أوغندا تكافح لاستيعاب مليون لاجئ من جنوب السودان

الصراع أثار أكبر أزمة لجوء في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا

TT

أوغندا تكافح لاستيعاب مليون لاجئ من جنوب السودان

قالت الأمم المتحدة إن عدد لاجئي جنوب السودان في أوغندا بلغ أمس مليون شخص، مع استمرار تدفق مئات الأسر عبر الحدود يوميا هربا من الحرب الأهلية.
وأثار الصراع في جنوب السودان أكبر أزمة لاجئين في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994. فيما تحصل وكالات الأمم المتحدة على النزر اليسير من الأموال التي تطلبها لتوفير الغذاء والمأوى. لكن الحشود ما زالت تنتقل عبر جسور خشبية متهالكة قرب بلدة بوسيا الحدودية بشمال غربي أوغندا، بينما يحمل اللاجئون الأطفال بعض القدور، أو صُرر الملابس فوق رؤوسهم.
ويمثل النساء والأطفال ما يربو على 85 في المائة من الوافدين. وفي هذا السياق قالت ستيلا تاجي بعد عبورها الجسر حافية القدمين وهي تمسك بطفل في يدها «لقد قتل عم زوجي قبل أسبوعين، ومنذ ذلك الحين نختبئ في الغابة... ليس لدينا شيء».
وأصبح جنوب السودان الغني بالنفط أحدث دولة في العالم بعد استقلاله عن السودان عام 2011. لكن نشوة الانفصال سرعان ما تبخرت بسبب الفساد والانقسامات العرقية.
وتحارب قوات موالية للرئيس سلفا كير، وهو من قبيلة الدنكا، مقاتلين موالين لنائبه السابق ريك مشار، وهو من قبيلة النوير، منذ أواخر 2013. مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، وأجبر قرابة ثلث تعداد السكان في جنوب السودان، البالغ 12 مليون نسمة على ترك منازلهم.
وارتفع عدد اللاجئين في أوغندا كثيرا العام الماضي بعد أن انهار اتفاق سلام هش مدعوم من الغرب، بين كير ومشار في غضون شهور. ولا يعلم أحد عدد القتلى بين الجانبين. لكن تقريرا لمرصد حقوق الإنسان في جنوب السودان، ومقره جنوب أفريقيا، أفاد بأن 987 مدنيا قتلوا في أعمال عنف بجنوب السودان، بين مايو (أيار) ويوليو (تموز) الماضيين، وأغلبهم بأيدي القوات الحكومية.
وقال لاجئ يدعى صامويل أميول بعد أن سار ليومين إلى الحدود هربا من هجمات القوات الحكومية «إنهم يذبحون الناس بالسكاكين. وهم يقولون إذا بقيت هنا فأنت من المتمردين». فيما تقول الأمم المتحدة إن منازل أحرقت على من فيها من أسر، كما يشيع الاغتصاب الجماعي، وكثيرا ما يتعرض الصبية للخطف بهدف تجنيدهم. كما ينهب مسلحون بينهم متمردون في جنوب السودان من يحاول الفرار.
لكن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قالت إن أوغندا ورغم كل الظروف الصعبة تكافح لتوفير الغذاء والمأوى. فيما يقول تشارلي ياكسلي، المتحدث باسم المفوضية، إن الدول المانحة لم تقدم ما يكفي، إذ حصلت المفوضية على نحو 21 في المائة تقريبا من المبلغ، الذي طلبته للاجئي جنوب السودان في أوغندا هذا العام وهو 674 مليون دولار.



فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».