إستشارات

الفلفل الأسود والهضم
- هل للفلفل الأسود تأثيرات على عملية الهضم؟
محمد ع. - القاهرة.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول الفلفل الأسود، التي تضمنت التأثيرات على عملية الهضم. الفلفل الأسود هو البهار الأكثر شيوعاً للإضافة إلى طهو الأطعمة بالعالم، وعلى الرغم من هذا، فإن الدراسات الطبية في جانب التغذية لا تزال غير كافية للإشارة إلى جدواه في معالجة أي من الأمراض. ولكن هناك جانبين يتعلقان بالقيمة الغذائية والتأثيرات الفسيولوجية بالجسم والتي من أهمها الجهاز الهضمي. وما يملئ ملعقة شاي من الفلفل الأسود المطحون بوزن نحو 6 غرامات يُقدم للجسم حاجته اليومية من فيتامين «كاف» بنسبة 15 في المائة، ومن الحديد بنسبة 12 في المائة، ومن النحاس بنسبة 10 في المائة، ومن المنغنيز بنسبة 20 في المائة، ومن الألياف بنسبة 6 في المائة، وبها نحو 15 كالوري سعرات حرارية. وبالإضافة إلى هذا يحتوي الفلفل الأسود على كثير من المواد المضادة للأكسدة وعلى مادة «ببرين» التي تعطي الفلفل الأسود الطعم الحارق. وهذه المادة ذات الطعم الحار تختلف عن مادة «كابستين» الموجودة في الفلفل الأحمر الحار.
الفلفل الأسود يُثير خلايا الإحساس بالطعم في الفم كي ترسل إشارات عصبية تثير المعدة لزيادة إفراز الأحماض في عصارة المعدة، وهو ما يُفيد في هضم اللحوم وغيرها من الأطعمة المحتوية على البروتينات، وحينما تقل كمية عصارة المعدة الحامضية، فإن الأطعمة البروتينية تبقى في المعدة لمدة أطول، وهو ما يجعل المرء يشعر بالحرقة والتخمة. ويملك الفلفل الأسود كذلك خصائص تؤثر في عمل الأمعاء لمنع تكوين الغازات فيها. كما أن الفلفل الأسود يُثير بالزيادة عملية إفراز العرق والشعور بالحرارة في الجسم وزيادة إدرار البول في الكليتين. وثمة ملاحظات علمية تشير إلى أن وجود مادة «ببرين» في الأمعاء يُساعدها على امتصاص عدد من المعادن والفيتامينات، ولكن لا تتوفر دراسات علمية كافية حول الفلفل الأسود على الرغم من شيوع استخدامه. وبالمقابل لا يُعرف طبياً أن لتناول الفلفل الأسود أضراراً صحية بالعموم ولا في حالات مرضية مخصوصة.

