ترمب يختار جيمسون غرير لمنصب ممثل التجارة للولايات المتحدة

وسط تهديدات بفرض تعريفات جمركية

جيمسون غرير يحضر منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في تشيلي 17 مايو 2019 (رويترز)
جيمسون غرير يحضر منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في تشيلي 17 مايو 2019 (رويترز)
TT

ترمب يختار جيمسون غرير لمنصب ممثل التجارة للولايات المتحدة

جيمسون غرير يحضر منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في تشيلي 17 مايو 2019 (رويترز)
جيمسون غرير يحضر منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في تشيلي 17 مايو 2019 (رويترز)

اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الثلاثاء، جيمسون غرير، المحامي والمسؤول السابق في ولايته الأولى؛ ليشغل منصب كبير مفاوضي التجارة في إدارته المقبلة. ويُعد هذا المنصب بالغ الأهمية بالنظر إلى التهديدات التي أطلقها ترمب بفرض تعريفات جمركية عالية على الواردات من دول أخرى.

غرير هو شريك في قسم التجارة الدولية في شركة المحاماة «كينغ آند سبالدينغ»، وقد شغل خلال ولاية ترمب الأولى منصب كبير موظفي مكتب روبرت إي لايتهايزر الذي عمل، آنذاك، ممثلاً تجارياً للولايات المتحدة. وكان غرير مشاركاً رئيساً في مفاوضات التجارة مع الصين، وكذلك في إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) مع كندا والمكسيك، وفق صحيفة «نيويورك تايمز».

وقبل انخراطه في المجال التجاري، خدم غرير في سلاح الجو الأميركي حيث كان محامياً يلاحق ويدافع عن طيارين أميركيين في تحقيقات جنائية، وقد أُرسل إلى العراق.

وفي تصريح له، قال ترمب: «سيتركز عمل جيمي على معالجة العجز التجاري الضخم للبلاد، والدفاع عن الصناعات الأميركية والزراعة والخدمات، بالإضافة إلى فتح أسواق التصدير في جميع أنحاء العالم».

ولطالما كانت وظيفة ممثل التجارة الأميركية في الماضي ذات طابع منخفض نسبياً، إلا أنها أصبحت أكثر أهمية في ظل إدارة ترمب. ففي ولايته الأولى، ساعد المكتب في شن حرب تجارية ضد الصين، وفرض تعريفات جمركية كبيرة على منتجاتها، وأبرم سلسلة من الصفقات التجارية المهمة.

وفي ولايته المقبلة، وعد ترمب باستخدام سلطات الحكومة بشكل أكثر عدوانية في المجال التجاري. وأعلن، الاثنين، أنه سيفرض تعريفات على جميع المنتجات الواردة إلى الولايات المتحدة من كندا والمكسيك والصين في أول يوم له في منصبه.

وفي منشور له على «تروث سوشيال»، قال ترمب إنه سيصدر أمراً تنفيذياً بفرض تعريفة بنسبة 25 في المائة على السلع القادمة من كندا والمكسيك، حتى يتوقف المهاجرون عن العبور عبر الحدود والمخدرات. وفي منشور آخر، هدّد بفرض تعريفة إضافية بنسبة 10 في المائة على جميع المنتجات القادمة من الصين، مبرراً ذلك بأن الصين تُسهم في تهريب المخدرات غير القانونية إلى الولايات المتحدة.

وقد يستخدم ترمب هذه التهديدات بوصفها جزءاً من استراتيجية تفاوضية تمهيدية، ولكنها تهدّد بتعكير العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية للولايات المتحدة. وإذا تم تنفيذها، فإن التعريفات ستؤدي إلى اضطراب سلاسل التوريد العالمية، مما يفرض تكاليف إضافية على الشركات الأميركية؛ مثل: مصنعي السيارات، والمزارعين، ومصنعي المواد الغذائية.

ويُعد الممثل التجاري للولايات المتحدة -وهو مسؤول على مستوى مجلس الوزراء برتبة سفير- مسؤولاً عن إدارة المفاوضات التجارية، وحل النزاعات الاقتصادية مع البلدان الأخرى، فضلاً عن التنسيق مع المشرعين والمزارعين وقطاع الأعمال؛ لتشكيل السياسة التجارية للولايات المتحدة. ويقود الممثل وكالة صغيرة تضم أكثر من 200 شخص، ولديها مكاتب في واشنطن وجنيف وبروكسل.

بالإضافة إلى تنفيذ خطط ترمب الخاصة بالتعريفات الجمركية، من المتوقع أن يلعب المكتب دوراً محورياً في التفاوض بشأن شروط التجارة مع كندا والمكسيك. وفي عام 2026، من المقرر أن تراجع البلدان شروط اتفاقية «الولايات المتحدة - المكسيك - كندا» (USMCA)، وهي الاتفاقية التي تم التفاوض عليها في ولاية ترمب الأولى لتحل محل اتفاقية «نافتا».

