خطف مواطن يمني ضمن سلسلة انتهاكات انقلابية في البيضاء

إحباط تهريب أجهزة عسكرية في الجوف

أ.ف.ب.
أ.ف.ب.
TT

خطف مواطن يمني ضمن سلسلة انتهاكات انقلابية في البيضاء

أ.ف.ب.
أ.ف.ب.

يواصل الانقلابيون انتهاكاتهم ضد المدنيين العزل من اختطاف وتهجيرهم من منازلهم وقراهم وتفجير منازلهم في محافظة البيضاء، وشهدت آخر الانتهاكات تدمير منزل المواطن صالح أحمد الجذيني، من قرية ذميجر بمديرية ذي ناعم، وفجرته بعد اقتحام القرية وخطفت عددا من أبنائها وذلك في وقت متأخر من مساء الجمعة.
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من تفجير منزل أحد أعيان المحافظة بسبب أن أخاه يقاتل الانقلابيين في صفوف المقاومة الشعبية، إضافة إلى ارتكابهم جريمة أخرى في 7 من شهر أغسطس (آب) الحالي وقامت بإحراق سيارات لمواطنين وهم يسعفون الجرحى، من خلال وضع لغم أرضي لسيارة المواطن حزام طاهر اللقاحي بإحدى الطرقات بالقرب من قرية لقاح بمديرية ولد ربيع، وكذا إحراق سيارة مواطن آخر يدعى أحمد محمد علي الصبولي بقذيفة، بعد محاولتهم إسعاف الجرحى. بحسب ما أفاد به سكان محليون.
كما اندلعت معارك عنيفة بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية في الوهبية بمحافظة البيضاء، وسط البلاد، الواقعة على الحدود بين محافظتي البيضاء ومأرب، وتزامن القصف المدفعي مع قصف الانقلابيين للقرى السكنية.
تزامن ذلك مع مواصلة قوات «النخبة»، التي شكلها الجيش اليمني الوطني الحفاظ على مواقعها التي تم استعادتها خلال اليومين الماضيين مع الهجوم المتواصل على مواقع الانقلابيين في مديرية باقم وذلك في إطار التحضيرات لاقتحام مدينة صعدة، معقل الانقلابيين الأول في اليمن.
وحققت قوات النخبة انتصارات جديدة في أول معركة لها بمديرية باقم صعدة، حيث تمكنت من السيطرة على التلة الحمراء وعدد من جبال باقم والتباب المحيطة في باقم.
وقال مصدر عسكري، في محور علب العسكري، طبقا لما نقل عنه المركز الإعلامي للمحور، إن «قوات الجيش الوطني في مدينة مندبة، شمال محافظة صعدة، أفشلت محاولات تقدم للميليشيات الانقلابية إلى مواقع الجيش الوطني، إضافة إلى إفشالها محاولات للانقلابين استعادة مواقع خسرتها في منطقة باقم»، مؤكدا: «سقوط العشرات من الانقلابيين ما بين قتيل وجريح فيما لاذ البقية بالفرار».
وذكر أن «المواجهات أسفرت عن مقتل أحد أفراد اللواء الخامس وجرح اثنين آخرين» مشيدا بـ«مستوى الجاهزية في صفوف الجيش الوطني»، في حين تمكنت قوات اللواء 63 بالاشتراك مع اللواء 102 من تحقيق نجاحات كبيرة والسيطرة على مواقع استراتيجية في باقم وقطع خطوط إمداد الانقلابيين.
وفي الجوف، أعلن الجيش الوطني ضبطه، الجمعة، شحنة أسلحة وذخائر وأجهزة لاسلكية في منطقة الريان، شرق الجوف، كانت في طريقها إلى ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية عبر منطقة الجوف، فيما تمكنت ثلاث سيارات أخرى من الفرار نحو الخط الرملي في صحراء الربع الخالي.
وبحسب الناطق باسم الجيش الوطني في الجوف، العقيد عبد الله الأشراف، فقد قال إنه يعتقد أن شحنة الأسلحة قادمة من إيران. مرجحاً في الوقت ذاته أن تكون قدمت من محافظة المهرة على الحدود مع عمان.
تزامن ذلك، مع شن الجيش الوطني قصفه على مواقع الانقلابيين في سداح والغرفة وملحان ومنطقة النخيل بجبهة السابقة بمديرية المصلوب، مكبدة الميليشيات الخسائر البشرية والمادية.
بالانتقال إلى جبهة تعز، جددت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية قصفها العنيف على الأحياء السكنية والشرقية في تعز وقرى الوازعية ومقبنة، غربا، ما أسفر عن أضرار في ممتلكات المواطنين، إضافة إلى قصفها العنيف على قرى الصلو. وتركز القصف الأعنف على قرى الباطن والقنبرية بمديرية الوازعية، وقرى الطليلة السكنية عزلة العشملة بمديرية مقبنة.
