«إليفين ماديسون» يتصدر قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم

يعتبر «إليفين ماديسون بارك» Eleven Madison Park واحداً من أفضل المطاعم على مستوى مدينة نيويورك. وفاز بتكريم جديد باحتلاله المرتبة الأولى في القائمة السنوية التي حددتها منظمة «أفضل 50 مطعماً على مستوى العالم».
ومن خلال هذا الإنجاز الجديد، نجح المطعم الأميركي في الإطاحة بمطعم «أوستريا فرنشيسكا» في مودينا بإيطاليا من على عرشه الأثير ليتراجع إلى المرتبة الثانية، ويليه «إل سيلير دي كان روكا» في غرناطة بإسبانيا، والذي جاء في صدارة القائمة عامي 2013 و2015.
الملاحظ أن المطاعم الأميركية على وجه الخصوص أبلت بلاءً حسناً خلال القائمة الخاصة بالعام 2017 والتي جرى الإعلان عنها خلال احتفال داخل مبنى المعرض الملكي في ملبورن بأستراليا. وتجلى هذا التفوق الأميركي في نجاح ستة مطاعم أميركية في دخول القائمة، منها «بلو هيل» في ستون بارنز في بوكانتيكو هيلز بنيويورك و«لو بيرناردان» في نيويورك و«إيلينا» في شيكاغو و«سيسون» في سان فرنسيسكو و«كوزمي» في نيويورك. أيضاً، شاركت فرنسا وإسبانيا في القائمة بستة مطاعم لكل منهما، بينما يبلغ إجمالي الدول التي تغطيها القائمة 22 دولة.
اللافت أنه ثارت أقاويل بالفعل حول احتمالية اقتناص «إليفين ماديسون بارك»، الذي احتل المركز الثالث العام الماضي، المركز الأول هذا العام. جدير بالذكر أن كل من ويل غيدارا، المدير، ودانييل هوم، كبير الطهاة، وهما شركاء في المطعم، شاركا في الاحتفالية التي أقيمت في أستراليا.
وقد نال المطعم، الذي تتضمن قائمة التذوق به ما بين 8 إلى 10 أطباق تبلغ تكلفتها 295 دولاراً، تصنيف 4 نجوم من جانب ناقد المطاعم البارز بيت ويلز خلال مراجعة أجراها عام 2015 ونشرها في «ذي نيويورك تايمز». وينوي المطعم غلق أبوابه في يونيو (حزيران) بهدف إجراء أعمال تجديد، ليعاود فتح أبوابه في سبتمبر (أيلول).
من جهته، وخلال الكلمة التي ألقاها لدى تسلمه الجائزة، قال غيدارا: «لا أعتقد أن أياً منا نحن المشاركين هنا نفعل ما نفعله من أجل حصد جوائز، لكن يبقى هذا التكريم أمرا رائعا يساعد على مزيد من التحفيز. إنه أمر يشجع المرء ويمنحه القدرة على المضي قدماً. ولأن هذا التكريم يأتي من هنا تحديداً، فإننا نعتبره التكريم الأعظم على الإطلاق».
ومن بين الأسماء الأخرى التي سبق لها تصدر القائمة في سنوات السابقة «نوما» في كوبنهاغن الذي ظل متربعاً على عرش أفضل مطاعم العالم لأربعة سنوات متتالية (وقد أغلق أبوابه في فبراير (شباط)، لكن ينوي معاودة نشاطه في موقع جديد في وقت لاحق من العام الحالي)، و«إل بولي» في كتالونيا بإسبانيا.
من ناحية أخرى، تعرضت القائمة لانتقادات متكررة واتهامات بالمحاباة والتحيز مع جنس دون الآخر، بل وثارت ضدها حركة رفض لفترة قصيرة أطلقت على نفسها «احتلوا الـ50 الأفضل». جدير بالذكر أن القائمة تتولى إدارتها شركة «ويليام ريد بيزنس ميديا» البريطانية والتي تعتمد على أكثر عن ألف خبير بمختلف أرجاء العالم.
