إسبانيا تصطدم بإيطاليا في مواجهة كلاسيكية بتصفيات مونديال روسيا

المواجهة ستحدد المتأهل من المنتخبين إلى نهائيات كأس العالم

الفوز في مدريد هدف المنتخب الإيطالي للتأهل المباشر (إ.ب.أ)
الفوز في مدريد هدف المنتخب الإيطالي للتأهل المباشر (إ.ب.أ)
TT

إسبانيا تصطدم بإيطاليا في مواجهة كلاسيكية بتصفيات مونديال روسيا

الفوز في مدريد هدف المنتخب الإيطالي للتأهل المباشر (إ.ب.أ)
الفوز في مدريد هدف المنتخب الإيطالي للتأهل المباشر (إ.ب.أ)

تتجه الأنظار إلى ملعب سانتياغو برنابيو الخاص بريال مدريد، حيث تقام اليوم مباراة قمة بين منتخبي إسبانيا وإيطاليا ستحدد بشكل كبير المتأهل منهما مباشرة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا عام 2018. وشكلت المجموعة السابعة عنوانا بارزا في التصفيات منذ سحب القرعة ووقوع منتخبي إسبانيا وإيطاليا معا، لأن الترشيحات بنيل البطاقة المباشرة لم تخرج منهما، نظرا لتفوقهما الواضح على منتخبات ألبانيا وإسرائيل ومقدونيا وليشتنشتاين.
ولكن المنافسة بينهما كانت قوية منذ انطلاق التصفيات، وفاز كل منهما في خمس مباريات، وكان التعادل 1 - 1 سيد الموقف في القمة الأولى بينهما في إيطاليا في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، وهو ما يجعل من معركة اليوم محطة شبه حاسمة للتأهل.
ويتأهل صاحب المركز الأول مباشرة إلى النهائيات، بينما سيتعين على أفضل ثمانية منتخبات تحل في المركز الثاني في المجموعات التسع خوض ملحق فاصل لحسم البطاقات الأربع المتبقية. وتتصدر إسبانيا ترتيب المجموعة برصيد 16 نقطة، بفارق الأهداف أمام إيطاليا، وتتقدمان بفارق كبير عن ألبانيا (9 نقاط) التي تلتقي ليشتنشتاين الأخيرة من دون رصيد، وعن إسرائيل (9 نقاط) التي تلتقي مقدونيا الخامسة بثلاث نقاط.
ويبقى فوز إسبانيا الكاسح برباعية نظيفة في نهائي كأس أوروبا 2012 الوحيد لها على إيطاليا في المباريات الرسمية حتى الآن. لكن الفريقين تغيرا كثيرا، فبعد نتائجهما المتواضعة في نهائيات كأس أوروبا التي شهدت فوز إيطاليا على إسبانيا 2 - صفر، حل مدربان جديدان هما خولن لوبيتيغي بديلا لفيسنتي ديل بوسكي في إسبانيا، وجانبييرو فنتورا خلفا لأنطونيو كونتي في إيطاليا، وأجرى لوبيتيغي تغييرات كثيرة في تشكيلتها وضخ دماء جديدة، من دون إغفال أصحاب الخبرة. ولعل أبرز الأسماء الجديدة في تشكيلة إسبانيا حاليا لاعب الوسط ماركو أسنسيو، فضلا عن العديد من الأسماء الجديدة ومنها إيسكو وكوكي وساول نيغويز والحارس ديفيد دي خيا.
ولفت أسنسيو (21 عاما) الأنظار مع فريقه ريال مدريد في بداية الموسم الحالي، وسجل له أربعة أهداف في خمس مباريات، منها هدفان في مرمى برشلونة في كأس السوبر الإسبانية. كما أنه برز في الموسم الماضي أيضا محليا وأوروبيا، ومن المرجح أن يمنحه لوبيتيغي اليوم فرصة المشاركة أساسيا مع المنتخب للمرة الأولى، بعد أن خاض دقائق معدودة في ثلاث مباريات سابقة. وعلق قطب الدفاع الإسباني سيرخيو راموس على تألق أسنسيو أمام برشلونة بالقول: «من الواضح أن لديه موهبة فطرية، ونأمل أن يحافظ على هذه الشرارة وعلى حسه التهديفي. إنه يحقق الفارق في كل مرة يلعب فيها».
ويملك العديد من لاعبي منتخب إيطاليا ومنهم الحارس المخضرم جانلويجي بوفون ذكريات سيئة مع أسنسيو، إذ إنه نزل من مقاعد البدلاء ليسجل هدفا في المباراة التي اكتسح فيها ريال مدريد يوفنتوس الإيطالي 4 - 1 في نهائي دوري أبطال أوروبا قبل نحو ثلاثة أشهر. لكن المدرب الإسباني استعان بلاعب الخبرة المهاجم ديفيد فيا (35 عاما) مهاجم نيويورك سيتي الأميركي وأعاده إلى تشكيلة المنتخب للمرة الأولى منذ ثلاثة أعوام.
وتوج فيا مع إسبانيا بكأس أوروبا 2008 وكأس العالم 2010، وتعود المباراة الأخيرة له مع المنتخب إلى يونيو (حزيران) 2014 حين فاز على أستراليا 3 - صفر في مونديال البرازيل. وسجل فيا 59 هدفا في 97 مباراة مع المنتخب. وقال فيا: «ليس هناك شيء أستمتع به أكثر من ارتداء قميص المنتخب الإسباني... إنني هنا فقط لمساعدة زملائي. اعتقدت أن استدعائي مجددا للمنتخب سيثير الجدل، ولكن رد الفعل كان إيجابيا. وكانت مفاجأة سارة للغاية بالنسبة لي».
ويضم هجوم المنتخب الإسباني إضافة إلى فيا، ألفارو موراتا وبدرو رودريغيز نجمي تشيلسي الإنجليزي، وياغو أسباس لاعب سلتا فيغو. وخلت التشكيلة من اسم المهاجم دييغو كوستا الذي يواجه فترة صعبة من مسيرته بعد أن أعلن الإيطالي أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي أنه ليس ضمن خططه للموسم الجديد.
في الجانب الآخر، يفتقد منتخب إيطاليا لاعب وسط يوفنتوس كلاوديو ماركيزيو بسبب الإصابة، في حين يعتمد فنتورا على الأسماء التقليدية لا سيما في الدفاع بوجود ليوناردو بونوتشي (ميلان) وأندريا بارزالي وجورجيو كيليني (يوفنتوس)، ودانييلي دي روسي (روما) ومونتوليفو (ميلان)، ومعهما ماركو فيراتي (باريس سان جيرمان الفرنسي) في الوسط. وتتعدد خيارات فنتورا في الهجوم الذي يبرز فيه أنطونيو كاندريفا وايدر (إنتر ميلان) وفيديريكو برناردسكي (يوفنتوس) ولورنتسو أنسينيي (نابولي) وأندريا بيلوتي (تورينو) وتشيرو إيموبيلي (لاتسيو).
وقال فينتورا: «من الواضح بالطبع أننا نحتاج للسفر إلى مدريد من أجل نتيجة واحدة هي الفوز على المنتخب الإسباني... أشعر بالإثارة تجاه هذه المباراة. كنت أتمنى أن تكون نتيجة التعادل على ملعب الفريق الإسباني مجدية، ولكن الحقيقة أن كون النتيجة الواحدة المفيدة هي الفوز ستمنحنا حافزا إضافيا». وأجرى فينتورا تغييرا طفيفا على الفريق الذي حقق الفوز 5 - صفر على منتخب ليشتنشتاين في الجولة الماضية من التصفيات. وقال فينتورا: «استدعيت نفس اللاعبين الذين اعتمدت عليهم أمام ليشتنشتاين في الجولة الماضية من التصفيات في (يونيو) حزيران الماضي. الاختلاف الوحيد هو (حارس المرمى الاحتياطي ماتيا) بيرين بدلا من سيمون سكوفيت. ولكن الفريق قد يشهد بعض التغييرات في غضون الشهور القليلة المقبلة».
وفي المجموعة الرابعة، تلتقي جورجيا مع آيرلندا، وصربيا مع مولدوفا، وويلز مع النمسا. وتتصدر صربيا الترتيب برصيد 12 نقطة، بفارق الأهداف أمام آيرلندا، مقابل 8 نقاط لكل من ويلز والنمسا، و3 نقاط لجورجيا ونقطتين لمولدوفا. وفي المجموعة الثامنة، تلتقي فنلندا مع آيسلندا وكرواتيا مع كوسوفو وأوكرانيا مع تركيا. وتتصدر كرواتيا ترتيب المجموعة برصيد 13 نقطة، بفارق الأهداف أمام آيسلندا، مقابل 11 نقطة لكل من تركيا وأوكرانيا، ونقطة لكل من فنلندا وكوسوفو.


