الصين تريح الشركات داخلياً وتنظم الاستثمار خارجياً

TT

الصين تريح الشركات داخلياً وتنظم الاستثمار خارجياً

قال مجلس الوزراء الصيني أمس الجمعة إن الصين قلصت العبء الضريبي على الشركات بواقع 1.61 تريليون يوان (نحو 241.36 مليار دولار) عبر تحولها من نظام ضريبة الشركات إلى ضريبة القيمة المضافة.
وفي مايو (أيار) 2016، وسعت الصين نظام ضريبة القيمة المضافة ليشمل جميع القطاعات في أكبر إصلاح لنظامها الضريبي في ثلاثة عقود. وقالت الحكومة إن التحول وفر للشركات 574 مليار يوان في العام الماضي.
وقال مجلس الوزراء الصيني إن الحكومة ستعالج في المستقبل مشكلات النظام الضريبي الجديد، بما في ذلك السياسات الضريبية الخاصة بقطاعات الصناعات التحويلية والخدمات المالية والإنشاءات.
ومن جهة أخرى، أصدر مجلس الوزراء الصيني أمس توجيهات إرشادية لتنظيم الاستثمار الخارجي وسط سعي بكين لدعم الشركات القادرة على الاستثمار في الخارج، مع الحد من الصفقات في قطاعات العقارات والفنادق والترفيه والأندية الرياضية وصناعة الأفلام.
وقالت الحكومة في مذكرة بموقعها على الإنترنت إنها ستشجع الاستثمارات ذات الصلة بمبادرة «الحزام والطريق»، لكنها تنوي أيضا الإبقاء على «قائمة سوداء» للشركات المحلية التي تنتهك قواعد الاستثمار في الخارج.
وتأتي الخطوات الحكومية الصينية عقب ساعات من تصريح ستيف بانون، كبير الخبراء الاستراتيجيين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأن الولايات المتحدة في «حرب اقتصادية» مع الصين، محذرا من أن واشنطن تخسر المعركة لكنها على وشك توجيه ضربة للصين بخصوص ممارسات تجارية تصفها بـ«غير العادلة».
وقال بانون مساء الأربعاء: «نحن في حرب اقتصادية مع الصين. «هذا موجود في كل كتاباتهم. لا يخجلون من الحديث عما يفعلونه. أحدنا سيكون له الهيمنة في 25 أو 30 عاما وسيكونون هم إذا مضينا في هذا المسار»، وأضاف: «إذا واصلنا خسارة الحرب، فنحن على بعد خمس سنوات حسبما أعتقد، أو عشر سنوات على الأكثر، من الوصول إلى منعطف لن نكون قادرين مطلقا على التعافي منه».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ إنها اطلعت على التقرير، وأكدت على جوهر أن العلاقة التجارية بين الصين والولايات المتحدة مفيدة للطرفين. وقالت خلال إيجاز صحافي يومي في بكين: «في الحقيقة، التعاون طويل الأمد بين الصين والولايات المتحدة جلب منافع حقيقية لشعبي البلدين، وأي شخص غير منحاز سيرى بوضوح هذه الحقيقة.. قلنا من قبل، إن الحرب التجارية لا مستقبل لها. الحرب التجارية لا تخدم مصلحة أي طرف لأن خوض حرب تجارية لن يسفر عن فائز. نأمل في أن تتمكن الأطراف المعنية من التوقف عن النظر إلى قضايا القرن الحادي والعشرين بعقلية القرن التاسع عشر أو العشرين».



مسؤولتان في «الفيدرالي»: معركة التضخم لم تنته بعد

دالي وكوغلر أثناء حضورهما المؤتمر السنوي للجمعية الاقتصادية الأميركية في سان فرانسيسكو (رويترز)
دالي وكوغلر أثناء حضورهما المؤتمر السنوي للجمعية الاقتصادية الأميركية في سان فرانسيسكو (رويترز)
TT

مسؤولتان في «الفيدرالي»: معركة التضخم لم تنته بعد

دالي وكوغلر أثناء حضورهما المؤتمر السنوي للجمعية الاقتصادية الأميركية في سان فرانسيسكو (رويترز)
دالي وكوغلر أثناء حضورهما المؤتمر السنوي للجمعية الاقتصادية الأميركية في سان فرانسيسكو (رويترز)

قالت اثنتان من صانعي السياسة في «الاحتياطي الفيدرالي» إنهما يشعران بأن مهمة البنك المركزي الأميركي في ترويض التضخم لم تنتهِ بعد، لكنهما أشارا أيضاً إلى أنهما لا يريدان المخاطرة بإلحاق الضرر بسوق العمل أثناء محاولتهما إنهاء هذه المهمة.

وتسلِّط هذه التصريحات الصادرة عن محافِظة البنك المركزي الأميركي، أدريانا كوغلر، ورئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، الضوء على عملية الموازنة الدقيقة التي يواجهها محافظو المصارف المركزية الأميركية، هذا العام، وهم يتطلعون إلى إبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة؛ فقد خفَّض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة قصيرة الأجل بمقدار نقطة مئوية كاملة، العام الماضي، إلى النطاق الحالي الذي يتراوح بين 4.25 في المائة و4.50 في المائة.

وانخفض التضخم، حسب المقياس المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي»، بشكل جيد من ذروته في منتصف عام 2022 عند نحو 7 في المائة، مسجلاً 2.4 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). ومع ذلك، لا يزال هذا أعلى من هدف «الاحتياطي الفيدرالي» البالغ 2 في المائة. وفي ديسمبر (كانون الأول)، توقع صانعو السياسة تقدماً أبطأ نحو هذا الهدف مما توقعوه سابقاً.

وقال كوغلر في المؤتمر السنوي للجمعية الاقتصادية الأميركية في سان فرانسيسكو: «ندرك تماماً أننا لم نصل إلى هناك بعد... وفي الوقت نفسه، نريد أن يبقى معدل البطالة كما هو، وألا يرتفع بسرعة».

في نوفمبر، كان معدل البطالة 4.2 في المائة، وهو ما يتفق في رأيها ورأي زميلتها دالي مع الحد الأقصى للتوظيف، وهو الهدف الثاني لـ«الاحتياطي الفيدرالي»، إلى جانب هدف استقرار الأسعار.

وقالت دالي، التي كانت تتحدث في الجلسة إياها: «في هذه المرحلة، لا أريد أن أرى المزيد من التباطؤ في سوق العمل. ربما يتحرك تدريجياً في نتوءات وكتل في شهر معين، ولكن بالتأكيد ليس تباطؤاً إضافياً في سوق العمل».

لم يُسأل صانعو السياسات، ولم يتطوعوا بإبداء آرائهم حول التأثير المحتمل للسياسات الاقتصادية للرئيس القادم، دونالد ترمب، بما في ذلك الرسوم الجمركية والتخفيضات الضريبية، التي تكهَّن البعض بأنها قد تغذي النمو وتعيد إشعال التضخم.