دمشق تعتبر أن الحرب «تقترب من نهايتها»

شركات تحاول حجز مكان لها في إعادة الإعمار

TT

دمشق تعتبر أن الحرب «تقترب من نهايتها»

قالت بثينة شعبان مستشارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إن الحرب المستمرة منذ ست سنوات تقترب من نهايتها مع توقف دول أجنبية عن دعم مقاتلي المعارضة، وتعهدت بأن تواجه الحكومة «أي وجود غير شرعي على أرضنا» سواء كان أميركياً أو تركياً، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز» في تقرير من دمشق أمس.
وأضافت أن تنظيم سوريا لمعرض دمشق الدولي لأول مرة منذ اندلاع الحرب له دلالة واضحة. وقالت: «عودة معرض دمشق الدولي في هذا التوقيت والإقبال الجماهيري والدولي لهما رمزية كبيرة ويوجهان رسالة بأن الحرب انتهت والإرهاب اندحر وأننا في بداية الطريق نحو إعادة الإعمار».
وقالت مستشارة الرئيس في تعليقات لقناة «الميادين» التلفزيونية اللبنانية نقلتها الوكالة العربية السورية للأنباء أن الحرب، التي أودت بحياة مئات الآلاف، وصلت إلى «المرحلة قبل النهائية» مع تغيير القوى الخارجية التي دعمت مقاتلي المعارضة لسياساتها. وأنهى الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعم وكالة المخابرات الأميركية المركزية لجماعات المعارضة التي تقاتل لإسقاط الأسد.
وحوّلت تركيا، أحد داعمي المعارضة الرئيسيين، أولويتها عن إطاحة نظام الأسد سعياً لإصلاح علاقاتها مع روسيا والحد من التوسع الكردي قرب حدودها.
وتساعد قوات أميركية متمركزة في شمال سوريا مقاتلين يقودهم الأكراد لطرد تنظيم داعش من مدينة الرقة. ولواشنطن أيضا حامية في الصحراء بجنوب شرقي سوريا قرب معبر حدودي استراتيجي مع العراق لتدريب مقاتلي المعارضة على محاربة التنظيم المتشدد.
أما وكالة الصحافة الفرنسية فكتبت في تقرير من دمشق أن مئات الشركات تشارك في معرض دمشق الدولي في محاولة لحجز مكان لها في عملية إعمار سوريا بعد الحرب المدمرة المستمرة من أكثر من ست سنوات. وتشارك في المعرض 23 دولة حافظت على علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، فضلاً عن شركات تحضر بصفة خاصة من 20 دولة أخرى بينها من قطعت علاقاتها بدمشق مثل ألمانيا وفرنسا.
وتطغى على المعرض الأجنحة المخصصة للدول الحليفة للنظام السوري وعلى رأسها إيران وروسيا مقابل حضور متواضع للشركات الآتية من دول غربية.
وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ بدء النزاع عقوبات اقتصادية صارمة على سوريا.
في المقابل، تتنوع الشركات الإيرانية، من تلك المتخصصة ببناء المحطات الكهربائية إلى السيارات والأجهزة الطبية والأجهزة المنزلية الكهربائية.
وقال مرتزق يانجي من شركة «مبنى» الإيرانية التي أنشأت محطتين حراريتين في سوريا: «نحن نسعى لتوسيع نشاطنا في مناطق أخرى» في البلاد. وتشارك روسيا عبر شركات متخصصة بالنفط وأخرى بمواد الإعمار أو الزراعة أو حتى طحن الحبوب.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».