{المركزي الروسي} يبرر هبوط الروبل بـ«عوامل مؤقتة»

TT

{المركزي الروسي} يبرر هبوط الروبل بـ«عوامل مؤقتة»

وصف البنك المركزي الروسي الوضع في سوق العملات الصعبة بأنه «مستقر بما فيه الكفاية»، وأحال هبوط سعر الروبل الشهر الماضي إلى ما قال إنها «عوامل مؤقتة»، وأشار إلى أن تأثير تقلبات أسعار النفط على الروبل الروسي خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، كان قريباً من الحد الأدنى.
وقال ألكسندر بولونسكي، نائب مدير قسم السياسة الائتمانية في المركزي، في تصريحات أمس لوكالة «تاس»، إن «الوضع حاليا في سوق العملات الصعبة في روسيا مستقر بما فيه الكفاية»، وأحال «هبوط سعر صرف الروبل خلال شهر يوليو إلى عوامل مؤقتة بصورة رئيسية»، موضحاً أن بيع العملات الصعبة من الصادرات كان خلال يوليو منخفضا للغاية. وحجم عمليات البيع اليومية كان أقل بنحو 50 مليون دولار مما كان متوقعاً في ظل السعر الحالي على النفط»، ولم يستبعد المسؤول من المركزي الروسي أن يكون تراجع حجم عمليات البيع اليومية جاء نتيجة بيع المصدرين مبالغ كبيرة من العملات الصعبة في شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) على ضوء توقعات حينها باستعادة الروبل عافيته.
وتراجعت قيمة الروبل الروسي بنحو 1.5 في المائة أمام الدولار خلال شهر يوليو، وذلك على الرغم من تراجع الدولار أمام العملات الأخرى. وكانت تقلبات الروبل صعودا وهبوطاً طيلة يوليو وحتى يوم أمس محدودة ضمن نطاق ضيق، وتراوح سعر صرفه ما بين 59 روبل لكل دولار عند الارتفاع، وحتى أكثر من 60 روبل لكل دولار عند الهبوط، وفي حالات نادرة وصل عتبة 61 روبل لكل دولار.
ويرى محللون في السوق أن السعر خلال الفترة الماضية كان محكوما بعوامل عدة، إلا أن أهمها إقبال المساهمين على شراء الدولار بعد أن تسلموا أرباحهم من الشركات الروسية. ومعروف أن الشركات الروسية تدفع في شهري يوليو وأغسطس (آب) من كل عام الأرباح للمساهمين والشركاء الأجانب، لكن بالروبل الروسي.
في غضون ذلك، تبقى العقوبات الأميركية وتأثيرها على الاقتصاد الروسي، وتصاعد حدة التوتر بسببها بين موسكو وواشنطن بما في ذلك على سوق المال والسندات، محط اهتمام كبير في الأوساط المالية. وتوقف عندها المركزي الروسي في فقرة خاصة من تقرير صادر عنه مؤخراً بعنوان «سيولة القطاع المصرفي وسوق المال»، ويشير التقرير إلى أن «زيادة حدة التوتر بين موسكو وواشنطن، لم تتحول إلى عائق يحول دون زيادة مساهمة المستثمرين الأجانب في سوق الأسهم والسندات الروسية خلال شهر يوليو». ويؤكد التقرير أن تلك المساهمات بلغت نحو 40 مليار روبل. أما تأثير تقلبات أسعار النفط على العملة الروسية فيرى تقرير المركزي الروسي أنه، أي التأثير، كان خلال شهر يوليو قريبا من أدنى مستوياته.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).