وفي جبهة الصلو الريفية، جنوبا، تواصل الميليشيات الانقلابية انتهاكاتها في مختلف قرية الخيامي والصرم بعزلة الضبة حيث تقوم بترهيب السكان ليتركوا منازلهم ولتجعل منها ثكنات ومخازن أسلحة، إضافة إلى الانتهاكات التي تطال المواطنين من اختطافات وتهديدات وتهجير قسري تمارسها الميليشيات، طبقا لما تحدث به سكان محليون لـ«الشرق الأوسط». داعين جميع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى تحمل مسؤولياتها كافة تجاه ما يعانيه أبناء مديرية الصلو الذين تطالهم انتهاكات الانقلابيين.
إلى ذلك، أكد مصدر عسكري في محور تعز العسكري «انهيار مبنى مكون من ثلاثة طوابق على رؤوس عناصر الانقلابيين بجوار مدرسة محمد علي عثمان، شرق المدينة، جراء انفجار شبكة ألغام قامت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بزراعتها في وقت سابق ما تسبب أيضا في سقوط المبنى الذي تحول إلى مخزن أسلحة، ما تسبب في سقوط عدد من الانقلابيين بين قتيل وجريح بينهم خبراء متفجرات».
وتواصل الميليشيات الانقلابية محاولاتها التسلل إلى مواقع الجيش الوطني في مقبنة وعدد من المواقع في الجبهة الغربية، حيث تجددت المواجهات إثر تصدي قوات الجيش الوطني لتسلل الانقلابيين في مواقع عسيلة والشبيبة والنبيع والعشملة والمضابي، ومنطقة الميدان تبادلها القصف المدفعي، تكبد فيها الانقلابيون الخسائر المادية والبشرية وقتل منهم ثلاثة وجرح آخرون.
كما تجددت المواجهات في أطراف حذران غرب جبل هان الاستراتيجي في الضباب ومحيطتبة ياسين ووادي حنش، مع اندلاع مواجهات متقطعة في الخطوط الأمامية لمنطقة مدرات ومفرق الثلاثين.
مصدر عسكري أكد لـ«الشرق الأوسط» أن وحدات من اللواء 35 مدرع في مديرية المسراخ، جنوبا، تمكنت من مداهمت وكر للميليشيات الانقلابية في منطقة كور بعزلة الأقروض بالمديرية نفسها وعثروا فيه على رشاشات وذخائر وعدد من الألغام الأرضية التي كانت تخطط لزراعتها في قرى المسراخ، بالإضافة إلى إلقاء القبض على أحد الحوثيين الذي كان يعمل بشكل سري بين أوساط المواطنين ويوافي الانقلابيين بتحركات الجيش الوطني.
من جهتها، استهدفت مقاتلات التحالف العربي مواقع للميليشيات الانقلابية في منطقة حريب المجاوحة بمديرية نهم، البوابة الشرقية لصنعاء، وسط تحليق مكثف على سماء المديرية ومحافظة صنعاء، وغارات أخرى استهدفت تحركات لميليشيات الحوثي وصالح في مديرية موزغ غرب تعز ومواقع أخرى ما بين المخا والخوخة التابعة للحديدة الساحلية، غرب اليمن، طبقا لما أفاد به شهود محليون لـ«الشرق الأوسط».


مقالات ذات صلة

بن مبارك: الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية

خاص رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك خلال لقاء سابق مع السفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

بن مبارك: الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية

قال رئيس الوزراء اليمني إن الالتزامات الدولية تجاه اليمن لن تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل ستشمل أيضاً المجالات الأمنية والدفاعية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج نزع فريق «مسام» في محافظة عدن 154 ذخيرة غير منفجرة (واس)

مشروع «مسام» ينتزع 732 لغماً في اليمن خلال أسبوع

تمكّن مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، خلال الأسبوع الثالث من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، من انتزاع 732 لغماً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي لقاء سابق بين رئيس الوزراء اليمني والسفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

«اجتماع نيويورك»... نحو شراكة استراتيجية بين اليمن والمجتمع الدولي

تأمل الحكومة اليمنية تأسيس شراكة حقيقية مع المجتمع الدولي، وحشد الدعم السياسي والاقتصادي لخططها الإصلاحية، وجوانب الدعم الدولية المطلوبة لإسناد الحكومة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».