الداخلية اليمنية تتسلم كشفاً ببلاغات واتهامات حقوقية

TT

الداخلية اليمنية تتسلم كشفاً ببلاغات واتهامات حقوقية

سلمت اللجنة المشتركة للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، نائب وزير الداخلية اليمني اللواء الركن علي ناصر لخشع، كشفاً بالأسماء التي وصلت ضدهم بلاغات وشكاوى بأنهم معتقلون أو موقفون أو مخفيون، وذلك للتحري حولهم والتأكد من ملفاتهم.
جاء ذلك في الاجتماع الذي عقدته اللجنة في العاصمة المؤقتة عدن أمس، بنائب وزير الداخلية لمناقشة أوضاع السجناء في الإصلاحيات وحقوق السجناء بحسب اللوائح المنضمة للسجون اليمنية.
وفي الاجتماع استعرض نائب وزير حقوق الإنسان نائب رئيس اللجنة الدكتور سمير الشيباني، عمل اللجنة المشتركة ومهامها، مشيراً إلى أنها لجنة مشتركة مع وزارات الداخلية والعدل وحقوق الإنسان وعدد من الجهات ذات العلاقة، بالإضافة إلى ممثل عن منظمات المجتمع المدني.
ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أشار شيباني إلى أن اللجنة سبق وأن عقدت عدداً من اللقاءات مع التحالف ومسؤولي أجهزة الدولة، ولمست تعاونا من الجميع والتزامهم بتسهيل عمل اللجنة لإنجاز مهامها بنجاح. لافتاً إلى أن اللجنة بصدد استكمال تلك اللقاءات والخروج بنتائج إيجابية تعود لمصلحة الوطن والمواطن.
من جهة أخرى، رحب نائب وزير الداخلية بأعضاء اللجنة، مستعرضاً الإصلاحيات والسجناء والمعالجات التي تعمل الوزارة على تنفيذها والجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة للحفاظ على الأمن مع احترام لحقوق الإنسان.
وأكد لخشع استعداده التام لتسهيل عمل اللجنة لتنفيذ مهمتها الوطنية، وأن وزارتي حقوق الإنسان والداخلية مكملتان لبعضهما، وأن وزارة الداخلية مكلفة بأمن المواطن، ووزارة حقوق الإنسان هي من تدافع عن المواطن تجاه أي أعمال أو تعسفات لم يوردها القانون، وهي المحامي الذي ينصب عن أي مواطن للدفاع عن حقوقه والبحث عنها.
إلى ذلك، التقت رئاسة اللجنة المشتركة للتحقيق ممثلة برئاسة وزير العدل رئيس اللجنة القاضي جمال عمر، ونائب وزير حقوق الإنسان نائب رئيس اللجنة الدكتور سمير الشيباني، ووكيل وزارة حقوق الإنسان عضو ومقرر اللجنة ماجد فضائل، بعدد من أمهات وأسر المعتقلين والموقفين والمخفيين، حيث عرضت عليهم اللجنة طبيعة عملها والمهام الخاصة التي شكلت من أجلها.
من جانبه أكد القاضي جمال رئيس اللجنة أن العدل هو أساس الحكم الذي تقوم عليه الدولة، وأن المحاكم والنيابات المختصة استأنفت عملها وستقوم بكل مهامها وما يجب عليها، واستمعت اللجنة إلى ادعاءاتهم وشكاويهم، وتسلمت ملفات منهم بهذا الخصوص.
ويأتي هذا اللقاء استكمالا للقاءات سابقة أجرتها اللجنة مع الأسر والمواطنين.
الجدير ذكره، أن اللجنة المشتركة للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحررة شكلت بقرار من رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وتضم عددا من المسؤولين من الوزارات ذات العلاقة من الحكومة اليمنية، بالإضافة إلى ممثل عن منظمات المجتمع المدني، وتتركز مهامها في النظر في الادعاءات المتداولة حول انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحررة، واقتراح آلية لمعالجة وحل أي إشكاليات مستقبلية بهذا الخصوص، واقتراح الردود الممكنة على تلك الادعاءات.



انقلابيو اليمن يحولون المدارس إلى ثكنات 

أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)
أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)
TT

انقلابيو اليمن يحولون المدارس إلى ثكنات 

أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)
أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 (غيتي)

أعادت وكالة أممية حديثها عن تسرب ملايين الأطفال من التعليم، وتدمير آلاف المدارس في اليمن، بينما تتعسف الجماعة الحوثية مع موظفي قطاع التعليم، وحرمتهم من صرف نصف راتب شهري تعهدت به سابقاً، بالتزامن مع إجبار طلاب المدارس على المشاركة في دورات قتالية، وسط اتهامات داخلية للجماعة بالتآمر على قطاع التعليم.

ورفض نادي المعلمين اليمنيين ما سماه «سياسة التجويع» التي اتهم الجماعة الحوثية بممارستها ضد التربويين، مطالباً بعدم الانخداع بـ«أنصاف الحلول وفتاتها»، مع دعوته إلى صرف رواتب المعلمين كاملة، ومعها كامل المستحقات الأخرى، وذلك إثر استثناء الجماعة الحوثية قطاع التعليم من نصف الراتب الشهري الذي تعهدت به للموظفين العموميين.

ودعا الكيان النقابي المعلمين والأكاديميين والموظفين العموميين وعموم قطاعات المجتمع إلى الثورة في مواجهة ممارسات الجماعة الحوثية ورفض «حياة العبودية».