مقالات ذات صلة

«الدوري الإيطالي»: روما يحسم الديربي… ويعود إلى سكة الانتصارات

رياضة عالمية هذا الفوز الثاني لروما في مبارياته الثلاث الاخيرة (إ.ب.أ)

«الدوري الإيطالي»: روما يحسم الديربي… ويعود إلى سكة الانتصارات

عاد روما إلى سكة الانتصارات بحسمه دربي العاصمة أمام جاره لاتسيو 2-0 الأحد في المرحلة التاسعة عشرة من بطولة إيطاليا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية ليفاندوفسكي نجم برشلونة (اب)

نجوم يطاردون الأرقام القياسية في 2025

يتطلع نجوم الساحرة المستديرة لمطاردة مزيد من الأرقام القياسية خلال عام 2025، وفي مسيرتهم الحافلة بالإنجازات، أملاً في تعزيز وجودهم بوصفهم أبرز أساطير كرة القدم

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عربية الهلال السوداني إلى ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا (نادي الهلال)

«أبطال أفريقيا»: الهلال السوداني إلى ربع النهائي

بلغ الهلال السوداني دور الثمانية من بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وذلك عقب تعادله مع ضيفه مولودية الجزائر 1/1.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (د.ب.أ)

أموريم: أنا مستاء!

أبدى روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد سعادته بالقوة التي أظهرها فريقه خلال تعادله المثير 2-2 مع ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عربية نهضة بركان المغربي أول المتأهلين لربع نهائي الكونفدرالية الأفريقية (نادي نهضة بركان)

«الكونفدرالية الأفريقية»: نهضة بركان أول المتأهلين لربع النهائي

حجز فريق نهضة بركان المغربي بطاقة التأهل الأولى لدور الثمانية في كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم بالفوز على مضيفه ستاد مالي.

«الشرق الأوسط» (باماكو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».