معرض للطوابع البريدية تحية للجنود اللبنانيين في معركة «فجر الجرود»

يضم مجموعة يظهر فيها لأول مرة علم الاستقلال

افتتاح معرض «بمجدك احتميت» في «النادي اللبناني لهواة الطوابع والعملات» بحضور عدد من الشخصيات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية
افتتاح معرض «بمجدك احتميت» في «النادي اللبناني لهواة الطوابع والعملات» بحضور عدد من الشخصيات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية
TT

معرض للطوابع البريدية تحية للجنود اللبنانيين في معركة «فجر الجرود»

افتتاح معرض «بمجدك احتميت» في «النادي اللبناني لهواة الطوابع والعملات» بحضور عدد من الشخصيات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية
افتتاح معرض «بمجدك احتميت» في «النادي اللبناني لهواة الطوابع والعملات» بحضور عدد من الشخصيات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية

بالتزامن مع المعارك التي يخوضها الجيش اللبناني في جرود البقاع ورأس بعلبك، وتحية للجنود افتتح «النادي اللبناني لهواة الطوابع والعملات»، معرض طوابع بريدية يحمل عنوان «بمجدك احتميت». وهو تعبير مقتطع من أغنية لفيروز تم استخدامه هاشتاغا لمعاضدة الجيش شعبياً. والمجموعة البريدية تعود للباحث وارف قميحة، وتم افتتاح المعرض في «مقهى هاملت الثقافي»، محلة الرملة البيضاء، برعاية قائد الجيش العماد جوزف عون ممثلا بالعميد الركن البحري إلياس صياح، وعدد من الشخصيات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية وأعضاء النادي ومهتمين.
ويضم المعرض المجموعة الشخصية الخاصة لرئيس النادي، وتتعلق بمحطات من تاريخ الجيش اللبناني منذ عام 1942 إلى اليوم ومن ضمنها عملية «فجر الجرود».
وأكد رئيس النادي قميحة «أهمية المعرض لأنه جاء متلازما مع الانتصار الكبير الذي حققه الجيش في معركة (فجر الجرود)»، وأننا على يقين تام أن الجيش سوف يستكمل المهمة لأنه الحامي الوحيد لسياج الوطن والمدافع عن كرامة المواطنين». وقال: «بهذا المعرض، نفتخر أن نكون قد أدينا بعضا من الواجب كجزء من المجتمع المدني في تقدير تضحيات الجيش وعطاءاته».
ويضم المعرض طوابع بريدية وبطاقات ومغلفات بريدية تعود إلى 26 نوفمبر (تشرين الثاني) 1941 ومنها طابع إعلان الاستقلال في عهد الرئيس الراحل الفرد نقاش، مرورا بمجموعة صدرت عام 1944 بعنوان «مجموعة الاستقلال الأولى» لمناسبة ذكرى الاستقلال، كذلك مجموعة تحمل صورة مبنى البرلمان والسراي الصغير وبلدتي بشامون وراشيا عام 1944، وطابعا بريديا خاصا بالجيش صدر في عام 1945 بموجب مرسوم حمل توقيع الرئيسين الراحلين بشارة الخوري وعبد الحميد كرامي.
ويضم المعرض مجموعة صدرت في عام 1946 وعليها لأول مرة علم الاستقلال، وأخرى تتعلق بذكرى الجلاء، كما يضم طابعا بريديا يحمل صورة اللواء فرنسوا الحاج 2008، وطوابع لمعظم رؤساء الجمهورية الذين تعاقبوا على قيادة الجيش.
ويتضمن أيضا مغلفات بريدية تظهر لقطات من صور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في غرفة العمليات عندما أطلق عملية «فجر الجرود»، وإلى جانبه قائد الجيش العماد جوزف عون، ويستمر المعرض إلى يوم الاثنين المقبل.



«مخبأ» و«حكايات سميرة»... قصص حياة على الخشبة

المخرج شادي الهبر (شادي الهبر)
المخرج شادي الهبر (شادي الهبر)
TT

«مخبأ» و«حكايات سميرة»... قصص حياة على الخشبة

المخرج شادي الهبر (شادي الهبر)
المخرج شادي الهبر (شادي الهبر)

كان من المقرر أن يحتفل «مسرح شغل بيت» بذكرى تأسيسه الثامنة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بيد أن اندلاع الحرب في لبنان حال دون إقامة الحفل، فأُلغيت البرمجة التي كانت مقررة حتى إشعار آخر.

ممثلون هواة تابعون لـ«مسرح شغل بيت» (شادي الهبر)

اليوم يستعيد «مسرح شغل بيت» نشاطاته الثقافية ويستهلها بمسرحيتي «مخبأ» و«حكايات سميرة». ويعلّق مخرجهما شادي الهبر لـ«الشرق الأوسط»: «كانتا من ضمن نشاطات روزنامة الاحتفال بسنتنا الثامنة، فقررنا نقلهما إلى الشهر الحالي، ونعرضهما على التوالي في (مسرح مونو) خلال 16 و17 و18 و19 يناير (كانون الثاني) الحالي». لكل مسرحية عرضان فقط، تشارك فيهما مواهب تمثيلية جديدة متخرّجة من ورش عمل ينظمها «مسرح شغل بيت». ويوضح الهبر: «الهدف من هاتين المسرحيتين هو إعطاء الفرص لطلابنا. فهم يتابعون ورش عمل على مدى سنتين متتاليتين. ومن هذا المُنطلق كتب هؤلاء نص العملين من خلال تجارب حياة عاشوها. وما سنراه في المسرحيتين هو نتاج كل ما تعلّموه في تلك الورش».

