المدعية العامة السابقة في فنزويلا تلجأ إلى كولومبيا

المدعية العامة السابقة في فنزويلا لويزا أورتيغا (أ.ف.ب)
المدعية العامة السابقة في فنزويلا لويزا أورتيغا (أ.ف.ب)
TT

المدعية العامة السابقة في فنزويلا تلجأ إلى كولومبيا

المدعية العامة السابقة في فنزويلا لويزا أورتيغا (أ.ف.ب)
المدعية العامة السابقة في فنزويلا لويزا أورتيغا (أ.ف.ب)

قالت سلطات الهجرة في بوغوتا إن المدعية العامة السابقة في فنزويلا لويزا أورتيغا وصلت إلى كولومبيا «لاجئة»أمس (الجمعة) بعدما أقالتها الجمعية التأسيسية الجديدة المثيرة للجدال من منصبها، وأنها أبدت خوفاً على حياتها.
واختلفت أورتيغا مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في أواخر مارس (آذار) الماضي، وأصبحت من منتقدي حكومته التي لا تحظى بشعبية واختبأت بعدما أقالتها الجمعية التأسيسية الجديدة الموالية لمادورو هذا الشهر.
وأقالت الجمعية التأسيسية أورتيغا خلال جلستها الأولى في الخامس من أغسطس (آب)، لكنها وبعض الحكومات في المنطقة رفضت قبول قرارات الجمعية.
وقالت وكالة الهجرة الكولومبية في بيان أمس: «وصلت مدعية فنزويلا العامة لويزا أورتيغا دياز بعد ظهر اليوم من أوروبا إلى مطار بوغوتا على متن طائرة خاصة وأتمت إجراءات الهجرة».
وأضاف البيان أنه كان برفقتها زوجها المشرّع غيرمان فيرير. ولم يتضح ما إذا كانا سيطلبان اللجوء في كولومبيا. وقالت أورتيغا (59 عاماً) في مقابلة مع وكالة أنباء «رويترز» هذا الشهر إنها تخشى على حياتها.
وكان طارق صعب، المسؤول السابق عن ملف حقوق الإنسان الذي اختارته الجمعية التأسيسية لمنصب المدعي العام وجه تهم فساد لأورتيغا وزوجها.
والزوجان متهمان بإدارة «عصابة ابتزاز» وتحويل مكاسب إلى حساب في البهاما.
وكان 120 شخصاً قتلوا خلال اضطرابات عنيفة ضد حكومة مادورو بسبب الأزمة الاقتصادية في البلاد، وما يصفه معارضون بأنه حكم يزداد استبداداً.
وكولومبيا من بين دول أميركا الجنوبية التي انتقدت مادورو، لكنها أدانت أيضاً ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أن التدخل العسكري خيار لحل الأزمة.
وقال تكتل «ميركوسور» التجاري في أميركا الجنوبية أنه لن يعترف بأي إجراء تتخذه الجمعية التأسيسية. ولم يرد مدير مكتب أورتيغا على طلب للتعليق.
ومنحت الجمعية التأسيسية الجديدة في فنزويلا لنفسها سلطة إصدار القوانين لتحل محل الكونغرس (البرلمان) الذي تقوده المعارضة، وتزيد الانتقادات للحكومة بأن مادورو يكرس لديكتاتورية.
وعملياً لن يغير ذلك كثيراً من الوضع الراهن، إذ جردت المحكمة العليا التي يهيمن عليها «الحزب الاشتراكي» الكونغرس من صلاحياته، وألغت تقريباً كل القوانين التي أقرها منذ أن هيمنت عليه المعارضة في عام 2016.
لكن القرار يشير إلى أن الجمعية التأسيسية التي انتخبت في يوليو (تموز) في تصويت قاطعته المعارضة أصبحت مهتمة بتقليص نفوذ المعارضة أكثر من اهتمامها بمهمتها الرسمية المتعلقة بإعادة كتابة دستور البلاد.
وأصر ديلسي رودريغيز وهو حليف لمادورو ورئيس الجمعية التأسيسية على أن هذه الخطوة لا تعني حل الكونغرس.
وكانت الجمعية التأسيسية وجهت الدعوة إلى زعماء الكونغرس الحاليين للانضمام إلى الجلسة، لكنهم لم يحضروا وأصروا على أن الجمعية شكلت بشكل غير قانوني واستولت على سلطاتهم.
وقال فريدي غيفارا السياسي المعارض ونائب رئيس الكونغرس على «تويتر»: «الكونغرس يحترم فحسب الدستور والناس. لا نعترف بالجمعية التأسيسية».
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أمس إن الولايات المتحدة تندد بقوة باضطلاع الجمعية التأسيسية الجديدة في فنزويلا بسلطات تشريعية.
وأضاف البيان: «هذا الانتزاع للسلطة يهدف إلى إزاحة المجلس الوطني المنتخب ديمقراطياً لتحل محله لجنة سلطوية تعمل فوق القانون».
وفي سياق متصل، قال مسؤول مكسيكي كبير إن وزير خارجية المكسيك يزور هافانا على أمل إقناع كوبا، أكبر حلفاء فنزويلا، بالمساعدة في حل الوضع السياسي المتوتر في فنزويلا.
وقال المسؤول ووثيقة اطلعت عليها وكالة أنباء «رويترز» إن لويس فيديغاراي لم يذهب خالي الوفاض وقبل طلب هافانا توسيع خط ائتمان لدى مصرف «بانكوميكست» المكسيكي المملوك للدولة من 30 مليون يورو إلى 56 مليوناً كبادرة لحسن النيات.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».