مستقيلون: ترمب لا يتشدد في حماية الأمن الأميركي

مع استمرار استقالات مستشارين ومساعدين للرئيس دونالد ترمب، وأكثرها بسبب تصريحاته التي لم يدن فيها المتظاهرين العنصريين في شارلوتزفيل (ولاية فرجينيا) قبل أسبوعين، نشرت، أمس الثلاثاء، استقالة آخرين اتهموا ترمب بعدم الجدية في حماية الأمن الوطني الأميركي. استقال 8 من أصل 28 عضوا في المجلس الاستشاري في البيت الأبيض لأمن الإنترنت. بالإضافة إلى اتهام ترمب بالتقصير في مواجهة الهجمات الإلكترونية من روسيا ودول أخرى، والانسحاب من اتفاقية حماية المناخ، قال الذين استقالوا إنهم غير راضين عن تصريحات ترمب «التي ساوت بين العنصريين وغير العنصريين» في مظاهرات شارلوتزفيل.
وجاء في خطاب الاستقالة: «يظل الرئيس يتردد في مواجهة التهديدات الروسية، سواء تجسسهم علينا، أو تهديدهم للبنيات التحتية في وطننا، أو تهديدهم للنظام الانتخابي الذي هو أساس حريتنا». وأضاف خطاب الاستقالة: «تهدد سياسات ترمب أمن الوطن الذي أقسمنا اليمين لنحافظ عليه، وعلى أمنه، وعلى حريته، وعلى قيمه الأخلاقية. تقوض سياسات ترمب البنية التحتية الأخلاقية في وطننا، التي هي أساس البنيات التحتية في وطننا».
في الوقت نفسه، نقلت مصادر إخبارية أميركية تساؤلات عن احتمال استقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وذلك بعد أن قال، يوم الأحد، في مقابلة تلفزيونية، إن تصريحات ترمب حول العنصرية «تمثل الرئيس»، ولا تمثله هو، وزير الخارجية. وكان تيلرسون يعلق على استقالة سباستيان غوركا، مستشار ترمب اليميني.
وقبل غوركا كان قد استقال مستشار يميني آخر لترمب هو الصحافي ستيف بانون. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» أول من أمس، إن غاري كوهين، اليهودي مدير مجلس الشؤون الاقتصادية في البيت الأبيض، ربما سيستقيل من منصبه. ونشرت الصحيفة نص خطاب استقالته، وكان قد أرسله هو إلى الصحيفة. لكن، قال كوهين، في نهاية الخطاب، إنه قرر ألا يستقيل. غير أن جزءا كبيرا من الخطاب انتقد تصريحات ترمب التي دافع فيها عن العنصريين والنازيين. وكتب كوهين: «كل يوم في هذه الإدارة يجعلني أحس بالغثيان».
وقالت صحيفة «شيكاغو تربيون»، إن خطاب كوهين «إدانة لرئيس من واحد من كبار مستشاريه. لم يحدث هذا في الماضي».
قبل أسبوعين، نقل تلفزيون «إيه بي سي» استقالة أعضاء من المجلس الصناعي في البيت الأبيض. واضطر ترمب إلى أن يعلن حل المجلس، لأن أعضاء آخرين كانوا استقالوا في وقت سابق. وغرد: «لا أريد أن أضغط على أعضاء مجلس الصناعات، ولا مجلس اختيار السياسات. لهذا، أعلن حل المجلسين، وأقدم الشكر للجميع». كان ترمب اختار مجلس الصناعات، وهو أول مجلس من نوعه في البيت الأبيض، من رؤساء شركات أميركية كبيرة، مثل: آبل للكومبيوترات، وميرك للأدوية، ويونايتد للتكنولوجيا. في يونيو (حزيران) الماضي، استقال رئيس شركة تسلا، أيلون ماسك، احتجاجا على انسحاب ترمب من اتفاقية باريس لحماية المناخ. وقبل أسبوع، بعد تصريحات ترمب عن مظاهرات العنصريين في شارلوتزفيل، استقال الأسود كينيث فريزير، رئيس شركة ميرك للأدوية. في يوليو (تموز) الماضي، استقال دانيال كامين، المستشار العلمي في وزارة الخارجية. ونشر في صفحته على موقع «فيسبوك» خطاب الاستقالة إلى الرئيس. وفيه: «لقد فشلت في إدانة العنصريين البيض والنازيين. ولقد أساء هذا إلى سمعة الولايات المتحدة حول العالم».
في الأسبوع الماضي، نشر أعضاء مجلس الفنون والإنسانيات في البيت الأبيض نص خطاب أرسلوه إلى ترمب، وطلبوا فيه أن يستقيل. أرسلوا خطاب استقالتهم هم، وفي نهاية الخطاب، طلبوا من ترمب أن يستقيل. وجاء في الخطاب: «دنست تصريحاتكم عن الاشتباكات العنصرية في شارلوتزفيل سمعة البيت الأبيض، وسمعة الولايات المتحدة».