رواية باسم مستعار عن سجون عبد الناصر

التقيا للمرة الأولى عام 1955 في إندونيسيا، حيث انعقد اجتماع قادة دول عدم الانحياز. والتقى الاثنان للمرة الثانية عام 1959، ولكن في سجن، وظلا يتنقلان في المعتقلات حتى عام 1964. إنهما الشابان عادل رفعت وبهجت النادي، اللذان كانا ضمن الشباب الماركسي اليساري، فيما كان الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر يذهب، حسب رأيهما، باتجاه إرساء ديكتاتورية، لم تفسح مجالاً لأحد بالاختلاف أو حتى إبداء وجهة نظر.
هذا التقاطع في السجن والحياة والمواقف، أتاح للشابين، بعد أن وجدا حريتهما وهاجرا إلى فرنسا، أن يعملا معاً في التأليف فصدرت لهما عدة كتب فكرية تحت اسم واحد مستعار هو «محمود حسين».
هذه المرة قرر الشابان خوض غمار الأدب، فصدرت لهما رواية بالفرنسية، وهي تجربة أدبية ليست فريدة، لكنها لافتة حين يتعلق الأمر بما يشبه سيرة ذاتية وجدانية تمس المشاعر ويتخللها الخيال ليشد خيوطها.
يتحدثان في الرواية، التي ترجمت إلى العربية سريعاً، بالتفصيل عن تجربتهما المشتركة، وكذلك عن تجارب مئات المعتقلين اليساريين، في سجن «القلعة» الشهير، حيث «كسر الإرادة»، والألم من «ضيق النفس بالزنازين» و«غياب الشمس» و«التكدس في الشاحنات»، وعدم إيصال الطرود التي يرسلها الأهل إلا بتأخير، ومراقبة الرسائل الحميمة التي تكتب للسجناء، وبعض «اللكمات» و«القيد بالسلاسل».
...المزيد