مواسم فنيّة بنكهة لاتينية تحطّ رحالها في بيروت

تتعدّد مواسم الفرح في لبنان هذا الصيف لتتلوّن أيامه بلوحات فنيّة مختلفة بحيث لم تترك بلدا يعتب عليها. فبعد أن شهدت مسارح مهرجاناته استضافة نجوم أوروبيين أبرزهم ميشال ساردو وباتريسا كاس وكريس دي بيرغ وجوردي سافال، وآخرين من أميركا أمثال مايكل بولتون وبوني تايلور وغيرهم، ها هي البرازيل والبلاد اللاتينية تحطّ رحالها في بيروت لتقدّم مواسم فنية تحمل طابع هوية بلدانها بامتياز.
فابتداء من 30 أغسطس (آب) الحالي ولغاية 3 سبتمبر (أيلول) المقبل ينطلق مهرجان البرازيل للأفلام السينمائية الذي تنظمه السفارة البرازيلية في لبنان بالتعاون مع جمعية (متروبوليس). ويتضمن المهرجان في نسخته الثانية على التوالي عروضا سينمائية لـ5 أفلام برازيلية ترافقها ترجمة مكتوبة بالإنجليزية.
أول تلك العروض يفتتحها المهرجان (الأربعاء 30 الحالي) في صالات «متروبوليس» في الأشرفية مع فيلم «ايليس» للمخرج هوغو براتا، أما العرض الثاني (الخميس 31 الحالي) فسيكون مع «غلوري أند غرايس» لفلافيو تامبيليني. ولتتوالى بعده عروض لأفلام «أندر بريشور» و«فروم وير آي سي يو» و«where I grow old» في 1 و2 و3 سبتمبر المقبل. ويعدّ الفيلم الأخير واحدا من الروائع السينمائية البرازيلية المعروفة وقد رشّح لنيل جائزة «النمر» في مهرجان روتردام السينمائي 2016. وهو من إنتاج برازيلي برتغالي ومن إخراج ماريلا روشا التي تناولت فيه موضوع هجرة صديقين برتغاليين أرادا إحياء جذورهما في المقلب الثاني من المحيط الأطلسي.
ومن ناحية ثانية يشهد لبنان النسخة الخامسة من «مهرجان لبنان اللاتيني للرقص» وذلك في مجمّع (اده ساندز) السياحي (في منطقة جبيل)، الذي يمتدّ من 7 حتى 11 سبتمبر المقبل. هذا المهرجان الذي صار يعدّ حاليا من أكبر المهرجانات الفنية اللاتينية التي تقام في مختلف بلدان العالم، يصار فيه إلى تدريب هواة الرقص في صفوف تعليمية خاصة يشرف عليها فنانون عالميون برزوا في الرقص اللاتيني وخصوصا (السلسا)، أمثال مانديلا وأندريا من البرتغال وفيرماندو سوسا من إيطاليا ويواكيم أرتيغا من إسبانيا، إضافة إلى آخرين جاءوا من مختلف الدول في العالم للمشاركة في هذا المهرجان وبينهم من مصر (رشا صادق وأحمد صلاح) ومن تركيا فريق «أورا» ومن كينيا (ياسين موتاتي) ومن فرنسا (تيري وسيسيل). ويقوم هؤلاء الأساتذة والمتخصصون في تعليم الرقص اللاتيني بإعطاء دروس خاصة لهواة هذا الفن على مدى ثلاثة أيام يشارك فيها طلاب مدارس لبنانية وهواة الرقص اللاتيني محليا وخارجيا. ويفتتح المهرجان (الخميس 7 سبتمبر) بمسابقة راقصة تسنح للفائزين فيها بالتوجّه إلى مدينة ميامي في أميركا للمشاركة في مسابقة عالمية تقام هناك في الإطار نفسه.
«هذا المهرجان أصبح وجهة لهواة هذا النوع من الرقص في العالم أجمع، وقد استقطب هذا العام نحو 40 أستاذ رقص و400 هاو أتوا من مختلف بقاع الدنيا للمشاركة فيه نظرا لمستوى تنظيمه الرفيع من ناحية والأسماء الشهيرة التي يستضيفها من ناحية ثانية». تقول إنا شيحا لـ«الشرق الأوسط» التي تقف وراء فكرة هذا المهرجان منذ عام 2012 حتى اليوم.
كما يشارك في هذا الحدث الفني الراقص أساتذة رقص محترفين من لبنان سبق وشاركوا في برنامج «الرقص مع المشاهير» الذي يعرض موسميا على شاشة «إم تي في» اللبنانية، أمثال أسادور وجيمي قنطار وكلوي حوراني ورائد مراد وغيرهم.
«إنه بمثابة فسحة فنية يعيش خلالها هواة الرقص بشكل عام تجربة غنيّة بثقافات بلدان لاتينية وبرازيلية وإسبانية ومكسيكية إضافة إلى أخرى تحمل الطابع اللبناني كالدبكة (من الفولكلور اللبناني) والرقص الشرقي وتعود أصوله إلى تركيا ومصر». تضيف آنا في سياق حديثها.
ومن المتوقّع أن تفتتح المهرجان مساء الخميس 7 سبتمبر الفنانة ماجدة الرومي على أن يشمل البرنامج السياحي للأساتذة وهواة الرقص طعام غداء في مدينة جبيل (الجمعة 8 سبتمبر) وفي هذا اليوم ستشهد 7 صالات من مجمّع (اده ساندز) تمارين مكثّفة بحيث يتمّ اختيار لوحاتها الراقصة من على لائحة طويلة معلّقة على مدخل تلك الصالات. ستشتعل ليالي لبنان في هذه الفترة بالموسيقى اللاتينية مع فريق «ترومبو رانغا» الإسباني وكذلك سيرقص روّاد هذا المهرجان على مدى لياليه الخمس على موسيقى 15 (دي جي) من قبرص والأردن ومصر وفرنسا ولوكسومبورغ والمكسيك وغيرها، ليقدّموا أجمل ما عندهم من أغان عربية ولاتينية معروفة.
«وأحدها أغنية (ديسباسيتو) للمغني البورتوريكي لويس فونسي التي حققت أرقاما قياسية في الاستماع إليها في العالم هذا العام تجاوز الـ3 مليارات شخص، لن تستطيع المشاركة في هذا المهرجان حسب قرار صادر عن الأساتذة العالميين المشاركين في هذا المهرجان كونها صارت من الأغاني المستهلكة جدا ويمنع على المشاركين في مسابقة المهرجان اختيارها للرقص على أنغامها». توضح آنا لـ«الشرق الأوسط».
ويشهد الاثنين 11 سبتمبر حفل الختام للمهرجان مع حفلة موسيقية راقصة تقام على مسبح (اده ساندز) يشكّل ليلة الوداع لفريق الأساتذة والطلّاب المشاركين تكون بمثابة ليلة الاستراحة بعد تدريبات مكثّفة. وفي إمكان روّاد المهرجان أن يسجلوا حضورهم لصفوف الرقص دون المشاركة فيها وكذلك أن يشتروا بطاقة (full pass) تسمح لهم بدخول المهرجان وحضور جميع نشاطاته طيلة فترة إقامته.