تورم الساقين
- كيف تتم معالجة تورم الساقين دون تناول الأدوية مُدرّة البول؟
هند أ. - الرياض.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول معاناة والدتك من تورم في الساقين، وتناولها لفترة طويلة أدوية إدرار البول، وتنبيه أحد الأطباء لكم إلى أن ليس لديها سبب مرضي في نشوء حالة تورم الساقين، ونصيحته لكم بالتوقف عن تناول تلك الأدوية.
الحقيقة أن هناك حالات لحصول تورم للساقين «غير معروفة السبب»، وخصوصاً لدى النساء في مرحلة بلوغ سنّ اليأس من المحيض، أي أنه لا يُوجد لديهن ضعف في عمل القلب أو ضعف في عمل الكليتين أو الكبد، كما أن تحاليل الدم لديهن طبيعية، وفي هذه الحالة تتجمع السوائل في أجسامهن بطريقة مشابهة لتجمع السوائل لدى المرأة في مرحلة ما قبل بدء خروج دم الحيض في الدورة الشهرية، ولكن تكون كمية السوائل المتجمعة في الساقين ومناطق الجسم الأخرى أكبر، وهو ما يدفع بعض الأطباء لوصف أحد أنواع الأدوية المُدّرة للبول لهن بشكل مؤقت لإزالة تلك السوائل وتخفيف إزعاج تورم الساقين.
ولكن المشكلة تتفاقم في واقع الأمر بتناول أدوية إدرار البول لفترات طويلة، وبالتالي يصعب عليهن التوقف عن تناولها، لأن السوائل ستعود للتجمع والتراكم في تلك المناطق في كل مرة يتوقفن عن تناول تلك الأدوية التي لا يحتجن إليها بالأصل وفق التقييم الطبي. ولذا من الضروري عدم التوجه التلقائي لتناول أدوية إدرار البول دون وجود دواعٍ مرضية تتطلب ذلك.
في حالات تورم الساقين ومناطق أخرى من الجسم كالوجه مثلاً التي من نوعية «غير معروفة السبب» يحصل في واقع الأمر تسريب للسوائل من داخل الشعيرات الدموية الصغيرة إلى خارجها، أي إلى الأنسجة المحيطة بها، وبالتالي يكون ثمة نقص في حجم كمية الدم الذي يجري بالجسم، وهو ما يدفع الكليتين إلى تقليل كمية البول عبر حبس الأملاح والماء في الجسم لتعويض ذلك النقص في حجم كمية الدم. كما يزداد تورم الساقين بالسوائل مع الوقوف الطويل ويزداد التورم في الجلد المحيط بالعينين، وخصوصاً في فترة الصباح، وهذا التورم في منطقة ما حول العين لا يحصل عادة لدى مرضى ضعف القلب لأسباب لا مجال للاستطراد في عرضها.
المطلوب هو التوقف عن تناول أدوية إدرار البول لـ3 أسباب؛ السبب الأول أنه لا داعي لها، والسبب الثاني أن تناولها يُفاقم المشكلة ويرفع من احتمال حصول الآثار الجانبية لتلك الأدوية، والسبب الثالث أن مع مرور الوقت تزداد الحاجة إلى تناول جرعات أعلى منها. وفي معالجة حالات كثيرة تكون هناك حالة «اعتماد الجسم على تلقي تلك الأدوية»، ولذا قد يُعاني الشخص في فترة الأسابيع الثلاثة الأولى بعد التوقف عن تناول تلك الأدوية، وفترة 3 أسابيع كافية لإزالة حالة اعتماد الجسم عليها. وخلال هذه الفترة للتوقف عن تناول تلك الأدوية يجدر مراجعة الطبيب والتواصل معه للتأكد من مرور الفترة تلك بسلام.

السمنة وأكل السكر ومرض السكري
- هل السمنة وتناول السكر يجلب الإصابة بمرض السكري؟
طرفة ع. - جدة.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول مدى صحة بعض المعلومات المنتشرة عن أسباب الإصابة بمرض السكري. وبداية لاحظي معي أن هناك طبياً عوامل يُقال عنها إنها «عوامل ترفع من احتمالات خطورة الإصابة» بمرض السكري أو شرايين القلب أو ضعف الكليتين وغيره. ووجود أحد أو مجموعة من هذه العوامل لدى شخص ما لا يعني تلقائياً حتمية إصابته بالمرض الذي تُذكر حوله، بل هي ترفع من احتمالات الإصابة فقط.
الشخص السمين ليس تلقائياً سيُصاب بالسكري، والإكثار من تناول السكريات لا يعني ذلك أيضاً، الإصابة بمرض السكري تتطلب اجتماع عوامل جينية وراثية مع سلوكيات غير صحية في عيش الحياة اليومية، والوقاية أقوى تأثيراً في تقليل احتمالات الإصابة. بالنسبة للسمنة، فإن غالبية البدناء لا يُصابون بالسكري، وهناك من ذوي الوزن الطبيعي يُصابون به، لكن تظل السمنة عامل خطورة يرفع من احتمالات الإصابة بالسكري وفق نتائج كثير من الدراسات الإحصائية الطبية. أما تناول السكريات بكثرة فيرفع من احتمالات زيادة الوزن، وبالتالي يرفع من احتمالات الإصابة بالسكري، وتقليل تناول السكريات والمشروبات السكرية يُقلل من احتمالات الإصابة بالسكري.
كما أنه ليس صحيحاً أن على مريض السكري عدم تناول التمر أو الشوكولاته أو الحلويات أو الخبز أو المعكرونة أو البطاطا، بل يُمكن لمريض السكري تناول ذلك كله، ولكن المطلوب أن يكون ذلك ضمن ضبط كمية كالوري السعرات الحرارية الإجمالي لجميع ما يتناوله المريض بالسكري خلال اليوم الواحد، مع الاهتمام بتناول الخضار والفواكه الطازجة وبقية الأطعمة الصحية.