هارفي يضرب 16.5 % من طاقة التكرير الأميركية

رغم أن غالبية التوقعات لدى المتابعين والمراقبين هي بأن يتأثر الإنتاج الأميركي من النفط والغاز نتيجة الإعصار المدمر هارفي الذي ضرب سواحل خليج المكسيك، فإن كبار المصارف العالمية وبيوت الاستشارات الأميركية حذرت بأن هارفي قد يشل جزءا كبيرا من طاقة الولايات المتحدة التكريرية بدلاً من إنتاجها النفطي. ومن بين النقاط الأخرى التي ذكرتها تقارير المصارف العالمية والبيوت الاستشارية هي أن هارفي قد يتسبب بارتفاع المخزونات النفطية ومخزونات المواد البترولية، نظراً لتوقف الكثير من المصافي عن التكرير وتوقف الاستهلاك في الأماكن المتضررة.
وقد يبدو هذا الأمر خبراً سيئاً بالنسبة لدول منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، والتي تريد أن تخفض المخزونات النفطية في الولايات المتحدة، إلا أنه خبر سار بالنسبة للمصافي البعيدة عن خليج المكسيك والتي لديها الحافز في أن تزيد معدلات التكرير حتى تعوض النقص في إنتاج المصافي المتضررة. ومما يزيد الحافز هو أن الأسعار ستتحسن للمنتجات وهوامش التكرير. وذكر مصرف غولدمان ساكس في تقرير صدر أمس أن المخزونات الأميركية من النفط الخام قد ترتفع بنحو 1.4 مليون برميل يومياً، إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه حالياً. وقال المصرف إنه وحتى يوم الأحد 27 أغسطس (آب) الجاري، توقفت مصافي بطاقة تكريرية قدرها 3 ملايين برميل يومياً عن العمل، وهي تشكل نحو 16.5 في المائة من إجمالي الطاقة التكريرية في الولايات المتحدة.
أما شركة «تيدور بيكرنغ»، فترى أن الضرر قد يشمل 25 إلى 30 من إجمالي طاقة التكرير في الولايات المتحدة، خاصة إذا ما تحرك إعصار هارفي نحو ولاية لويزيانا المجاورة لتكساس. أما إنتاج النفط في تكساس فلن يتأثر كثيراً، حيث يقدر مصرف غولدمان ساكس أن يتأثر مليون برميل يومياً، أي ما يعادل 11 في المائة فقط من إجمالي إنتاج البلاد من النفط بسبب الإعصار، وسيتضرر 2 في المائة فقط من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في البلاد بسبب الإعصار.
وتراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي أكثر من ثلاثة في المائة أمس الاثنين، لكن أسعار البنزين صعدت إلى أعلى مستوياتها في عامين مع استمرار تأثر الساحل الأميركي على خليج المكسيك بالعاصفة المدارية هارفي التي تسببت في توقف عدة مصافي تكرير مما أدى إلى تراكم إمدادات الخام وتعطل إنتاج الوقود.
وأجبرت الفيضانات الهائلة الناتجة عن العاصفة مصافي التكرير في المنطقة على التوقف. وتراجعت عقود الخام الأميركي بسبب انخفاض الطلب على الخام من جراء إغلاقات المصافي. وفي الساعة 16:36 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.64 دولار، بما يعادل 3.4 في المائة، إلى 46.23 دولار. وانخفضت عقود خام برنت 68 سنتا أو 1.3 في المائة، إلى 51.73 دولار للبرميل. وزاد خصم غرب تكساس الوسيط عن برنت إلى 5.48 دولار وهو أعلى مستوى في عامين. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للبنزين 7 في المائة إلى 1.7799 دولار للغالون، وهو أعلى مستوى لها منذ يوليو (تموز) 2015، ثم قلصت مكاسبها لتسجل 1.7346 دولار بحلول 16:30 بتوقيت غرينتش.
وهارفي أقوى إعصار يضرب تكساس فيما يزيد على 50 عاما، وأسفر عن مقتل شخصين على الأقل وحدوث سيول عارمة وإغلاق ميناء هيوستون وعدة مصافي تكرير.