السودان يخشى حدوث فيضانات خطيرة على ضفاف النيل

تسجيل أعلى منسوب للنهر خلال 100 عام

TT

السودان يخشى حدوث فيضانات خطيرة على ضفاف النيل

ارتفع منسوب نهر النيل عند العاصمة السودانية الخرطوم بشكل قياسي، ما دفع السلطات إلى التحذير من مخاطر حدوث فيضانات، في وقت يتواصل فيه هطول الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية وفي أنحاء البلاد المختلفة.
وقالت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء، إن مناسيب النيل الأزرق القادم من الهضبة الإثيوبية ونهر النيل الرئيسي تشهد ارتفاعا في أحباس سنار والخرطوم وشمالاً، وإنها سجلت أول من أمس أعلى منسوب خلال مائة عام، متجاوزة بذلك فيضان عام 1946 الذي يعد الأشهر في تاريخ الفيضانات بالبلاد.
وأصدرت السلطات في الخرطوم تحذيرات لسكان العاصمة المقيمين بالقرب من ضفاف نهر النيل، دعتهم فيها إلى أخذ الحيطة من احتمالات فيضانات مدمرة، استنادا إلى أن منسوب النيل ارتفع بشكل قياسي بسبب هطول أمطار غزيرة في الهضبة الإثيوبية الأيام الفائتة.
وتأتي معظم مياه نهر النيل - نحو 85 في المائة تقريبا - من رافده النيل الأزرق الذي ينبع من بحيرة تانا في الهضبة الإثيوبية ليلتقي مع الرافد الثاني «النيل الأبيض» الذي ينبع من بحيرة فكتوريا التي تقع بين دول كينيا وأوغندا وتنزانيا. وبعد التقاء النهرين يتكون نهر النيل الذي يعبر السودان إلى مصر ليصب في البحر الأبيض المتوسط.
وتتزايد مخاطر الفيضانات حسب منسوب الأمطار التي تهطل في الهضبة الإثيوبية، وتضاف إليها مياه الأمطار التي تهطل في الأراضي السودانية، ما يسبب صداعا موسميا للسلطات السودانية، ويهدد ملايين السكان القاطنين على ضفتي النهر. وقالت وزارة الري السودانية، في نشرة صحافية الإثنين، إن منسوب مياه النهرين «الأزرق والأبيض» تزايد بشكل قياسي، وبلغ أعلى مستوى له منذ قرن عند الخرطوم، وأوضحت أن المنسوب بلغ 17.14 متر. وبناء على ذلك توقعت أن يتزايد ارتفاع مياه النهر بسرعة كبيرة، ودعت سكان العاصمة الخرطوم، وبقية الولايات إلى أخذ الحيطة والحذر من احتمالات حدوث فيضانات خطيرة خلال اليومين المقبلين.
وتوقعت الوزارة وصول موجة عالية وقالت: «عليه يرجى من كل المواطنين على ضفاف النيل وفروعه خصوصا في ولاية الخرطوم أخذ مزيد من الحيطة والحذر»، فيما وجهت السلطات المحلية في الخرطوم بمواصلة عمل غرفة الطوارئ على مدار اليوم، واتخاذ التدابير التي من شأنها مراقبة ومتابعة الزيادة في مناسيب النهر، بيد أنها أشارت إلى استقرار في الأوضاع على شواطئ النيل بعد زيادة مضطردة في منسوب الفيضان في المحابس.
وتعد الفيضانات واحدة من الكوارث الطبيعة التي تهدد السودان سنوياً، ومن بين الفيضانات الأكبر التي شهدتها البلاد فيضان عام 2013، الذي راح ضحيته أكثر من خمسين قتيلاً، أما في العام الماضي، فقد قتل قرابة المائة شخص بسبب فيضانات نجمت عن أمطار غزيرة محلية دمرت آلاف المنازل جزئيا وكلياً.



مصريون يلتمسون «تدخلاً رئاسياً» لحل مشاكلهم

أحد فروع محلات «بلبن» عقب إغلاقها (صفحة الشركة - فيسبوك)
أحد فروع محلات «بلبن» عقب إغلاقها (صفحة الشركة - فيسبوك)
TT

مصريون يلتمسون «تدخلاً رئاسياً» لحل مشاكلهم

أحد فروع محلات «بلبن» عقب إغلاقها (صفحة الشركة - فيسبوك)
أحد فروع محلات «بلبن» عقب إغلاقها (صفحة الشركة - فيسبوك)

حفّز تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أزمة سلسلة محال «بلبن»، التي أثارت ضجة كبيرة الأيام الماضية، قطاعات واسعة من المصريين، التمسوا حل مشاكلهم عند رئيس البلاد.

ووجَّه مصريون استغاثات مرئية ومكتوبة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يطلبون فيها تدخل الرئيس لحل شكاوى «يُفترض حلها على مستويات تنفيذية أقل»، وهو ما دعا برلمانيون لمطالبة الجهات المعنية بـ«التخفيف عن كاهله».