* «مخبأ»: البوح متاح للرجال والنساء

تُعدّ المسرحية مساحة آمنة اختارتها مجموعة من النساء والرجال للبوح بمكنوناتهم. فلجأوا إلى مخبأ يتيح لهم التّعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بحرية. وفي هذا المكان الصغير بمساحته والواسع بأجوائه تجري أحداث العمل. ويشارك فيه 4 نساء و4 رجال. وتتراوح أعمارهم ما بين 20 و65 عاماً. وقد كتب محتوى النص كل واحد منهم انطلاقاً من تجاربه الحياتية. ويعلّق شادي الهبر: «إنها تجارب تنبع من واقع يشبه في موضوعاته وظروفه ما عاشه ناس كثر. وقد طلبت من عيسى بيلون أحد الممثلين فيها أن يضع لها التوليفة المناسبة. وخرج بفكرة محورها المخبأ. فحملت المسرحية هذا الاسم للإشارة إلى مشاعر نخبئها في أعماقنا».

يشارك في هذا العمل إيرما مجدلاني وكريستين مطر ومحمد علي بيلوني وغيرهم. وتتناول موضوعات اجتماعية مختلفة، من بينها ما يتعلّق بالعُقم والقلق والعمل بمهنة غير مرغوب بها. كما تطلّ على موضوع الحرب التي عاشها لبنان مؤخراً. فتحكي قصة شاب لبناني تعرّض منزله في الضاحية للقصف، فيقف أمام ما تبقّى منه ليتحدث عن ذكرياته.

مسرحية «مخبأ» تحكي عن مساحة أمان يتوق لها الناس (شادي الهبر)

ويتابع شادي الهبر: «تحمل المسرحية معاني كثيرة، لا سيما المتعلقة بما نخفيه عمّن هم حولنا، وأحياناً عن أنفسنا محاولين غضّ الطّرف عن مشاعر ومواقف تؤلمنا. فتكشف عن أحداث مرّ بها كلٌّ من الممثلين الثمانية، وتكون بمثابة أسرار يبوحون بها لأول مرة في هذا المكان (المخبأ). ويأتي المسرح كجلسة علاج تداوي الجراح وتبلسمها».

* «حكايات سميرة»: علاقات اجتماعية تحت المجهر

في المسرحية التي تُعرض خلال 18 و19 يناير على «خشبة مونو»، يلتقي الحضور بالممثلة لين جمّال بطلتها الرئيسة. فهي تملك كمية هائلة من القصص التي تحدث في منزلها. فتدعو الحضور بصورة غير مباشرة لمعايشتها بدورهم. وتُدخلهم إلى أفكارها الدفينة في عقلها الذي يعجّ بزحمة قصصٍ اختبرتها.

ويشارك في «حكايات سميرة» مجموعة كبيرة من الممثلين ليجسّدوا بطولة حكايات سميرة الخيالية. ومن الموضوعات التي تتناولها المسرحية سنّ الأربعين والصراعات التي يعيشها صاحبها. وكذلك تحكي عن علاقات الحماة والكنّة والعروس الشابة. فتفتح باب التحدث عن موروثات وتقاليد تتقيّد بها النساء. كما يطرح العمل قضية التحرّش عند الرجال ومدى تأثيره على شخصيتهم.

مسرحية «حكايات سميرة» عن العلاقات الاجتماعية (شادي الهبر)

مجموعة قصص صغيرة تلوّن المسرحيتين لتشكّل الحبكة الأساسية للنص المُتّبع فيها. ويشير الهبر إلى أنه اختار هذا الأسلوب كونه ينبع من بنية «مسرح شغل بيت».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «مسرحنا قائم على المختبر التمثيلي والتجارب فيه. وأردت أن أعطي الفرصة لأكبر عددٍ ممكن من متابعي ورش العمل فيه. فبذلك يختبرون العمل المسرحي ويُبرزون مواهب حرفية يتحلّون بها. وما حضّني على اتباع الأسلوب القصصي هو اتّسام قصصهم بخبراتهم الشخصية. فيضعونها تحت الضوء ضمن تجربة مسرحية جديدة من نوعها. فأنا من المخرجين المسرحيين الباحثين باستمرار عن التّجدد على الخشبة. لا أخاف الإخفاق فيه لأني أُخزّن الخبرة من أي نتيجة أحصدها».

ويوضح شادي الهبر أنه انطلاقاً من موقعه مُخرجاً يرمي إلى تطوير أي عمل مكتوب يتلقاه من طلّابه. «أطّلع عليه لأهندسه على طريقتي، فأبتعد عن السطحية. كما أرنو من خلال هذا التّطوير لجذب أكبر عدد ممكن من المجتمع اللبناني على اختلاف مشاربه». ويتابع: «وكلما استطعت تمكين هؤلاء الطلاب ووضعهم على الخط المسرحي المطلوب، شعرت بفرح الإضافة إلى خبراتهم».

ويختم الهبر حديثه مشجعاً أيّ هاوي مسرح على ارتياد ورش عمل «مسرح شغل بيت»، «إنها تزوده بخبرة العمل المسرحي، وبفُرص الوقوف على الخشبة، لأنني أتمسك بكل موهبة أكتشفها».