البرلمان العراقي يُنهي استجواب وزير التجارة

غالبية نيابية أيّدت رده على مزاعم فساد... ومطالبة بإعادة التصويت

TT

البرلمان العراقي يُنهي استجواب وزير التجارة

صوّت البرلمان العراقي لصالح إنهاء استجوابه للقائم بأعمال وزير التجارة سلمان الجميلي بشأن مزاعم فساد ترتبط في معظمها بصفقة لاستيراد الأرز من الهند العام الماضي، بحسب ما ذكرت وكالة «رويترز» أمس الخميس.
وقال كاوة محمد، وهو عضو في مجلس النواب حضر الجلسة، لـ«رويترز»، إن 104 من بين 202 من أعضاء المجلس عبّروا عن اقتناعهم بالأجوبة التي قدمها الجميلي في جلسة يوم الثلاثاء رداً على أسئلة من النواب عن الصفقة.
وطلبت النائبة عالية نصيف يوم الثلاثاء استجواب الوزير السنّي. ونفى الجميلي الاتهامات الموجهة إليه.
وقالت نصيف إن التصويت، الذي جاء بأغلبية بسيطة، جرى دون حضورها، مطالبة بتصويت ثان. وأضافت: «قدّمت الآن طلباً آخر موقّعاً من 50 نائباً بإعادة التصويت».
وأشارت «رويترز» إلى أن نصيف طالبت أمام الصحافيين رئيس مجلس النواب بأن يكون منصفاً، وألا يضيّع جهوداً استمرت عاماً. ولم يتضح ما إذا كان رئيس مجلس النواب سيوافق على طلبها.
وذكر مصدر آخر في البرلمان طلب عدم نشر اسمه أن الإجراء يصل إلى حد تصويت بمنح الثقة للوزير، وقال إنه لن توجّه استجوابات أخرى للجميلي.
وأوضح الوزير للبرلمان أنه من بين 40 ألف طن من الأرز الهندي، وهي الشحنة محل الاستجواب، عُثر على حشرات في أربعة آلاف طن فقط، مشيراً إلى أن تلك الكمية من الشحنة أعيدت إلى المصدر وتم استعادة ثمنها.
ورحّب بيان لوزارة التجارة بنتيجة التصويت.
ووجهت من قبل اتهامات بالكسب غير المشروع لها علاقة بوزارة التجارة التي تشتري السلع الاستراتيجية. والعراق مستورد رئيسي للأرز والقمح.



فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
TT

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها خلال الأيام الأخيرة، فراراً لمئات المجندين ممن جرى استقطابهم تحت مزاعم إشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

وتركزت عمليات الفرار للمجندين الحوثيين، وجُلهم من الموظفين الحكوميين والشبان من معسكرات تدريب في مدينة صنعاء، وفي أماكن أخرى مفتوحة، في مناطق بلاد الروس وسنحان وبني مطر وهمدان في ضواحي المدينة.

جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في صنعاء للتعبئة القتالية (فيسبوك)

وتحدّثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن فرار العشرات من المجندين من معسكر تدريبي في منطقة جارف جنوب صنعاء، وهو ما دفع وحدات تتبع جهازي «الأمن الوقائي»، و«الأمن والمخابرات» التابعين للجماعة بشن حملات تعقب وملاحقة بحق المئات ممن قرروا الانسحاب من معسكرات التجنيد والعودة إلى مناطقهم.

وذكرت المصادر أن حملات التعقب الحالية تركّزت في أحياء متفرقة في مديريات صنعاء القديمة ومعين وآزال وبني الحارث، وفي قرى ومناطق أخرى بمحافظة ريف صنعاء.

وأفادت المصادر بقيام مجموعات حوثية مسلحة باعتقال نحو 18 عنصراً من أحياء متفرقة، منهم 9 مراهقين اختطفوا من داخل منازلهم في حي «السنينة» بمديرية معين في صنعاء.

وكان الانقلابيون الحوثيون قد دفعوا منذ مطلع الشهر الحالي بمئات المدنيين، بينهم شبان وأطفال وكبار في السن وموظفون في مديرية معين، للمشاركة في دورات تدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة استعداداً لإشراكهم فيما تُسميه الجماعة «معركة تحرير فلسطين».

ملاحقة الفارين

يتحدث خالد، وهو قريب موظف حكومي فرّ من معسكر تدريب حوثي، عن تعرُّض الحي الذي يقطنون فيه وسط صنعاء للدَّهم من قبل مسلحين على متن عربتين، لاعتقال ابن عمه الذي قرر الانسحاب من المعسكر.

ونقل أحمد عن قريبه، قوله إنه وعدداً من زملائه الموظفين في مكتب تنفيذي بمديرية معين، قرروا الانسحاب من الدورة العسكرية بمرحلتها الثانية، بعد أن اكتشفوا قيام الجماعة بالدفع بالعشرات من رفقائهم ممن شاركوا في الدورة الأولى بوصفهم تعزيزات بشرية إلى جبهتي الحديدة والضالع لمواجهة القوات اليمنية.

طلاب مدرسة حكومية في ريف صنعاء يخضعون لتدريبات قتالية (فيسبوك)

ويبرر صادق (40 عاماً)، وهو من سكان ريف صنعاء، الأسباب التي جعلته ينسحب من معسكر تدريبي حوثي أُقيم في منطقة جبلية، ويقول إنه يفضل التفرغ للبحث عن عمل يمكّنه من تأمين العيش لأفراد عائلته الذين يعانون شدة الحرمان والفاقة جراء تدهور وضعه المادي.

ويتّهم صادق الجماعة الحوثية بعدم الاكتراث لمعاناة السكان، بقدر ما تهتم فقط بإمكانية إنجاح حملات التعبئة والتحشيد التي تطلقها لإسناد جبهاتها الداخلية، مستغلة بذلك الأحداث المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وكان سكان في صنعاء وريفها قد اشتكوا من إلزام مشرفين حوثيين لهم خلال فترات سابقة بحضور دورات عسكرية مكثفة تحت عناوين «طوفان الأقصى»، في حين تقوم في أعقاب اختتام كل دورة بتعزيز جبهاتها في مأرب وتعز والضالع والحديدة وغيرها بدفعات منهم.

وكثّفت الجماعة الحوثية منذ مطلع العام الحالي من عمليات الحشد والتجنيد في أوساط السكان والعاملين في هيئات ومؤسسات حكومية بمناطق تحت سيطرتها، وادّعى زعيمها عبد الملك الحوثي التمكن من تعبئة أكثر من 500 ألف شخص.