كانت السلطات المصرية قد أغلقت سلاسل محال «بلبن» للحلوى، وأرجعت ذلك إلى «استخدام مكونات ضارة»، و«عدم استيفاء الأوراق الرسمية لتشغيل بعض الفروع»، وهو ما دعا الشركة إلى نشر استغاثة للرئيس السيسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في 18 أبريل (نيسان) الحالي، مشيرة إلى أن غلق 110 فروع لها يضر بنحو 25 ألف عامل وعائلاتهم.

وفي اليوم التالي، أعلن مجلس الوزراء المصري، وفق «توجيهات رئاسية»، عن التواصل مع مالكي السلسة لعقد اجتماع تنسيقي لإيضاح الإجراءات التصحيحية والوقائية المطلوب اتخاذها نحو إعادة النشاط في حال توفيق وتصحيح الأوضاع في أقرب وقت، وهو ما دعا الشركة لتوجيه رسالة شكر إلى الرئيس.

ومع سرعة حل الأزمة، توالت الاستغاثات الموجهة إلى السيسي، كل يلتمس حل أزماته عند بابه، بداية من أهالي قرية سرسنا في محافظة الفيوم جنوب العاصمة الذين شكوا إليه «قلة المشروعات» في القرية، وأزمة المواصلات بها، مروراً بمعلمين تتعاقد معهم وزارة التربية والتعليم بنظام «الحصة»، مطالبين بتعيينهم.

وصمم المعلمون شعاراً لحملتهم على غرار تصميم شعار محل «بلبن»، وبألوانه نفسها.

وكتب المعلم تامر الشرقاوي على مجموعة تواصل خاصة بهذه الفئة من المدرسين أنهم يريدون أن يرسلوا استغاثة للرئيس للاهتمام بقضيتهم على غرار ما حدث مع شركة «بلبن»، وهو اقتراح لاقى تفاعلاً كبيراً.

شعار صممه معلمون مؤقتون مستلهمين شعار محلات «بلبن» الشهيرة (فيسبوك)

ولم تقتصر الاستغاثات على طلبات موجهة من مجموعات، فكانت بعضها شخصية، مثل استغاثة وجهها الدكتور جودة عواد بعد صدور قرار من نقابة الأطباء يمنعه من مزاولة المهنة لمدة عام، لـ«ترويجه عقاقير» عبر صفحاته، واستخدامه «أساليب جديدة في التشخيص والعلاج لم يكتمل اختبارها بالطرق العلمية»، حسب بيان وزارة الصحة.

وناشد عواد الرئيس بالتدخل لرفع «الظلم عنه»، وقال إن «صفحات استغلت صورته وركَّبت فيديوهات تروج للأدوية».

وحملت بعض المناشدات اقتراحات مثل عودة «عساكر الدورية» ليجوبوا الشوارع، مع زيادة الحوادث، حسب استغاثة مصورة وجهها أحد المواطنين للرئيس عبر تطبيق «تيك توك».

وبينما أقر أعضاء بمجلس النواب بحقيقة أن تدخل الرئيس يسرع بالحل فعلياً، أهابوا بالقطاعات المختلفة سرعة التحرك لحل المشاكل المنوطة بها تخفيفاً عن كاهله.

ومن هؤلاء النواب مصطفى بكري الذي قال إن تدخل الرئيس في بعض المشاكل وقضايا الرأي العام «يضع حداً للإشاعات والأكاذيب، ويرد الاعتبار لحقوق الناس التي يسعى البعض إلى إهدارها»، لكنه طالب الجهات المعنية عبر منصة «إكس» بالتخفيف عنه والتحرك لحل المشاكل وبحث الشكاوى.

اتفق معه النائب فتحي قنديل، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «الرئيس على عاتقه الكثير من المسؤوليات والأعباء. يجب على المواطنين أن يدركوا ذلك، وألا يوجهوا كل استغاثة إليه، خصوصاً أن بعض هذه المشاكل تكون مفتعلة»، وطالب موظفي الدولة «بعدم التعنت أمام المواطنين والعمل على حل مشاكلهم».

ويرى النائب البرلماني السابق ومنسق الاتصال بأمانة القبائل والعائلات المصرية بحزب «الجبهة الوطنية»، حسين فايز، أنه على الرغم من الأعباء التي تُلقى على عاتق الرئيس بكثرة المناشدات «فإن ذلك أيضاً يعزز مكانته لدى الشارع».

وسبق أن تدخل السيسي لحل أزمات أو تحقيق آمال مواطنين بعدما ظهروا عبر مواقع التواصل أو في أحد البرامج التلفزيونية. ففي سبتمبر (أيلول) 2021، أجرى اتصالاً على القناة الأولى المصرية، عقب عرض تقرير مصور عن سيدة تعمل في مهنة «الحدادة» لإعالة أسرتها وتطلب توفير شقة، وهو ما استجاب له الرئيس.

ويعدّ أستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور سعيد صادق، أن نمط توجيه استغاثات إلى الرئيس «راسخ في المجتمع المصري»، إيماناً بأن مجرد تدخله سيحل المشاكل فوراً. وعدّ أن ذلك يعكس «مركزية الدولة».