وعلى الرغم من أن التفاصيل المتعلقة بتنظيم المناصب الخاصة بالسياسة التجارية في إدارة ترمب ما تزال غامضة، فقد ذكر ترمب في منشور له على «تروث سوشيال»، الثلاثاء، أن هوارد لوتنيك، الذي اختاره ليكون وزيراً للتجارة، سيتولّى قيادة «أجندة التعريفات والتجارة» مع مسؤولية مباشرة إضافية لمكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

الاقتصاد مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)

الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

نما الاقتصاد الأميركي بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام، وهو نفس التقدير الأولي الذي أعلنته الحكومة يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي لكن العديد من العمال المسرحين ما زالوا يعانون من فترات طويلة من البطالة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

انخفاض العقود الآجلة للأسهم الأميركية قبيل بيانات التضخم الرئيسة

انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، يوم الأربعاء، مع انتظار المستثمرين بيانات اقتصادية رئيسة، خصوصاً تقرير التضخم الشهري الرئيس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

محضر «الفيدرالي»: المسؤولون أيَّدوا وتيرة تدريجية لخفض أسعار الفائدة

أيَّد مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي التحرك «تدريجياً» نحو خفض أسعار الفائدة، في ظل النمو الاقتصادي الأميركي الأقوى من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

أعلنت الإدارة الأميركية يوم الاثنين أن الشركات تعهدت باستثمار أكثر من تريليون دولار في قطاعات صناعية أميركية، مثل أشباه الموصلات والطاقة النظيفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
TT

الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)

نما الاقتصاد الأميركي بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام، وهو نفس التقدير الأولي الذي أعلنته الحكومة يوم الأربعاء، مدفوعاً بزيادة إنفاق المستهلكين وارتفاع الصادرات.

وأفادت وزارة التجارة بأن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي - الذي يعكس قيمة السلع والخدمات المنتجة في البلاد - قد تباطأ مقارنةً بالربع الثاني الذي سجل نمواً بنسبة 3 في المائة. ومع ذلك، أظهر التقرير أن الاقتصاد الأميركي، الذي يعد الأكبر في العالم، ما يزال يثبت قدرته على الصمود بشكل أكبر مما كان متوقعاً. فقد تجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي نسبة 2 في المائة في ثمانية من آخر تسعة أرباع، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

ورغم هذه النتائج الإيجابية، كان الناخبون الأميركيون، الذين يشعرون بالاستياء بسبب ارتفاع الأسعار، غير راضين عن النمو الثابت، فاختاروا في هذا الشهر إعادة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بهدف تعديل السياسات الاقتصادية للبلاد. كما سيحظى ترمب بدعم أغلبية جمهورية في مجلسي النواب والشيوخ.

وفي ما يتعلق بإنفاق المستهلكين، الذي يمثل نحو 70 في المائة من النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، فقد تسارع إلى 3.5 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث، مقارنة بـ 2.8 في المائة في الربع الثاني، وهو أسرع نمو منذ الربع الأول من عام 2023. كما ساهمت الصادرات بشكل كبير في نمو الاقتصاد، حيث ارتفعت بنسبة 7.5 في المائة، وهو أعلى معدل خلال عامين. ومع ذلك، كان نمو إنفاق المستهلكين والصادرات في الربع الثالث أقل من التقديرات الأولية لوزارة التجارة.

وعلى الرغم من التحسن في الإنفاق، فقد شهد نمو استثمار الأعمال تباطؤاً ملحوظاً، بسبب انخفاض الاستثمار في قطاع الإسكان والمباني غير السكنية مثل المكاتب والمستودعات. في المقابل، شهد الإنفاق على المعدات قفزة ملحوظة.

وعند توليه منصب الرئاسة في الشهر المقبل، سيرث الرئيس المنتخب ترمب اقتصاداً يتمتع بمؤشرات إيجابية عامة. فالنمو الاقتصادي مستمر، ومعدل البطالة منخفض عند 4.1 في المائة. كما تراجع التضخم، الذي بلغ أعلى مستوى له في 40 عاماً بنسبة 9.1 في المائة في يونيو (حزيران) 2022، إلى 2.6 في المائة. وعلى الرغم من أن هذا الرقم لا يزال يتجاوز الهدف الذي حدده من قبل «الاحتياطي الفيدرالي» والبالغ 2 في المائة، فإن البنك المركزي يشعر بالرضا عن التقدم الذي تم إحرازه في مكافحة التضخم، الأمر الذي دفعه إلى خفض سعر الفائدة الأساسي في سبتمبر (أيلول) ثم مرة أخرى هذا الشهر. ويتوقع العديد من متداولي «وول ستريت» أن يقوم «الاحتياطي الفيدرالي» بتخفيض آخر لأسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول).

إلا أن الجمهور لا يزال يشعر بوطأة التضخم، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 20 في المائة عن مستواها في فبراير (شباط) 2021، قبل أن يبدأ التضخم في الارتفاع.

من جهة أخرى، وعد ترمب بإجراء تغييرات اقتصادية كبيرة. ففي يوم الاثنين، تعهد بفرض ضرائب جديدة على واردات السلع من الصين والمكسيك وكندا. ويرى الاقتصاديون الرئيسيون أن هذه الضرائب أو التعريفات الجمركية قد تزيد من التضخم، حيث يقوم المستوردون الأميركيون بتحمل تكاليف هذه الضرائب ثم يسعون إلى نقلها إلى المستهلكين في صورة أسعار أعلى.

وكان تقرير الأربعاء هو الثاني من ثلاث مراجعات للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث. ومن المقرر أن يصدر التقرير النهائي من وزارة التجارة في 19 ديسمبر.