من داخل مدرسة في تعز تعمل «اليونيسيف» على إعادة إلحاق الطالبات المتسربات للدراسة فيها (الأمم المتحدة)

وعدّ النادي المطالبة بالراتب الكامل حقّاً أصيلاً، وليس ترفاً، مشدداً على أن كرامة المعلم لا ينبغي أن تكون رهينة لسياسات عمياء تُغلق الأبواب في وجه العدالة، في حين أعلنت مكاتب التربية الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية رفضها القاطع لاستثناء الإداريين في مكاتب التربية من صرف نصف الراتب الشهري.

وتعرضت الإجراءات الحوثية بشأن صرف رواتب الموظفين العموميين، التي أعلنت عنها منذ أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي لانتقادات حادة، كونها تعتمد على التمييز وتصنيف الموظفين إلى فئات، ما يؤدي إلى اختلالات عميقة، وتمييز حاد بين هذه الفئات.

وحذّر الناشط الحوثي طه الرزامي من تقسيم الموظفين إلى فئات (أ) و(ب) و(ج)، لصرف الرواتب لهم بحسب هذا التصنيف الذي قال إنه «سيولد الحقد والكراهية بين من يعملون من الفئة (ج) ولا تُصرف لهم أنصاف رواتب إلا كل ثلاثة أشهر، وبين من يستلمون رواتب شهرية كاملة من الفئة (أ) دون أن يعملوا».

ووصف إسقاط أسماء عشرات الآلاف من الموظفين القدامى ذوي الخبرة والكفاءة من قوائم صرف الرواتب بالجريمة التي ترتكب بحقهم بعد معاناتهم وعائلاتهم لتسع سنوات.

إيقاف الدراسة للتجنيد

اتهم القيادي الحوثي علي عبد العظيم، وكنيته أبو زنجبيل الحوثي الجماعة التي ينتمي لها، باستهداف قطاع التربية والتعليم وإهماله، إثر استثناء موظفيه من كشوفات صرف نصف الراتب الشهري الذي كانت تعهدت به لجميع موظفي الدولة في مناطق سيطرتها، واصفاً ذلك بالمؤامرة على التعليم، خصوصاً مع عدم إبداء الأسباب، وتجاهل مطالب المعلمين.

ويقود نادي المعلمين اليمنيين إضراباً منذ بداية العام الدراسي للمطالبة بصرف رواتب المعلمين، واعترض على تعرض قادته وعدد من المنتمين إليه خلال هذه الفترة لإجراءات عقابية حوثية، مثل الاختطاف والإخفاء القسري، واتهامهم بالخيانة والعمالة والتآمر، وقد توفي عدد من الخبراء التربويين في السجون.

في غضون ذلك أجبرت الجماعة الحوثية عشرات المدارس في مناطق سيطرتها على التوقف عن الدراسة لإلزام مئات الطلاب والمدرسين على المشاركة في دورات قتالية للتدرب على استخدام الأسلحة في أفنية المدارس.

ونقلت مصادر محلية في مدينة الحديدة الساحلية الغربية عن مدرسين وأولياء أمور الطلاب أن المدارس تحولت إلى مراكز حوثية لاستقطاب الأطفال وإغرائهم أو ترهيبهم للانضمام للجماعة والمشاركة في فعالياتها التدريبية والدعوية، تحت مزاعم مواجهة الغرب وإسرائيل.

منذ بداية العام الدراسي الماضي يواصل المعلمون اليمنيون إضرابهم للمطالبة برواتبهم (إكس)

وتنوعت وسائل الترهيب والإغراء للطلاب وأولياء أمورهم، حيث يجري استغلال الضربات الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة وخزانات النفط لإقناعهم بأن هدف هذه العمليات هو إخضاع اليمنيين، إلى جانب عرض إعفائهم من الرسوم الدراسية، وزيادة درجات تحصيلهم الدراسي في حال المشاركة في تلك الأنشطة، والتهديد بزيادة الأعباء المالية والحرمان من الدرجات عقاباً على التغيب أو التهرب منها.

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة مشابهة وموازية يتعرض لها طلاب الجامعات العمومية، وخصوصاً جامعة صنعاء وكادرها التدريسي والوظيفي، ضمن مساع لاستقطاب وتجنيد الآلاف من الشباب والأطفال.

تأهيل أممي للمدارس

أعلنت «اليونيسيف» أن تداعيات الصراع المسلح في اليمن منذ أكثر من عقد من السنوات تسببت بتسرب أكثر من 4.5 مليون طفل خارج المدرسة، حيث خلّفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمين والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

وأوضحت المنظمة الأممية أنها وشركاءها من أجل التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين من الأطفال، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، نظراً لأن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

أطفال نازحون يدرسون في مبنى مهجور بمحافظة الحديدة الغربية (أ.ف.ب)

ونبهت «اليونيسيف» من تأثير النزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء اليمن، وتجزئة نظام التعليم الذي وصفته بأنه شبه منهار، وقالت إن ذلك كان له أثر بالغ على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية لكل الأطفال في سن الدراسة، البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

وأحصت المنظمة تدمير 2,916 مدرسة، بواقع مدرسة واحدة على الأقل، من بين كل 4 مدارس، أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية بسبب النزاع الذي تشهده البلاد.

ويواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين، ما يقارب 172 ألف معلم ومعلمة، على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ 2016، أو أنهم انقطعوا عن التدريس؛ بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.

وأشارت المنظمة إلى اضطرار المدارس لإغلاق أبوابها أمام الطلاب بسبب تفشي جائحة «كورونا» منذ خمسة أعوام، ما تسبب في تعطيل العملية التعليمية لحوالي 5.8 مليون طالب، بمن فيهم 2.5 مليون فتاة.