ميداني رابعة بالقاهرة والنهضة بالجيزة) وحتى 2 فبراير (شباط) 2015 تولوا بمحافظتي القاهرة والجيزة قيادة جماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والحريات والحقوق العامة التي كفلها الدستور والقانون، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي، وتم توقيفهم من قبل السلطات ومنذ ذلك الحين يتم محاكمتهم ويقبعون في سجون منطقة طرة شديدة الحراسة.


مقالات ذات صلة

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)
أفريقيا استنفار أمني صومالي في العاصمة مقديشو (متداولة)

مقتل 10 من عناصر حركة «الشباب» بغارة أميركية في الصومال

نفّذت الولايات المتحدة ضربة جوية في جنوب الصومال أسفرت عن مقتل عشرة من عناصر حركة «الشباب»، وفق ما أفاد الجيش الأميركي، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
شؤون إقليمية صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من المعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني عبد الله أوجلان في مسعى لحل المشكلة الكردية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم