وفاة عبد الكبير العلوي المدغري المدير العام لـ«وكالة بيت مال القدس الشريف»

عمل وزيراً للأوقاف لمدة 19 سنة

وفاة عبد الكبير العلوي المدغري المدير العام لـ«وكالة بيت مال القدس الشريف»
TT

وفاة عبد الكبير العلوي المدغري المدير العام لـ«وكالة بيت مال القدس الشريف»

وفاة عبد الكبير العلوي المدغري المدير العام لـ«وكالة بيت مال القدس الشريف»

توفي أمس، بالرباط، عن سن 76 عاماً، الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري، الوزير المغربي السابق للأوقاف والشؤون الإسلامية، والمدير العام الحالي لـ«وكالة بيت مال القدس الشريف»، التابعة لـ«لجنة القدس» التي يترأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس، وذلك بعد صراع طويل مع المرض.
يذكر أن العلوي المدغري هو من تلا خطاب البيعة إثر تولي الملك محمد السادس الحكم، عقب وفاة والده الملك الحسن الثاني، صيف عام 1999.
وشغل الراحل، خلال مساره الحافل، عدة مناصب، بينها أستاذ التعليم العالي بكلية الشريعة التابعة لجامعة القرويين بفاس، وأستاذ محاضر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وأستاذ بالمعهد المولوي بالرباط التابع للقصر الملكي والذي يدرس به الأمراء والأميرات. كما مارس المحاماة، وتقلد منصب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، لفترة ناهزت 19 سنة، في عهد حكم الملك الراحل الحسن الثاني وبداية حكم الملك محمد السادس، وذلك ما بين 1985 و2002؛ كما كانت له عضوية بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، والمجلس العلمي بفاس، ورابطة علماء المغرب، واللجنة الوطنية لإصلاح التعليم، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، ولجنة مراجعة مدونة الأحوال الشخصية، واللجنة المكلفة من طرف منظمة المؤتمر الإسلامي وضع النظام الأساسي لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، وفريق النظرة الاستراتيجية لدول روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي، وأكاديمية آل البيت للفكر الإسلامي بالأردن.
والمدغري العلوي صاحب مؤلفات عديدة، بينها «الفقيه أبو علي اليوسي نموذج من الفكر المغربي في فجر الدولة العلوية»، و«الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي بكر بن العربي المعافري... دراسة وتحقيق»، و«المرأة بين أحكام الفقه والدعوة إلى التغيير»، و«ظل الله»، كما كتب روايتين: «ثورة زنو» (2004)، و«في مرآتنا عالم آخر» (2009) التي ينهض عالمها السردي على «توظيف واستيحاء التجربة الصوفية سبيلاً للخلاص الإنساني وانعتاقاً من المدنس وارتقاء إلى معارج المقدس وتزكية للنفس وتطهيرها من أدران الجسد وشوائب المادة والحس».
ولد العلوي المدغري، بمكناس، في 1942، ليتدرج بتفوق، في مسار دراسي دمج فيه بين دراسة القانون والعلوم الإسلامية، مما جعله على «اطلاع مباشر بطبيعة التباين والتنوع الفكري داخل عدد من المؤسسات»، حيث حصل على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) من القرويين، ثم الإجازة في العلوم القانونية من كلية الحقوق التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، ثم شهادة الدراسات العليا في العلوم الإنسانية من دار الحديث الحسنية، قبل حصوله على دكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية، حول موضوع «الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم».
ويرى كثيرون أن «تعدد مناهل الرجل العلمية»، جعلته على «اطلاع واسع بطبيعة الحقل الديني بالمغرب، وكذا التباين بين الخلفيات الفكرية لمختلف التيارات والمشارب الفكرية المكونة له، وهو ما ساعده على صياغة تصورات لم يكن من السهل تطبيقها على أرض الواقع، لولا الثقة الملكية ودائرة العارفين بالقيمة الفكرية والتصور الإصلاحي الذي تبناه الرجل، في محاولة لهدم الهوة بين عدد من التصورات التي تبناها إسلاميون على الساحة المغربية»، مع الإشارة إلى أنه «على الرغم من الانتقادات التي وجهت لوزير الأوقاف السابق من طرف تيارات محسوبة على التيار المحافظ وأخرى على التيار الحداثي، فإن إنجازات الرجل كانت تحفظ له موضع قدم راسخ داخل الساحة الدينية، بسبب براعته في إدارة عدد من الملفات، وهو ما جعل منتقديه يصفونه بالديكتاتور والمحابي لمقربيه بسبب تمسكه برؤيته للأشياء واختياره للأشخاص المناسبين لترجمة تصوراته على أرض الواقع، مما ساهم في تطوير وسائل التعامل مع التراث الإسلامي، ونشر الكثير من الأطروحات المنتصرة للثوابت الدينية للمملكة. كما ساهم في تطوير وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مع تطوير حلة الدروس الحسنية الرمضانية التي أصبح لها طابع عالمي، دون أن يغفل أهمية الأدوار الحيوية التي تلعبها المجالس العلمية في ترجمة التصور المعتدل للشأن الديني... وقد خلقت دينامية الرجل «المزعجة» كما يتصورها البعض عدداً من الحركات المعرقلة لعمله داخل الوزارة، إلا أنه تمكن بذكائه ومرونته من تجاوزها، ليواصل مسيرته الإصلاحية تحت التتبع المباشر للراحل الحسن الثاني، وفق شهادة العديد من الشخصيات المغربية والعربية التي عملت بجانبه في عدد من المشاريع الدينية». كما يحسب للراحل حرصه على «ابتكار مشروع رائد رأى فيه فرصة لاستقطاب الإسلاميين، وطريقاً نحو تطبيعهم مع مفاهيم (مستهجنة) داخل التيار الديني المحافظ، كأدبيات الديمقراطية التي قد تخولهم إسماع صوتهم رغم الاختلاف، والعمل في إطار من الشفافية، والقبول بالرأي الآخر... وهذا ما كانت تهدف له فكرة (الجامعة الصيفية للصحوة الإسلامية) الذي كان الوزير السابق أبرز مهندسيها، والتي سمحت بفتح لقاءات في العلن بين التيار الإسلامي في المغرب وباقي التنظيمات العالمية الصاعدة خلال فترة الثمانينات، وذلك بمباركة من الملك الراحل الحسن الثاني الذي أفسح لوزيره الطريق من أجل سماع صوت الإسلاميين، في خطوة تترجم انفتاح القصر على كل الأطياف».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.