إسرائيل تصادر حافلات للنقل بتهمة دعم «حماس»https://aawsat.com/home/article/1002386/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%84%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%A8%D8%AA%D9%87%D9%85%D8%A9-%D8%AF%D8%B9%D9%85-%C2%AB%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3%C2%BB
صادرت قوات الجيش الإسرائيلي أمس أربع حافلات للنقل في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، بتهمة دعم حركة حماس، وذلك عبر تقديم خدمات نقل مجانية لناشطين من الحركة لتنظيم مظاهرات ميدانية عند نقاط التماس في الضفة.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن مصادرة الحافلات جاءت بعد أن تم توجيه تحذيرات مسبقة للشركة بالتوقف عن نشاطاتها، إلا أنها لم تستجب للطلب، وهو ما ترتب عنه مصادرة الحافلات الأربع.
وسبق للسلطات الإسرائيلية أن صادرت عام 2015 عدة حافلات، وتم إرجاعها للشركة بعد توقيعها على عقد تلتزم فيه بعدم مساندة نشاطات ضد إسرائيل، بحسب بيان المتحدث باسم الجيش.
من جهة ثانية، وفي سياق الاعتقالات اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، أوقفت الشرطة الإسرائيلية أمس فتى وشابا من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، واقتادتهما للتحقيق بعد أن فتشت منازلهما وعاثت فيهما خرابا. كما اعتقلت سبعة مواطنين آخرين في رام الله والخليل وطوباس وبيت لحم، خلال حملة مداهمات ليلية بحجة أن المعتقلين من المطلوبين لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
كما داهمت القوات الإسرائيلية قرية دير نظام قرب مدينة رام الله، وسط إطلاق للرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، حيث تم احتجاز عشرات المركبات على حاجز النبي صالح، شمال غربي رام الله، فيما استهدف شبان مركبات المستوطنين بالحجارة على طريق 443 غرب رام الله، واعتقل أيضا فلسطيني آخر على معبر الكرامة «اللنبي» بين الضفة الغربية والأردن أثناء توجهه ضمن قوافل الحجاج الفلسطينيين إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج.
وتأتي هذه الاعتداءات في ظل استمرار إسرائيل في هدم منازل منفذي العمليات، حيث هدمت قوات الاحتلال خمسة منازل تعود لعائلات شبان نفذوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية عمليات بالقدس والضفة.
وقال حسام بدران، الناطق باسم حركة حماس، إن سياسة هدم منازل المقاومين في الضفة الغربية فاشلة ولن تمنع الشبان الفلسطينيين من مواصلة المقاومة، مشيدا بلحمة السكان ودعم الأهالي وتكفلهم ببناء المنازل المهدمة، وأكد أن سياسة العقاب الجماعي وهدم المنازل لن تزيد الفلسطينيين إلا إصرارا على انتزاع حقهم بالتحرر وكنس الاحتلال بأي ثمن.
وأوضحت إحصائية صادرة عن مؤسسة القدس الدولية أن قوات الاحتلال هدمت منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية الشهر الماضي نحو 105 منازل ومنشآت سكنية وتجارية في مختلف قرى وبلدات القدس، وأخطرت بالهدم 214 منزلا ومنشأة، وأجبرت 7 مقدسيين على هدم منازلهم بأيديهم، فيما استولت مجموعات المستوطنين على 6 منازل خلال المدة نفسها.
ولفتت المؤسسة إلى النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في المدينة، مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لتهويد المدينة من خلال إقرار بناء 10 آلاف وحدة استيطانية في مستوطنات القدس، و15 ألف وحدة استيطانية فوق أنقاض قرية قلنديا وحدها، وذلك بعد أن أقرت بناء 6377 وحدة استيطانية منذ بداية العام الحالي، وبناء 1330 وحدة فندقية استيطانية في جبل المكبر، و12 مصنعا استيطانيا في قلنديا.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.