«مصالحة» بين عشيرتين تحت قبة البرلمان العراقي تثير جدلا

TT

«مصالحة» بين عشيرتين تحت قبة البرلمان العراقي تثير جدلا

عقدت في مقر مجلس النواب العراقي، أول من أمس، جلسة صلح، أو ما سماها البعض «جلسة فصل» عشائري، بين فرع المحامدة من عشيرة الدليم وعشيرة البو عامر، حيث تتهم الأخيرة، أحد أفراد عشيرة الدليم بالوقوف وراء حادث تفجير صهريج مفخخ، قبل نحو عشر سنوات، في محافظة ديالى، شرق العاصمة بغداد وأدى إلى مقتل العشرات بينهم أفراد من عشيرة البو عامر.
وأثارت القضية، استغراب المتابعين للشأن التشريعي العراقي، لجهة أن البرلمان هو الجهة المدنية الأعلى المسؤولة عن تنظيم شؤون الدولة وإقرار القوانين اللازمة لحماية المجتمع، في مقابل الجهات العشائرية التي تتقاطع سننها في حالات كثيرة مع قوانين الدولة. وأعرب النائب يونادم كنا عن أسفه أن يتم اللجوء إلى «الفصول العشائرية في البرلمان». وقال في تصريحات «شيء مؤسف أن نلجأ إلى الجهات العشائرية، ونحن في مطبخ التشريع الذي هو مجلس النواب، إذا فرضت سلطة القانون تتحقق العدالة، لكن بعض الجماعات ما زالت تستغل ضعف الدولة». لكن رئيس لجنة العشائر البرلمانية عبود العيساوي، ينفي حدوث «فصل عشائري» داخل القبة النيابية، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم يحدث ذلك أبدا، إنما قمنا بمصالحة مجتمعية بين عشيرتين متخاصمتين منذ عام 2005. أيام كان تنظيم القاعدة ناشطا في ديالى».
وانتقد العيساوي بعض وسائل الإعلام التي روجت لفكرة «الفصل العشائري»، معتبرا أن من يروج لذلك، «ليس لديه معرفة بطبيعة المجتمع العراقي وأساليب حل المشاكل فيه». وأشار إلى أن مهمة لجنة العشائر كانت «جمع أطراف الخلاف في البرلمان، بعد أن طلبوا منا ذلك نتيجة عجزهم عن حل الخلاف منذ سنوات». ولفت إلى أن أطرافا أخرى كانت حاضرة في جلسة الصلح بين عشيرتي الدليم والبو عامر، مثل «ممثل رئيس الوزراء لشؤون العشائر، وممثل عن وزارة الهجرة المهجرين، إلى جانب ممثلين عن وزارة الداخلية، لأن الخلاف معقد وهناك دماء واتهامات وأحكام صادرة بحق مدانين من إحدى العشائر». ويضيف رئيس لجنة العشائر «هذه ليست المرة الأولى التي نستضيف فيها بعض العشائر المتنازعة، إنما قمنا بذلك في مرات عديدة، مهمتنا المراقبة والسعي لحل النزاعات العشائرية التي خلفها تنظيم (القاعدة) سابقا و(داعش) لاحقا بين العشائر، على أننا لا نفرض أحكاما أو صلحا على المتخاصمين، بل نتعامل كطرف محايد يسعى لتقريب وجهات النظر».



10 قتلى بجنوب الخرطوم في غارة نفذها الجيش

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

10 قتلى بجنوب الخرطوم في غارة نفذها الجيش

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أفاد مُسعفون متطوعون أن عشرة مدنيين سودانيين قُتلوا، وأصيب أكثر من 30 في غارة جوية نفذها الجيش جنوب الخرطوم.

وقالت غرفة الاستجابة الطارئة بالمنطقة، وهي جزء من شبكة من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد يعملون على تنسيق إيصال المساعدات في الخطوط الأمامية، إن الضربة التي وقعت، الأحد، استهدفت «محطة الصهريج بمنطقة جنوب الحزام، للمرة الثالثة في أقل من شهر».

وقالت المجموعة إن القتلى قضوا حرقاً، وإن بين الجرحى الثلاثين خمسة في حالة حرجة لإصابتهم بحروق من الدرجة الأولى.

ونُقل بعض المصابين والجثامين المتفحمة إلى مستشفى بشائر الذي يبعد أربعة كيلومترات عن موقع القصف، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ويأتي الأهالي إلى منطقة الصهريج من مناطق مختلفة بغرض التبضع وشغل أعمال هامشية مثل بيع الأطعمة والشاي.

وقالت المجموعة إن قصف محطة الصهريج، للمرة الثالثة في أقل من شهر، «ليس سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة تدحض ادعاءات أن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، حيث تتركز الغارات على المناطق السكنية المأهولة».

ومنذ أبريل (نيسان) 2023، أسفرت الحرب بين الجيش النظامي السوداني وقوات «الدعم السريع» عن مقتل عشرات الآلاف. وفي العاصمة وحدها، قُتل 26 ألف شخص بين أبريل 2023 ويونيو (حزيران) 2024، وفقاً لتقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

وشهدت الخرطوم بعضاً من أسوأ أعمال العنف في الحرب، حيث جرى إخلاء أحياء بأكملها. ولم يتمكن الجيش، الذي يحتكر الأجواء بطائراته النفاثة، من استعادة السيطرة على العاصمة من قوات «الدعم السريع».

وتفيد أرقام الأمم المتحدة بأن ما يقرب من ثلث النازحين داخل السودان، البالغ عددهم 11.5 مليون شخص، فرُّوا من العاصمة.

واتُّهمت قوات «الدعم السريع» والجيش مراراً باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية دون تمييز.