عشرات الضحايا في انفجار سيارة مفخخة جنوب أفغانستان

قتل انتحاري من حركة طالبان 13 شخصاً على الأقل في هجوم استهدف قافلة لجنود أفغان في ولاية هلمند بجنوب البلاد، في وقت متأخر أول من أمس، بحسب ما أفاد به مصدر رسمي. وقال عمر زواك، المتحدث باسم حاكم الولاية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «انتحارياً فجر سيارة مفخخة عند مرور قافلة للجيش الوطني الأفغاني في سوق صغيرة في إقليم ناوا في هلمند»، مشيراً إلى أن القتلى مدنيون وعسكريون. وأضاف أن نحو 10 أشخاص آخرين أصيبوا بجروح.
وأورد مصدر لم يشأ كشف هويته يعمل في مستشفى مجاور أن 15 جثة نقلت إلى المستشفى إضافة إلى 19 جريحاً. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «غالبية القتلى ينتمون إلى القوات الأفغانية وغالبية الجرحى مدنيون». وتبنت طالبان الاعتداء في رسالة على تطبيق «واتساب» أرسلت إلى صحافيين.
ويأتي هذا الهجوم، بعد شهر واحد من إعلان قوات الأمن الأفغانية أنها استعادت السيطرة على منطقة «نوا» من قبضة حركة طالبان.
وقال عمر زواك، المتحدث باسم حاكم إقليم هلمند، إن 19 شخصاً على الأقل أصيبوا في الهجوم، الذي وقع بالقرب من سوق تجارية. ونُقل القتلى والمصابون إلى مستشفى في مدينة لاشكرغاه، عاصمة الإقليم. ويأتي الانفجار بعد أيام فقط من هجوم مماثل، وقع بالقرب من مقر الشرطة في مدينة لاشكرغاه. وفي يونيو (حزيران) الماضي، قتل عشرات الأشخاص في انفجار مشابه وقع خارج مقر بنك «نيو كابل» في المدينة ذاتها. وكان من بين ضحايا ذلك الهجوم أفراد من قوات الأمن، وكذلك متسوقون كانوا يستعدون للاحتفال بعيد الفطر حينذاك. وأعلنت حركة طالبان، في ذلك الحين، أنها زرعت متفجرات عند بوابات البنك في مدينة لاشكرغاه. وشهدت أفغانستان سلسلة من الهجمات خلال الأشهر الأخيرة، منذ أن أطلقت طالبان ما سمته «هجوم الربيع». وفي الحادي والثلاثين من مايو (أيار) الماضي، أسفر انفجار ضخم في وسط كابل عن مقتل أكثر من 150 شخصاً، ويعد ذلك أعنف هجوم مسلح تشهده البلاد، منذ أن أطاحت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بنظام حكم طالبان عام 2001.
وهذا الاعتداء الذي تبنته أيضاً حركة طالبان كان الأول الكبير منذ مهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لنشر آلاف الجنود الأميركيين الإضافيين في أفغانستان.
ويرى كثير من المحللين أن إعلان ترمب قد يؤدي إلى موجة جديدة من أعمال العنف ترتكبها طالبان. وكثف المتمردون في الأشهر الأخيرة عملياتهم ضد القوات الحكومية. وبلغ عدد القتلى المدنيين سقفاً قياسياً منذ بدء الإحصاءات في أفغانستان في 2009. فخلال النصف الأول من 2017 قتل 1662 شخصاً، وأصيب أكثر من 3500 بحسب الأمم المتحدة. وقضى أكثر من 2500 عسكري وشرطي أفغاني في أعمال عنف بين الأول من يناير (كانون الثاني) والثامن من مايو.
وكانت هلمند طوال أعوام في صلب عمليات القوات الدولية المنتشرة في أفغانستان. وتشكل اليوم معقلاً لطالبان ينتج 80 في المائة من الأفيون الأفغاني.