الأمن الجغرافي ومحدودية العرض يرفعان جاذبية مدينة مايوركا الإسبانية

الألمان يشكلون 70% من المشترين الأجانب ونسبة البريطانيين تنخفض الى 20% بسبب البريكست

متوسط سعر البيع في مايوركا بلغ في العام الماضي نحو 4 ملايين يورو (حوالي 4.7 مليون دولار).
متوسط سعر البيع في مايوركا بلغ في العام الماضي نحو 4 ملايين يورو (حوالي 4.7 مليون دولار).
TT

الأمن الجغرافي ومحدودية العرض يرفعان جاذبية مدينة مايوركا الإسبانية

متوسط سعر البيع في مايوركا بلغ في العام الماضي نحو 4 ملايين يورو (حوالي 4.7 مليون دولار).
متوسط سعر البيع في مايوركا بلغ في العام الماضي نحو 4 ملايين يورو (حوالي 4.7 مليون دولار).

يقع هذا المنزل البالغة مساحته 5400 قدم مربع بالقرب من بلدة بولينسا في شمال مايوركا، وهي إحدى جزر البليار الإسبانية. والمنزل الذي يستقر على مساحة تقدر بأربعة أفدنة له إطلالات بانورامية رائعة على سلسلة جبال ترامونتانا ويبعد مسافة أربعة أميال من الشاطئ.
والمنزل من تصميم شركة "دي دي أر أركيتكتس" للتصميمات المعمارية ومشيد منذ عام 2011، والجدران الخارجية للمنزل مبنية من الأحجار المحلية. وينقسم المنزل بين جناحين – جناح من طابق واحد لمساحات المعيشة، وجناح من طابقين به خمس غرف للنوم، لكل غرفة حمام خاص بها.
والمدخل الرئيسي، داخل الشرفة الأمامية العميقة، يُفتح على ردهة من الخشب والدرج المعدني الصاعد حول جدار من الحجر المنحني للطابق العلوي. ومساحات المعيشة والطعام يجمعها سقف واحد مقبب. وهناك ثلاثة مجموعات من الأبواب الزجاجية المطلة على الشرفة والمساحات الأرضية بالمنزل. والأرضيات مصنعة من الأحجار الطبيعية القادمة من البر الإسباني الرئيسي، وفقا إلى مالكة المنزل إليزابيث ماكفارلان.
ويمكن إغلاق المطبخ الداخلي عن غرفة المعيشة بباب منزلق. وهناك خزانات بيضاء اللون وأنيقة في المطبخ، وطاولات من الحجر الرمادي، مع ثلاجة ذات واجهة خشبية إلى جانب مبرد للمشروبات.
و تحتوي غرف النوم في الجناح المجاور على جدران من الحجر، والأبواب تفتح على أرضيات الطابق السفلي، وفي الطابق العلوي توجد الشرفة الكبيرة. والحمامات مصنعة من الرخام الإيطالي مع التشطيبات المصقولة بعناية.
وفي الخارج، هناك ممر حجري يؤدي إلى المسبح ذي المياه الدافئة والفناء المحيط به. ومنطقة المسبح فيها مطبخ خارجي مغطى وكبير بدرجة تسمح لوجود طاولة الطعام، وهو مجهز بشواية تعمل بالفحم، وحوض كبير مع الثلاجة الخاصة.
وهناك مرآب يتسع لسيارتين، وسقف من البلاط الطيني، ونظام التدفئة بالطاقة الشمسية تحت الأرض في جميع أرجاء المنزل.
ويحمل الجانب الشمالي من مايوركا عبق القرى القديمة – والمزيد من أمارات الثراء – بينما أن الساحل الجنوبي الغربي يميل لأن يكون أكثر حداثة ورقيا، كما قال جاك نوبري مستشار المبيعات لدى شركة بيلاريك العقارية، الذي أضاف: "هناك الكثير من الثروات القديمة والفيلات الفخمة الحديث في الريف هنا".
وهناك في بولينسا الكثير من المطاعم ومقاهي الهواء الطلق، ولا سيما حول الميدان الرئيسي في البلدة، ميدان بلاكا ماجور، وهو موقع السوق الأسبوعي المفتوح. وفي حين أن السياح يجوبون الشوارع الضيقة المرصوفة بالحصى يوميا، فهم يأتون أيضا للخروج في رحلات المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات. ويقع مطار بالما الدولي على مسافة 45 دقيقة بالسيارة.
نظرة عامة على سوق العقارات
تتخذ مايوركا موقع مميزا في قلب البحر الأبيض المتوسط، وكانت وجهة رقما قياسيا من الزوار والسائحين خلال السنوات الثلاث الماضية، ويرجع ذلك في جزء منه إلى أن الإرهاب والاضطرابات السياسية قد أفقدت الوجهات السياحية الأخرى في تركيا وشمال أفريقيا جاذبيتها لدى السائحين كما قال مارك هارفي الشريك لدى فريق السكني الدولي في شركة نايت فرانك. وفي الوقت ذاته، ارتفعت أسهم سوق المنازل لقضاء العطلات حيث تجاوزت مثيلاتها في البر الإسباني الرئيسي.
وبالنسبة للكثيرين من مشتريي المنازل الثانية، تعتبر مايوركا من الملاذات الآمنة للاستثمار بسبب أمنها الجغرافي وإمكانات التطوير العقاري المحدودة، كما قال هارفي. وتسيطر الحكومة بشكل صارم على التطوير العقاري هناك، ولابد لعمليات البناء الجديدة أن تتوافق مع تدابير الحفظ الصارمة التي تفرضها الحكومة.
ويقول هارفي: "إن كل هذه الأمور قد ساعدت على تحسين جاذبية مايوركا وتدعم قيمة السياحية النهائية".
