«المستقبل»: تطورات المنطقة تؤكد هزيمة الأسد وحلفائه الإيرانيين وإرهاب «داعش»

TT

«المستقبل»: تطورات المنطقة تؤكد هزيمة الأسد وحلفائه الإيرانيين وإرهاب «داعش»

اعتبرت كتلة المستقبل النيابية أن الجيش اللبناني «أثبت في العملية العسكرية التي يخوضها لتحرير جرود القاع ورأس بعلبك من سيطرة المجموعة الإرهابية، أنه قادرٌ على حماية الوطن ومصمم وداعم لاستعادة الاعتبار لدور الدولة»، لافتة إلى أن «الإعلان الواضح والصريح لقيادة الجيش بشأن عدم تنسيقها مع أي حزب أو طرفٍ آخر في هذه العملية العسكرية، أتى بمثابة ردٍّ قوي على ادّعاءات بعض الأحزاب ومزاعمها في هذا الشأن، وهم الذين يريدون بناءَ شرعية مدعاة لسلاحهم غير الشرعي على حساب الوطن وعلى حساب السلم الأهلي وعلى حساب وحدة اللبنانيين في مواجهة عدوانية إسرائيل وللتصدّي للخطر الذي يمثله الإرهاب والإرهابيون».
ورأت الكتلة في اجتماعها الأسبوعي، أن «الحقيقة الأساسية التي تتكشف في ضوء ما يجري في المنطقة ولبنان هي هزيمة الإرهابيين؛ إرهاب بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين، وإرهاب التطرف و(داعش)»، مشددة على وجوب القيام بـ«عمل جاد ومثابر من أجل استنهاض القوى المدنية لإعادة بناء الدولة الوطنية والدفع باتجاه التركيز على مبدأ المواطنة واحترام حقوق الإنسان وكرامته واحترام المواطن المؤمن بالعروبة المستنيرة القائمة على الجوامع وتكامل المصالح العربية المشتركة والمتقبلة للتنوع من ضمن الوحدة، والحريصة على العيش المشترك».
وإذ أكدت الكتلة أن اتفاق الطائف «هو المدخل الوحيد لقيام علاقات لبنانية سورية متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل لاستقلال وحرية وسيادة كل منهما»، شددت على رفضها «التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، أو المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر في تشريع قتل الشعب السوري وتهجيره»، وأضافت: «إن استقلالَ وسيادة لبنان اللتان نص عليهما اتفاق الطائف والدستور لا يمكن أن يتم التعبير عنهما بشكل مزاجي وعلى القطعة، بل يتم التعبير عنهما من خلال مواقف واضحة للحكومة اللبنانية تؤكد احترام لبنان لانتمائه العربي واحترام قرارات الشرعية الدولية لا سيما القرارات الدولية المتصلة والمختصة بلبنان، وليس من خلال مواقف فردية أو منفردة أو متفرِّدة لبعض الوزراء».
وتوقفت الكتلة أمام الذكرى الرابعة لمجزرتي جامعي التقوى والسلام في طرابلس، معتبرة أن «النظام السوري الذي ارتكب هاتين المجزرتين لا يزال يمارس الدور ذاته سواء في الداخل السوري بحق الشعب السوري الشقيق أو من خلال الأسلوب ذاته، فيما أرسله مع المجرم ميشال سماحة من متفجرات كان يتقصد منها زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان وإشعال الفتنة والحرب الداخلية بين أبناء الوطن الواحد». وشددا على «ضرورة الذهاب حتى النهاية في معاقبة الإرهابيين المرتكبين المجرمين بأشدّ العقوبات وذلك بأقصى سرعة ممكنة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.