ترمب يؤكد للسيسي حرصه على تجاوز أي عقبات بين مصر وأميركا

خلال اتصال هاتفي مساء أمس

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح نظيره المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيف - رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح نظيره المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيف - رويترز)
TT

ترمب يؤكد للسيسي حرصه على تجاوز أي عقبات بين مصر وأميركا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح نظيره المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيف - رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح نظيره المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيف - رويترز)

اتصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس (الخميس)، وعبر عن حرصه على تجاوز أي عقبات على طريق التعاون، وذلك بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة حجب بعض المساعدات المالية لمصر.
وقال بيان للرئاسة المصرية في وقت متأخر أمس «تلقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا مساء اليوم، من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أكد خلاله على قوة علاقات الصداقة بين مصر والولايات المتحدة، وأعرب عن حرصه على مواصلة تطوير العلاقات بين البلدين، وتجاوز أي عقبات قد تؤثر عليها».
وتحصل مصر على مساعدات بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا، وانتقدت القرار الأميركي.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، الأربعاء، إن القرار «يعكس سوء تقدير»، وستكون له تداعيات سلبية على تحقيق الأهداف المشتركة والمصالح بين البلدين.
والتقى السيسي ووزير الخارجية المصري سامح شكري بجاريد كوشنر، زوج ابنة ترمب وأحد أقرب مستشاريه، الأربعاء في القاهرة، لكن لم يتطرق بيانان للرئاسة والخارجية صدرا بعد الاجتماعين إلى موضوع المساعدات.
ويشار إلى أن العلاقات المصرية - الأميركية شهدت تقاربا منذ تولي ترمب الحكم، وكان السيسي أول القادة الدوليين الذين هاتفوا ترمب لتهنئته بفوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وزار السيسي واشنطن في أبريل (نيسان) الماضي، وكانت أول زيارة لرئيس مصري بالبيت الأبيض منذ عام 2009، تلبية لدعوة من ترمب. وثمن مسؤولو البيت الأبيض حينها ما يقوم به السيسي في مصر من خطوات إصلاحية جريئة.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».