ويعني مزيج ارتفاع الطلب ومحدودية العرض أن البائعين يملكون اليد العليا في اللحظة الراهنة هناك. ويقول نوبري عن ذلك: "ليس هناك الكثير من المخزون العقاري عندما يتعلق الأمر بالعقارات الاستثنائية الفاخرة في المواقع الممتازة. بل هناك حفنة من هذه العقارات في المكان".
ومن أكثر المواقع المرغوبة هي بورت اندراتكس الواقعة عند الساحل الجنوبي الغربي. ومتوسط سعر البيع هناك يبلغ في العام الماضي حوالي 4 ملايين يورو (حوالي 4.7 مليون دولار)، وهو تقريبا ضعف المتوسط المسجل منذ عامين، وفقا لهارفي. وقال إن الأسعار تبلغ حوالي 15 ألف يورو أو 17.670 دولار للمتر المربع الواحد، مما يعكس حلول جيل جديد من العقارات المشيدة هناك، والتي حلت محل عقارات السبعينات والثمانينات مع المنازل الممتازة ذات التقنيات الفائقة.
ومن المواقع المميزة الأخرى هناك كامب دي مار، والواقعة جنوب بورت اندراتكس، وكذلك سون فيدا الواقعة خارج مدينة بالما الرئيسية. وبالما هي الميناء الرئيسي للسفن السياحية، والتي تجلب الآلاف من السياح من كافة أنحاء العالم.
من يشتري العقارات في مايوركا
في حين أن البريطانيين كانوا الجنسية المهيمنة على مشتريات الأجانب منذ فترة طويلة في مايوركا، فإن ضعف الجنيه الإسترليني مقابل اليورو قد أدى إلى انخفاض تواجدهم. والآن، يمثل المشترين الألمان حوالي 70 في المائة من إجمالي المشترين الأجانب، مع البريطانيين الذين يشكلون نسبة 20 في المائة فقط، كما قال السيد هارفي. وهناك مجموعة أخرى من المشترين الأجانب من الدول الاسكندينافية، ومن فرنسا، والولايات المتحدة الأميركية.
- أساسيات الشراء:
خدمة القوائم العقارية المتعددة غير متاحة في مايوركا، والعقارات لا تندرج عموما لدى وكالة عقارية واحدة، كما قال السيد نوبري. ويتنافس الوسطاء لبيع العقارات المتاحة هناك. وبعض العقارات لا يتم تسويقها عبر الانترنت على الإطلاق، ويمكن العثور عليها فقط من خلال العلاقات الداخلية في الجزيرة.
ويُنصح المشترون الأجانب بالعمل من خلال وكالة عقارية مؤسسة وتوكيل أحد المحامين لإجراء العناية القانونية الواجبة. ويعمل الوسيط العقاري في المعتاد مع كل من المشتري والبائع، وعمولة الوسيط العقاري تبلغ 5 أو 6 في المائة ويسددها البائع في المعتاد. والرهن العقاري متاح في الجزيرة للمشترين الأجانب، ولكن متطلبات التأهل للحصول عليه صارمة بعض الشيء والحد الأقصى للقرض العقاري المسموح به يبلغ في المعتاد 50 في المائة من سعر الشراء، كما قال السيد هارفي.
- اللغات والعملة
اللغة الكاتالانية والإسبانية، والعملة اليورو (1 يورو = 1.18 دولار أميركي).
- الضرائب والرسوم
ينبغي على المشترين التخطيط لتكاليف المعاملات وهي بنسبة حوالي 12 إلى 13 في المائة من سعر الشراء، بما في ذلك رسوم كاتب العدل، وأتعاب المحاماة، وضرائب التحويل. أما ضريبة الملكية السنوية لهذا المنزل تبلغ حوالي 1651 دولار (أي حوالي 1400 يورو)، وفقا لمالكة المنزل.
- خدمة نيويورك تايمز


مقالات ذات صلة

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

عالم الاعمال «أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

أعلنت شركة «أنكس للتطوير»، التابعة لمجموعة «أنكس القابضة»، إطلاق مشروعها الجديد «إيفورا ريزيدنسز» الذي يقع في منطقة الفرجان.

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح سلطنة عمان في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (وزارة الإسكان العمانية)

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

عرضت سلطنة عمان خلال مشاركتها في أكبر معرض عقاري عالمي، «سيتي سكيب 2024» الذي يختتم أعماله الخميس في الرياض، مشروعاتها وفرصها الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ارتفعت الإيجارات السكنية بنسبة 11 % في أكتوبر (واس)

التضخم في السعودية يسجل 1.9 % في أكتوبر على أساس سنوي

ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 1.9 في المائة خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار يطلعون على أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان في معرض «سيتي سكيب العالمي» (الشرق الأوسط)

«سيتي سكيب»... تحالفات محلية ودولية لرفع كفاءة العقار بالسعودية

شهد معرض «سيتي سكيب العالمي»، المقام حالياً في الرياض، عدداً من التحالفات المحلية والدولية ضمن الشركات المجتازة لبرنامج «الدعم والتمكين للتطوير العقاري».

بندر مسلم (الرياض)

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».