فينغر يبحث عن بديل لباتريك فييرا على مدى عقد من الزمان

آرسنال يواجه خطراً كبيراً في «المنطقة الحمراء» بسبب عدم امتلاكه لقائد في خط الوسط

فشل تشاكا (يسار) في القيام بأحد أدوار مركزه الأساسية تسبب في هدف فوز ستوك  -  عدم قيام أوزيل بواجبه الدفاعي أثار الكثير من الانتقادات («الشرق الأوسط»)
فشل تشاكا (يسار) في القيام بأحد أدوار مركزه الأساسية تسبب في هدف فوز ستوك - عدم قيام أوزيل بواجبه الدفاعي أثار الكثير من الانتقادات («الشرق الأوسط»)
TT

فينغر يبحث عن بديل لباتريك فييرا على مدى عقد من الزمان

فشل تشاكا (يسار) في القيام بأحد أدوار مركزه الأساسية تسبب في هدف فوز ستوك  -  عدم قيام أوزيل بواجبه الدفاعي أثار الكثير من الانتقادات («الشرق الأوسط»)
فشل تشاكا (يسار) في القيام بأحد أدوار مركزه الأساسية تسبب في هدف فوز ستوك - عدم قيام أوزيل بواجبه الدفاعي أثار الكثير من الانتقادات («الشرق الأوسط»)

