بلجيكا: اعتقال سيدة من عائلة عبريني منفذ هجوم مطار بروكسل

TT

بلجيكا: اعتقال سيدة من عائلة عبريني منفذ هجوم مطار بروكسل

قررت محكمة بلجيكية تمديد اعتقال سيدة تبلغ من العمر 22 عاماً وهي ابنة عم محمد عبريني أحد المتورطين في تنفيذ هجمات بروكسل في مارس (آذار) من العام الماضي، وجاء قرار المحكمة الاستشارية في مدينة لياج البلجيكية عقب الاستماع إلى أقوال السيدة المغربية الأصل، وذلك بحسب ما ذكر المحامي المكلف بالدفاع عنها وهو البلجيكي يانيك دي فلامينك، وفقاً لصحيفة «دي مورغن» اليومية البلجيكية، والتي أضافت أن السيدة قد تسلمتها السلطات البلجيكية مؤخرا من اليونان، بموجب مذكرة توقيف أوروبية على خلفية الاشتباه في التورط في أنشطة جماعة إرهابية. وكانت محكمة لياج قد أصدرت في يوليو (تموز) الماضي حكما بالسجن لمدة 30 عاماً مع إيقاف تنفيذ نصف المدة، ضد الزوج السابق للسيدة الشابة، والذي كان يرغب في اصطحابها إلى سوريا للانضمام إلى صفوف الجماعات المتشددة.
وبحسب مواقع إعلامية، فإن اليونان سلمت الفتاة (22 عاماً) إلى بلجيكا، بعد توقيفها في 18 أغسطس (آب) في جزيرة كورفو، بموجب مذكرة توقيف بلجيكية عممتها الشرطة الأوروبية «يوروبول». ومثُلت الشابة أول من أمس أمام هيئة التحقيق في محكمة لياج شرق بلجيكا، حيت تقرر تمديد اعتقالها، بحسب ما أفاد محامي الفتاة. وقال مصدر بلجيكي مطلع على الملف، إن القضاء البلجيكي يشتبه في أنها حاولت الالتحاق بصفوف مقاتلي منظمة إرهابية، «الجرم واضح، لكنها فتاة تائهة أكثر من أي شيء آخر، كان من المفترض أن تنضم إلى شخص يقوم بتجنيد مقاتلين يتكلمون الفرنسية في سوريا».
وفي التفاصيل، استقلت الشابة عبارة من إيطاليا إلى مرفأ إيغومينيتسا اليوناني، وأوقفت مساء 18 أغسطس الماضي في كورفو، بعد تنبيه من السلطات الإيطالية إلى السلطات اليونانية». والفتاة قريبة محمد عبريني المشتبه به الأساسي في التحقيق حول اعتداءات بروكسل التي أوقعت 32 قتيلا في 22 مارس 2016 وتبناها تنظيم داعش. كما أن عبريني متهم في فرنسا بالقيام بدور لوجيستي في اعتداءات باريس، التي أوقعت 130 قتيلا في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.
وفي يونيو (حزيران) الماضي حذر تقرير لوكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» من تزايد دور النساء في تنفيذ هجمات يخطط لها تنظيم داعش، وقال التقرير إنه جرى إحباط عدد كبير من الخطط التي تتعلق بتنفيذ العديد الهجمات الإرهابية خلال العام الماضي.
وجاء في التقرير أن أوروبا واجهت العام الماضي 142 مخططاً إرهابياً، وجرى إحباط العدد الأكبر منها، وأشار التقرير إلى أنه إلى جانب تفجيرات مارس من العام الماضي في مطار العاصمة البلجيكية بروكسل وإحدى محطات القطارات الداخلية، فقد جرى تفادي هجومين آخرين في بلجيكا.
وفي إطار الإشارة إلى تزايد دور النساء في تنظيم مخططات داعش، نوه التقرير إلى محاولة 3 سيدات في سبتمبر (أيلول) الماضي تنفيذ مخطط باستخدام أسطوانات الغاز، وجرت مداهمات واعتقالات على خلفية التحقيق في هذا الملف،كما أشار التقرير إلى خطط للعديد من العائدين من سوريا والعراق لتنفيذ مخططات إرهابية في أوروبا، ومنهم فتاة تدعى موللي 24 عاما من ويفيلخم البلجيكية ولم يتم الإعلان عن هذا المخطط بشكل واضح، ولكن المحققون عثروا على رسائل مشبوهة لها على وسائل التواصل الاجتماعي».
كما أنها كانت تراسل الفتيات اللاتي كن يخططن للهجوم في باريس بأسطوانات الغاز، وهناك بلجيكية أخرى تبلغ من العمر 23 عاما من مدينة بايخيم وجرى اعتقالها عقب عودتها مع طفليها من سوريا.
كما حذر تقرير «يوروبول» عن الإرهاب، من تهديدات مستقبلية محتملة لتنظيم داعش الإرهابي، تشمل هجمات تفجيرية عبر طائرات من دون طيار مسلحة، إضافة إلى إمكانية استخدام أسلحة غير تقليدية (كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية). ونوه التقرير، بأن تنظيم داعش الإرهابي يستخدم بالفعل تقنية تركيب المتفجرات في طائرات من دون طيار، في العراق وسوريا، كما حذر من تنامي الأدوار التنفيذية للنساء في الأنشطة الإرهابية في أوروبا، فضلاً عن الأطفال والمراهقين. وخلال عرض التقرير، الذي قدمه مدير الشرطة الأوروبية «يوروبول»، روبرت وينرايت، في مالطا، أوضح «وينرايت» أن عدد المقاتلين الأجانب من دول الاتحاد الأوروبي المشمولين بالقوائم التي أعدتها تركيا بلغ 7670 شخصا، وحذر من الخطر المتنامي للإرهاب مع عودة هؤلاء المقاتلين لبلدانهم بعد هزيمة تنظيم داعش في سوريا والعراق.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».