متمردون يتهمون الحكومة السودانية بقصف مناطق مدنية بمقاتلات «سوخوي»

قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان إن طفلين قُتلا وجُرح آخرون في قصف لطائرات مقاتلة من طراز «سوخوي» تابعة للجيش الحكومي على مناطق «البرام» و«تناسا» في ولاية جنوب كردفان، مساء أول من أمس، واستنكرت ما اعتبرته تجاهلا من بعض الدوائر في المجتمع الدولي لما تقوم به الخرطوم باستهداف المدنيين، خاصة الأطفال، واعتبرت أن الرئيس عمر البشير قد منح شيكا على بياض من بعض دوائر المجتمع الدولي لقتل السودانيين.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية في السودان أرنو نقوتلو لودي لـ«الشرق الأوسط» إن سلاح الجو التابع للقوات المسلحة السودانية قام بقصف مدينة البرام وقرية تناسا في جبال النوبة بولاية جنوب كردفان، بمقاتلة «سوخوي»، مما أدى إلى مقتل طفلين وجرح اثنين آخرين إلى جانب حرق خمسة منازل ومزارع. وأضاف أن المؤتمر الوطني الحاكم يواصل عملياته العسكرية باستخدام المقاتلات ضد أهداف مدنية بطريقة ممهنجة.
وقال لودي إن «الجيش الشعبي لتحرير السودان وبقية قوات الجبهة الثورية لا يمكنها السكوت على هذه الاعتداءات المتكررة على المواطنين، وخاصة الأطفال»، وتابع: «سيكون ردنا قويا وموجعا لنظام الإبادة الجماعية والتطهير العرقي».
من جانبه، قال الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر عمليات القصف ومقتل الأطفال في جبال النوبة، أول من أمس، «موجّه للذين يتجاهلون الحقائق على الأرض، ويحاولون استرضاء نظام الخرطوم».
وأضاف عرمان أن «الكثيرين في أفريقيا والعالم يحاولون تجاهل هذه الحقائق، لأن الإقرار بها يتطلب الاضطلاع بمسؤولياتهم في حماية المدنيين وفقا للقانون الدولي الإنساني.. ولكن هؤلاء اختاروا أن يغضوا الطرف، بما في ذلك رفض حكومة المؤتمر الوطني إيصال الإغاثة الإنسانية للمحتاجين لأكثر من عامين».
وقال عرمان إن «الصمت لدى دوائر في المجتمع الدولي يقدم البيئة المناسبة للرئيس السوداني عمر البشير للاستمرار في استهدافه وقتله للمدنيين في ريف ومدن السودان دون أن يضعه موضع المساءلة من أي أحد.. حتى من أولئك الذين دعموا مذكرة القبض على البشير من المحكمة الجنائية الدولية»، مشيرا إلى أن البشير «مُنِح شيكا على بياض من بعض دوائر المجتمع الدولي لقتل السودانيين».
وقال عرمان إن الشعب السوداني سيواصل مقاومته ضد البشير والدفاع عن حقوق السودانيين في السلام والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية، داعيا من سماهم بـ«الذين يقدرون الحياة الإنسانية وكرامة الإنسان» إلى القيام بحملة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور دون عوائق، وإيقاف العدائيات لمخاطبة الاحتياجات الإنسانية والمدنية وفقا للقانون الدولي الإنساني دون ربطها بأي اشتراطات سياسية.
من جهة أخرى، قال عضو وفد الحكومة السودانية في التفاوض مع الحركة الشعبية، الدكتور حسين حمدي، إنه يتوقع بدء جولة المفاوضات مع الحركة بنهاية الشهر الحالي، أو بداية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وذلك برعاية الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي التي يرأسها رئيس جنوب أفريقيا الأسبق ثابو مبيكي.. نافيا دخول وفد الحكومة تحت أي ضغوط خارجية.
وقال حمدي إن الوفد الحكومي يدخل التفاوض هذه المرة بمبادئ أساسية، تبدأ من حيث انتهت الجولة السابقة، وأن يكون الحوار بالموضوع المتعلق بالمنطقتين، وأضاف: «لدينا الثقة الكاملة في الآلية الرفيعة المستوى التي تتبع للاتحاد الأفريقي كوساطة جادة».
وكانت الخرطوم أعلنت في وقت سابق استعدادها لاستئناف التفاوض مع الحركة الشعبية، استنادا لاتفاقيات السلام وقرار مجلس الأمن الدولي 2046.