اتضح أن الاعتماد على ثلاثة مدافعين في الخط الخلفي ليس حلا سحريا للمشكلات الدفاعية. ورغم أن الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز لا يزال في بداياته، فهناك شعور بأن اعتماد نادي آرسنال على هذه الطريقة التكتيكية المتبعة كثيرا اليوم ما هو إلا نسخة عام 2017 مما يلجأ إليه النادي في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) من كل عام. وفي الحقيقة، يجيد مسؤولو نادي آرسنال إشاعة أجواء من التفاؤل في اللحظة المناسبة من أجل زيادة مبيعات تذاكر المباريات الموسمية.
وبدأنا نرى الانحدار المألوف لآرسنال، فبعد فوزه على تشيلسي في المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة على ملعب ويمبلي وتحقيقه للفوز التاسع على التوالي على هذا الملعب الشهير، تعرض المدفعجية لخسارة أمام ستوك سيتي على ملعب الأخير (لم يفز آرسنال على ملعب ستوك سوى مرة واحدة في ثماني مباريات)، وربما كانت نقطة الضعف الأبرز تتمثل في ضعف خط وسط آرسنال، وهي المشكلة التي عجز المدير الفني لآرسنال آرسين فينغر على إيجاد حل لها على مدى سنوات.
وفي الحقيقة، كان آرسنال غير محظوظ في مباراته أمام ستوك الأسبوع الماضي، حيث ألغى الهدف الذي أحرزه المهاجم الفرنسي ألكسندر لاكازيت بداعي التسلل رغم أن كثيرين من الحكام قد يرون أنه كان على نفس الخط مع المدافع. وسدد لاعبو آرسنال ست كرات بين القائمين والعارضة مقابل أربع كرات لستوك سيتي. وبدا أن هذا اليوم سيكون مثل غيره من الأيام السابقة التي تعثر فيها آرسنال على ملعب ستوك سيتي.
ربما بدأ آرسنال ينفق أموالا أكثر على التعاقدات الجديدة، وربما نجح في التعاقد مع مهاجم من طراز عالمي مثل لاكازيت، رغم وجود بعض علامات الاستفهام على أداء اللاعب الفرنسي خارج منطقة الجزاء، وربما وجد ضالته في نهاية الأمر في لاعب قوي للغاية من الناحية البدنية مثل المدافع البوسني سياد كولاسيناك، وربما نجح آرسنال حتى الآن في الحفاظ على لاعبه أليكسيس سانشيز الذي يرغب في الرحيل (رغم أنه يتعين علينا أن نؤجل الحكم على ذلك لمدة أسبوع آخر حتى انتهاء فترة الانتقالات الحالية)، لكن رغم كل ذلك لا يزال آرسنال يفتقد للاعب خط وسط مبدع وقادر على قيادة خط وسط الفريق. لقد لجأ النادي إلى بعض الحلول المؤقتة في خط الوسط، لكنه لم ينجح أبدا في إيجاد بديل للاعبه الفرنسي السابق باتريك فييرا، الذي ترك فراغا كبيرا في خط وسط «المدفعجية» لم ينجح أي لاعب آخر على أن يملأه على مدى عقد من الزمان.
ودائما ما يتحدث المدير الفني الألماني الكبير أوتمار هيتسفيلد، الذي فاز ببطولة دوري أبطال أوروبا مع كل من بروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ، عن «المنطقة الحمراء»، وهي المنطقة التي توجد أمام منطقة الجزاء مباشرة. ويجب أن تكون الأولوية القصوى لأي فريق هي أن يحمي هذه المنطقة وأن يمنع، قدر المستطاع، لاعبي الفرق المنافسة من التسديد أو التمرير أو المراوغة أو خلق فرص من تلك المنطقة. ويمكن القيام بذلك عن طريق الضغط وتضييق المساحات بين الخطوط المختلفة، أو يمكن القيام بذلك عن طريق امتلاك الفريق للاعب خط وسط أو لاعبين يقفان في تلك المنطقة.
ومن بين الأسباب التي أدت إلى نجاح طريقة 3 - 4 - 2 - 1 مرة أخرى في الآونة الأخيرة هي أن الفريق الذي يلعب بهذه الطريقة يكون لديه قاعدة ثابتة وقوية مكونة من ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي يتلقون دعما وحماية كبيرة من لاعبي الارتكاز، في الوقت الذي يتحرر فيه ظهراء الجنب من الواجبات الدفاعية وتكون لديهم حرية أكبر في القيام بأدوار هجومية.
وقرب نهاية الموسم الماضي، بدا أن هذه الطريقة قد جلبت بعض الاستقرار لآرسنال، لكن في المباراة الافتتاحية للمدفعجية في الموسم الحالي، تسبب لاعبو ليستر سيتي في متاعب كبيرة لآرسنال وخط دفاعه، لأن لاعبي خط الارتكاز اللذين اعتمد عليهما آرسنال في تلك المباراة وهما السويسري غرانيت تشاكا والمصري محمد النني كانا يتقدمان للأمام كثيرا. واستغل المهاجم الإسباني خيسي رودريغيز هذه المساحة أيضا لصالح ستوك سيتي، لكن الهدف الذي أحرزه لم يأت نتيجة اعتماد آرسنال على هذه الطريقة، لكنه جاء بسبب فشل تشاكا في القيام بأحد أدوار مركزه الأساسية وهو العودة للدفاع حتى منطقة جزاء فريقه.
في الواقع، يعد تشاكا لاعبا مهما، لكن من الصعب أن تعرف السبب وراء ذلك. ربما وصل معدل التمريرات الصحيحة للاعب إلى 90 في المائة الموسم الماضي وبلغت نسبة استخلاصه للكرات 2.4 في المباراة الواحدة، لكنه دائما وأبدا ما يفقد تركيزه، وهو ما يتسبب في خطورة كبيرة على خط الدفاع من خلفه. يرى المدافعون عنه أن مهمته الأصلية تكمن في صناعة الفرص ومساعدة فريقه على بناء الهجمات، وقد يكون هناك جزء من الحقيقة في ذلك، لكن لا يمكن لأي لاعب، مهما كان دوره في الملعب، أن يدع مهاجم الفريق المنافس يركض أمامه بالطريقة التي قام بها خيسي رودريغيز. وإذا كان هذا هو الدور الذي يقوم به تشاكا، فلماذا لا نراه يستحوذ على الكرة بشكل أكبر ويخترق دفاعات الفرق المنافسة؟ وتعد هذه مشكلة كبيرة لآرسنال نظرا لأن مسعود أوزيل هو الآخر لا يقوم بالتغطية الدفاعية بالشكل الذي يتعين عليه القيام به.
وفي كرة القدم الحديثة التي تفرض على اللاعب أن يقوم بواجباته الدفاعية والهجومية على أكمل وجه، يبدو أن الطريقة التي يلعب بها لاعبو خط وسط آرسنال قد عفا عليها الزمن. ولعل الشيء الذي يؤدي إلى تفاقم المشكلة هو أن فينغر لا يريد أن يتعاقد مع لاعب خط وسط جديد قادر على القيام بهذه الواجبات في نفس الوقت ووضع حد لهذه المشكلة التي يعاني منها الفريق منذ وقت طويل. ويبدو على الأرجح أن التاريخ سيذكر أن أهم عمل للاعب خط وسط سبورتنغ البرتغالي ويليام كارفاليو في كرة القدم هو أنه لم ينتقل بعد إلى آرسنال.
ويبدو من المرجح أن آرسنال سوف يعاني بسبب نقطة الضعف الواضحة في خط وسطه عندما يواجه ليفربول على ملعب «آنفيلد» اليوم. وخلال الموسم الماضي، اهتزت شباك آرسنال سبع مرات في مباراتيه أمام ليفربول، والتي تألق خلالهما مهاجم ليفربول روبرتو فيرمينيو الذي استغل اللعب في تلك المساحة. ولو تقدم المدافعون لمواجهة فيرمينيو في تلك المنطقة أمام منطقة الجزاء، فسيؤدي ذلك إلى خلق مساحات للجناحين. وبعد تعاقد ليفربول مع المصري محمد صلاح، بات النادي يمتلك جناحين سريعين للغاية على أطراف الملعب، وهو ما يعني أن المباراة ستكون صعبة للغاية على آرسنال اليوم بسبب معاناته من نفس نقطة الضعف الواضحة منذ سنوات.


مقالات ذات صلة

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: «سُنة الحياة» هي السبب فيما يجري لمانشستر سيتي

رفض المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي بيب غوارديولا اعتبار الفترة الحالية التحدي الأصعب في مسيرته.

رياضة عالمية نونيز متحسراً على إضاعة فرصة تهديفية في إحدى المواجهات بالدوري الإنجليزي (رويترز)

نونيز يرد على الانتقادات بهدوء: معاً... نستعد لما هو قادم

رد داروين نونيز مهاجم فريق ليفربول الإنجليزي على الانتقادات لأدائه برسالة هادئة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا (رويترز)

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

يأمل إنزو ماريسكا، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي تشيلسي الإنجليزي، ألا يكون بحاجة لأي لاعب من اللاعبين الذين سيواجهون فريق آستانة، الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (أ.ف.ب)

هل تكون وجهة غوارديولا الجديدة تدريب منتخب وطني؟

أعطى بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، إشارة واضحة عن خططه عقب انتهاء مهمته مع الفريق مشيرا إلى أنه لا يرغب في البدء من جديد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.