زيارة إلى منزل جورج برنارد شو «ركن شو» صاحب الأقوال المأثورة

معلم ومعلومة

منزل جورج برنارد شو في إنجلترا
منزل جورج برنارد شو في إنجلترا
TT

زيارة إلى منزل جورج برنارد شو «ركن شو» صاحب الأقوال المأثورة

منزل جورج برنارد شو في إنجلترا
منزل جورج برنارد شو في إنجلترا

كان جورج برنارد شو واحداً من أعظم الكتاب وأغزرهم إنتاجاً في الأدب الإنجليزي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ولد في دبلن بآيرلندا حين كانت تحت الحكم البريطاني في عام 1856، وعاش في إنجلترا منذ كان في السابعة عشرة من العمر، وتوفي عام 1950 عن عمر يناهز الرابعة والتسعين. خلال الأربعة والأربعين عام الأخيرة من حياته عاش مع زوجته في شمال لندن في منزل كبير في الريف. توفيت زوجته أثناء حياته، وغادر منزله وسلمه إلى مؤسسة التراث القومي، وهو مفتوح حالياً أمام الزوار خمسة أيام أسبوعياً وتحديداً من الأربعاء إلى الأحد. الجدير بالذكر أن مؤسسة التراث القومي جهة معنية بأكثر من 350 مبنى تاريخياً، وقلعة، ومتنزهاً في إنجلترا. كان المنزل جديداً إلى حد كبير حين انتقل إليه برنارد شو عام 1906. وقد قامت الكنيسة الإنجليزية ببناء ذلك المنزل بالأساس ليسكن بها قسّ محلي، لكنها رأت أنه أكبر من اللازم. في البداية استأجر برنارد شو وزوجته المنزل، لكنهما أحبا المكان بعد ذلك؛ فاشتراه شو بأكثر من 6 آلاف جنيه إسترليني عام 1920.
قام مهندس معماري محلي بتصميم المنزل على الطراز الرائج خلال حقبة تعرف باسم «الفنون والأعمال اليدوية الفنية». كثيراً ما يكون الشكل الخارجي للمباني المشيدة على هذا الطراز بسيط، لكن لا يخلو التصميم الداخلي من التفاصيل المتميزة ومن بينها الأعمال الخشبية بالأبواب الداخلية، والزجاج الملون المستخدم في النوافذ الداخلية.
كثيراً ما كانت تزخر كتابات جورج برنارد شو بالتعبيرات الذكية، وتنبض بحسّ الدعابة مما جعلها تساعد على الانفصال قليلا عن مشكلات وهموم عصره. وكثيراً ما كانت أفكاره ومبادئه سابقة لعصره، وقد يعد ذلك من الأسباب وراء استمرار الاهتمام برواياته ومسرحياته والإقبال عليها حتى يومنا هذا رغم أننا في قرن آخر. من أشهر مسرحياته «بغماليون»، وهي قصة أستاذ يلتقي بفتاة فقيرة ويقرر تعليمها، ويقع في حبها بعد ذلك، وقد تم تحويل القصة إلى فيلم ناجح باسم «سيدتي الجميلة» حصد جائزة الأوسكار عن أفضل نص عام 1938، وتلك الجائزة معروضة في المنزل إلى جانب جائزة نوبل للآداب التي نالها شو أيضاً.
لم يتم تغيير التصميم الداخلي للمنزل، وظل كما كان لحظة وفاة برنارد شو ليكون بذلك آلة زمن حقيقية.
عند التجول في أرجاء المنزل تشعر وكأن برنادر شو موجود في الحديقة، وقد يدخل من الباب في أي لحظة. ينجذب الزوار حتماً إلى غرفة مكتب برنارد شو حيث كان يجري أبحاث خاصة بأعماله، ويرد على المكاتبات.
مع ذلك المكان المفضل للكتابة بالنسبة إليه كان ظلة خشبية بسيطة أسفل شجرة في الحديقة. وكان يتم تثبيتها في عمود معدني بحيث يمكن تعديل وضعها بحسب الرغبة. وكان لدى شو وزوجته اسم رمزي لهذه الظلة هو «لندن». على ما يبدو كان الزوار الذين يأتون دون دعوة يزعجون شو وزوجته كثيراً. ولم يكن شو يحب أي إزعاج أثناء الكتابة، لذا كانت زوجته تستطيع أن تقول بأريحية وصدق لأولئك الزوار غير المرغوب في وجودهم: «آسفة لا يمكن أن يقابلكم الآن فهو في لندن»، وكان الزوار يغادرون وهم مقتنعون تماماً أنه بالفعل ليس في المنزل.
كانت شخصية شو معقدة حتى أنه لو كان في زماننا هذا لكنا نظرنا إليه على أنه شخصية غير متسقة مع ذاتها. نظراً لما تعرض له من أزمات بسبب الفقر وهو طفل كانت آراؤه السياسية في السنوات المبكرة من عمره متطرفة إلى حد ما، وفي سنوات عمره الأخيرة عبّر عن اتفاقه مع مواقف موسوليني وستالين وهتلر، رغم أن هذا كان يُعزى في البداية إلى الاستقرار الذي تمتعت به بلادهم في بادئ الأمر، في وقت كان العامل العادي يعاني فيه من الصعوبات والشقاء في الدول الأوروبية الأخرى في ثلاثينات القرن العشرين. كان التصميم والذوق الذي يحمله منزل شو ينمّ عن احترام للأعمال الفنية التقليدية والمهارات، لكن مع ذلك كان لدى شو حماسة أيضاً للأشياء الجديدة، واهتمام كبير بالتصوير الفوتوغرافي.
هناك عدد من الأقوال المقتبسة لبرنارد شو مثيرة للاهتمام، فيما يلي بعض من الأقوال المفضلة لي:
- النجاح لا يعني عدم ارتكاب أخطاء، بل عدم تكرار الخطأ نفسه مرتين.
- اهتم بالحصول على ما تحب، وإلا ستضطر إلى حب ما تحصل عليه.
- الرجل الحقيقي هو من يضيف إلى العالم أكثر مما يأخذ منه.
- نحن لا نتوقف عن اللعب لأننا تقدمنا في العمر، بل نتقدم في العمر لأننا نتوقف عن اللعب.
تم إعادة تسمية منزل جورج برنارد شو باسم «ركن شو»، بعد انتقاله إلى الإقامة فيه، ولا يزال حتى اليوم يجذب عدداً كبيراً من الزائرين إلى هذه البقعة الهادئة من الريف، والتي تقع على بعد نحو 30 ميلاً شمال وسط لندن، بالقرب من بلدتي هاربندن وويلون. من الصعب الوصول إلى هذا المنزل بالمواصلات العامة، ومن الأفضل الذهاب بالسيارة إن أمكن.



مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.