بعد التغلب على سرطان الدم، كانت أعظم أمنية للطفل التركي علي عساف ديمير البالغ من العمر 6 سنوات هي إطلاق البالونات في السماء، وفق ما نشرت صحيفة «الديلي صباح» في تقرير.
وشارك والد الطفل هذه الرغبة الصادقة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تحولت بسرعة إلى تجمع كبير في سانجاك تيبيه في إسطنبول بتركيا، حيث اجتمع الآلاف للمساعدة في تحقيق حلم الطفل الصغير.
وبدأت القصة عندما نشر أبو الطفل، وهو صاحب متجر لبيع الأدوات المنزلية في سانجاك تيبيه، على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن أكمل ابنه بنجاح علاجاً شاقاً لمدة عامين من سرطان الدم. كتب في منشوره: «يا أصدقاء، ليست لدينا دائرة كبيرة. ابني تغلب على السرطان، ويريد إطلاق البالونات. هل تنضمون إلينا؟". لقد أثار هذا النداء الصادق مشاعر الآلاف، وانتشرت بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
مع ازدياد شعبية المنشور، ردّ رئيس بلدية سانجاك تيبيه ألبر يجين، قائلاً: «تهانينا لشفاء ابنك يا أخي. أدعوك وجميع المواطنين للاحتفال معاً بالبالونات في حديقة ميدان سانجاك تيبيه يوم 25 مايو (أيار)».
وحضر هذا الحدث، الذي أقيم يوم الأحد في ساحة سانجاك تيبيه به جمهوريت، نائب عمدة بلدية إسطنبول نوري أصلان، وعمدة سنجق تبه ألبير يجين، وعائلة دمير وأقاربهم وآلاف المواطنين.
كما انضمت أيضاً مجموعة من راكبي الدراجات النارية تضم 200 عضو، حيث أظهروا دعمهم من خلال البالونات الخاصة بهم.
وبعد ذلك صعد الطفل عليّ إلى المسرح برفقة والده، وأطلق بالونه في السماء، محاطاً بالحشد الذي جاء لدعمه.
ووفق التقرير، لمست هذه اللحظة العاطفية كل الحاضرين. وكان والداه غارقين في الدموع، حتى إن زوجين حديثي الزواج حضرا إلى الحفل بملابس زفافهما، ما لفت انتباه الحضور. وانتهى اليوم بعروض مسرحية وحفل موسيقي للمغني الشعبي التركي توغكان.
وبالمناسبة، أعرب الأب عن امتنانه العميق قائلاً: «لم نتوقع هذا العدد الكبير من الناس. أشكر كل من وقف إلى جانبنا في هذا اليوم السعيد، خصوصاً رئيس بلديتنا والمسؤولين. آمل أن يكون هذا الحدث مصدر أمل للمرضى الآخرين. ظننتُ أن عدداً قليلاً سيحضر، ولم أتخيل يوماً هذا الإقبال الكبير».
وفي حديثه عن رحلة ابنه العلاجية، قال: «استمر العلاج قرابة عامين. بدأ بالعلاج الكيميائي. ثم، عندما وجدنا متبرعاً، انتقلنا إلى مرحلة الزرع. عاد المرض لاحقاً، فخضعنا لمزيد من العلاج الكيميائي والإشعاعي، لكنه الآن قد شُفي».
بدورها، شكرت إسراء دمير، والدة الطفل، كل من حضر قائلةً: «لقد كانت رحلة شاقة جداً. لا يدركها إلا من عاشها بصدق. في هذا اليوم البهيج، شعرنا كأننا عائلة واحدة. ليس السرطان هو القوي، بل نحن. لا تيأسوا أبداً. الأمل موجود دائماً. لقد قرّبتني هذه التجربة من زوجي أكثر وأكثر».
قال أحد الحضور، عيسى إفيل، الذي رأى المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء مع عائلته: «انضممنا إلى هذه الفعالية من أجل طفلنا ودعم الآخرين. كانت رائعة. نحن سعداء بمشاركتنا. شكراً جزيلاً لبلدية سانجاك تيبيه».
