حريق في المنطقة التاريخية بجدة يلتهم ستة مبانٍ قديمة

اندلع أول من أمس حريق داخل المنطقة التاريخية في جدة (غرب السعودية)، نتج منه انهيار 3 مبانٍ قديمة تدخل ضمن المرحلة الأولى في المباني التاريخية، في حين لم تسجل أي إصابات جراء الحريق الذي امتد على مدار الساعة والنصف منذ لحظة اندلاعه.
وقال العقيد سعيد سرحان، الناطق الرسمي للدفاع في منطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»: «حسب التحقيقات الأولية اتضح أن الحريق ناتج من ماس كهربائي في عدادات الكهرباء بالبنايات التي اشتعلت أول من أمس»، لافتا إلى أن «عدد المباني التي احترقت ستة مبانٍ، وانهارت منها ثلاثة».
وأكد العقيد سرحان، أنه جرت السيطرة على الحريق في فترة لم تتجاوز ساعة و30 دقيقة، منذ اندلاعه، موضحاً أن المباني داخل المنطقة التاريخية لا بد من التعامل معها بحذر أثناء إطفاء الحريق، لما ينتج منه من انهيارات تشكل خطورة إن كان التدخل سريعاً.
من جهة ثانية، أكد مصدر مسؤول، في أمانة مدينة جدة، أن المنطقة التاريخية لم تتأثر جراء الحريق الذي اندلع أول من أمس في عدد من البنايات التي تقع في حدود حارة المظلوم. وقال المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» إن «البنايات التي اندلع بها الحريق لا تبعد كثيراً عن جامع الشافعي أحد أهم المباني التاريخية الذي جرى ترميمه في وقت سابق»، لافتاً إلى أن «حجم الانهيارات في المباني المتضررة وصل قرابة 80 في المائة، وهي من المباني التي تدخل في نطاق الحماية الأولى للمباني القديمة»، موضحاً أن البنايات التي اشتعلت فيها النار هي ضمن 600 مبنى من التاريخية.
وأضاف المصدر، أن الحريق جرت السيطرة عليه بتكاثف الجهود قبل أن يمتد للمباني المجاورة، وكان دور الدفاع المدني بارزا في هذا الجانب، كما أسهمت طفايات الحريق والمقدرة بنحو خمسة آلاف طفاية.
وكانت فرق الدفاع المدني قد باشرت مساء أول من أمس، حريقا اندلع في مبانٍ بالمنطقة التاريخية وسط جدة، بأكثر من 12 فرقة إنقاذ وإطفاء باشرت الحادث، بالإضافة إلى الآليات المساندة، وجرى إخلاء المناطق المجاورة لمكان الحريق والسيطرة عليه، ولم تسجل أي إصابات تذكر.
يعد مشروع الملك عبد العزيز لتنمية وتطوير جدة التاريخية عام 1425، بداية للتطور النوعي بالمدينة، لتتوالى بعد ذلك حزمة من المشاريع الضخمة من قبل الدولة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، التي كانت أولى ثمارها تسجيل «جدة التاريخية» ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو.
وتضم المنطقة التاريخية عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية المهمة، من أبرزها المساجد التاريخية ذات الطراز المعماري الفريد، مثل «مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي، ومسجد الباشا، ومسجد عكاش، ومسجد المعمار»، وجامع الحنفي، وسورها التاريخي، إضافة إلى الأبواب الستة «باب مكة، وباب المدينة، وباب شريف وباب جديد وباب البنط وباب المغاربة».
وتنقسم جدة التاريخية إلى أحياء عدة، أطلق عليها مواطنو المدينة القدامى مسمى حارة، وقد اكتسبت تلك الأحياء أسماءها حسب موقعها الجغرافي داخل المدينة أو شهرتها بالأحداث التي مرت بها وهي «حارة المظلوم، حارة الشام، حارة اليمن، حارة البحر، حارة الكرنتينه، حارة المليون طفل».