ومع هذا، تبقى مسألة احتلال الترتيب الأول بالقائمة بمثابة تكريم كبير يحمل وراءه فوائد جمة، ذلك أنه يضفي شهرة عالمية واسعة على المطعم سعيد الحظ. وبالتالي، تنهال عليه طلبات الحجز، ويعيش الطهاة والعاملون به سنوات من المجد والشهرة، حتى مع انتقال الجائزة لمطاعم أخرى في الأعوام التالية.
في هذا الصدد، أوضح درو نيبورنت، المتخصص في شؤون المطاعم ويقيم في نيويورك، أنه: «هذا الأمر يخلق دورة تسير نفسها بنفسها. وتعتبر هذه الجائزة بمثابة أداة تسويق مهمة بالنسبة لأي مطاعم، بل ونجحت في إضفاء شعبية على مطاعم داخل إسبانيا والدنمارك اللتين لم تحظيا من قبل باهتمام يذكر».
من جانبه، قال إريك ريبرت، الشيف ومالك مطعم «لو بيرناردان»: «تروق لي فكرة الظهور بالقائمة». وأشار إلى أنه كان في ملبورن عندما فوجئ بوجود «طهاة وصحافيين بجميع الأرجاء». يذكر أن «لو بيرناردان» سبق وأن ارتفع في الترتيب بالقائمة إلى المركز الـ15، بعد أن كان الـ24 العام الماضي، أما اليوم، فيحتل المركز الـ17. وعن القائمة، علق ريبرت بقوله: «إنها تخلق حالة من الوعي عالمياً بخصوص (لو بيرناردان)، ذلك أنها تساعد في جذب اهتمام عالمي هائل باتجاه أي مطعم يرد بها».
الملاحظ أن قائمة هذا العام لم تخل من مفاجآت، تمثلت في وصول مطعمين من ليما في بيرو إليها - «سنترال» و«مايدو» - إلى المراكز الـ10 الأولى. أيضاً، حقق مطعم «بلو هيل» قفزة هائلة من المركز الـ48 العام الماضي إلى الـ11 ليفوز جائزة صاحب «القفزة الأكبر».
ومع هذا، لم يكن هذا الصعود الأكثر إثارة للانتباه، وإنما تمثلت مفاجأة أكبر في «كوزمي»، الذي جاء في المركز الـ96 العام الماضي. (جائزة أفضل 50 مطعماً تضم قائمة أخرى تضع ترتيباً عالمياً من الـ51 حتى المائة لأفضل مطاعم العالم) اليوم، يحتل «كوزمي» المركز الـ40. ما يعد اعترافاً وتقديراً لجهود إنريك أولفيرا، الشيف الرئيسي به ومالكه، وكذلك دانييلا سوتو إنيز، الشيف المسؤولة مباشرة عن المطبخ وواحدة من الشيفات السيدات النادرات بالقائمة.
أيضاً، لا تخلو القائمة من الخيبات، فعلى سبيل المثال تراجع «ذي فرنش لوندري»، المطعم الرائد الخاص بتوماس كيلر في يونتفيل بكاليفورنيا، إلى المركز الـ68 هذا العام، رغم تصدره القائمة من قبل خلال عامي 2003 و2004. ومع هذا، يعتبر هذا تحسناً عن العام الماضي، عندما جاء المطعم في المركز الـ85. الملاحظ أنه بمجرد ظهور اسم مطعم ما بالقائمة، فإن الاحتمال الأكبر أن يبقى بالقائمة. والملاحظ أنه من بين المطاعم المائة، فإن عدد الأسماء الجديدة بينها لم يتجاوز 9.
من جانبه، تراجع مطعم «استيلا» الصغير والشهير في نيويورك والمملوك لتوماس كارتر والشيف إغناسيو ماتوس، إلى المركز 66 بدلاً عن 444 العام الماضي. إلا أن كارتر أكد أن مجرد وجود المطعم بالقائمة إنجاز كاف بالنسبة له. وسبق وأن أعلن العام الماضي أنه «إنجاز مذهل أن ننال اعترافاً على الساحة العالمية».
*خدمة «نيويورك تايمز»