بلينكن يزور بروكسل لبحث الدعم الغربي لأوكرانيا بعد فوز ترمب

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أثناء مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي ببوخارست برومانيا 30 نوفمبر 2022 (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أثناء مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي ببوخارست برومانيا 30 نوفمبر 2022 (رويترز)
TT

بلينكن يزور بروكسل لبحث الدعم الغربي لأوكرانيا بعد فوز ترمب

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أثناء مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي ببوخارست برومانيا 30 نوفمبر 2022 (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أثناء مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي ببوخارست برومانيا 30 نوفمبر 2022 (رويترز)

توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بروكسل، حيث يجري محادثات طارئة مع الأوروبيين لتسريع المساعدات الموجهة لأوكرانيا، وذلك على خلفية انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، على ما أعلنت الوزارة.

وأوضح الناطق باسم الخارجية ماثيو ميلر أن بلينكن سيلتقي، الأربعاء، مسؤولي حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي؛ «لبحث دعم أوكرانيا في دفاعها بمواجهة العدوان الروسي».

وغادر بلينكن قاعدة أندروز قرب واشنطن، وفق ما أفاد مراسل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يرافقه، بعد تأخير لأكثر من ساعتين بسبب مشكلة تقنية في الطائرة. ولم تكن زيارة بلينكن معلنة مسبقاً، لكنها تأتي عقب فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية. ولوّح ترمب خلال حملته إلى وقف المساعدات لكييف، علماً بأن الولايات المتحدة هي أكبر داعمي أوكرانيا بالعتاد العسكري.

وتثير عودة ترمب إلى البيت الأبيض قلقاً في أوكرانيا التي تعتمد على المساعدات العسكرية الخارجية، ولا سيما الأميركية، لمواجهة الغزو الروسي الذي بدأ قبل نحو ثلاث سنوات. وأعرب ترمب في السابق عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسخر من تقديم 175 مليار دولار من المساعدات الأميركية لكييف منذ الغزو.

ولطالما شدّد ترمب الذي سيعود إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني)، على أنه قادر على وضع حد للحرب في أوكرانيا «في يوم واحد». وفي حين لم يوضح كيف السبيل لذلك، يُخشى من أن يسعى إلى إرغام أوكرانيا على تقديم تنازلات لروسيا. بينما أصر مايك والتز الذي يرجح أن يكون مستشار الأمن القومي في الإدارة الجديدة، على أن ترمب قد يضغط أيضاً على بوتين.

وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية بحصول اتصال بين ترمب وبوتين بعد يومين من الانتخابات، وهو ما نفاه الكرملين. وجاءت الانتخابات الأميركية في وقت تقول فيه كوريا الجنوبية وأوكرانيا والغرب نقلا عن تقارير استخباراتية إن كوريا الشمالية نشرت نحو 10 آلاف جندي في روسيا للقتال ضد أوكرانيا.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يحيي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قبل اجتماعهما في كييف 14 مايو 2024 (رويترز)

«أقوى موقف»

وأكدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها تعتزم في الفترة المقبلة إنفاق ما تبقى من التمويل المخصص لدعم أوكرانيا، والبالغ أكثر من تسعة مليارات دولار التي خصصها الكونغرس للأسلحة وغيرها من المساعدات الأمنية لأوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان لبرنامج «فايس ذا نايشن» عبر محطة «سي بي إس» إن الهدف الرئيسي لإدارة بايدن في أشهرها الأخيرة يتمثل في «وضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن بساحة المعركة حتى تكون في أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات».

ويتوقع مارك كانسيان، المستشار البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن تركز الولايات المتحدة بشكل خاص على إرسال المركبات والإمدادات الطبية وذخائر الأسلحة الصغيرة التي تحتاجها أوكرانيا، ويمكن للولايات المتحدة أن توفرها.

وقال: «أعتقد بأنه بين الآن ونهاية (ولاية) الإدارة، سيحاولون شحن كل ما يمكنهم من الإمدادات المتاحة».

وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك حذرت، الاثنين، من أن بوتين قد يستغل الفترة الانتقالية بعد الانتخابات الأميركية لدفع تقدم موسكو في أوكرانيا، داعية لزيادة المساعدات. وقالت: «ليس لدينا وقت للانتظار حتى الربيع».

وشهدت روسيا وأوكرانيا ارتفاعاً في الهجمات المتبادلة خصوصاً بالمسيّرات.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن روسيا حشدت 50 ألف جندي، بما في ذلك جنود من كوريا الشمالية، لمحاولة طرد القوات الأوكرانية التي سيطرت على أجزاء من منطقة كورسك الروسية.

وخلال ولايته الأولى، دفع ترمب أوروبا بقوة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، ووجه انتقادات إلى حلف شمال الأطلسي.

وترى أولينا بروكوبينكو من «جيرمان مارشال فاند» أنه «يمكننا القول إنه مهما كان النهج الذي تتبناه القيادة الأميركية تجاه أوكرانيا، فسوف يتعين على أوروبا أن تتدخل، وسوف يتعين علينا أن نأخذ زمام المبادرة لدعم جهود الدفاع في أوكرانيا، والاستقرار المالي الكلي».

وقالت: «لسوء الحظ، يأتي فوز دونالد ترمب في أسوأ وقت ممكن من الناحية السياسية والاقتصادية لأوروبا، وقدرتها على سرعة التنسيق».


مقالات ذات صلة

مكالمة «نارية» بين ترمب ورئيسة وزراء الدنمارك حول غرينلاند

العالم صورة مركبة لميت فريدريكسن رئيسة الوزراء الدنماركية والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

مكالمة «نارية» بين ترمب ورئيسة وزراء الدنمارك حول غرينلاند

أصرّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أنه جاد في تصميمه على الاستيلاء على غرينلاند، في مكالمة هاتفية نارية مع رئيسة وزراء الدنمارك، وفقاً لمسؤولين أوروبيين كبار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - كوبنهاغن)
الولايات المتحدة​ يظهر علم الولايات المتحدة بالقرب من مطار إل باسو بينما يتم نقل المهاجرين الغواتيماليين معظمهم مقيدون (رويترز)

أميركا تأمر بوقف برامج تسمح للمهاجرين بالاستقرار فيها مؤقتاً

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مسؤولين في وزارة الأمن الوطني الأميركية أمروا بما قد يعد وقفاً لعدة برامج تسمح للمهاجرين بالاستقرار بشكل مؤقت في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)

ماركو روبيو يجمّد معظم المساعدات الخارجية الأميركية

جمّدت الولايات المتحدة مساعداتها الخارجية، باستثناء تلك المقدمة لمصر وإسرائيل وكذلك المساعدات الغذائية الطارئة، في انتظار مراجعة كاملة لهذه السياسة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا لقطة تُظهر قاعدة فضائية في غرينلاند (رويترز)

رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي يدعو لنشر قوات في غرينلاند

كشف رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي روبرت بريجير أنه من المنطقي نشر قوات من دول الاتحاد الأوروبي في جزيرة غرينلاند.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يقيل 17 مفتشاً عاماً مستقلاً في أجهزة اتحادية

كشف مصدر مطلع أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أقال 17 مفتشاً عاماً مستقلاً يعملون في عدة أجهزة حكومية أمس (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مكالمة «نارية» بين ترمب ورئيسة وزراء الدنمارك حول غرينلاند

صورة مركبة لميت فريدريكسن رئيسة الوزراء الدنماركية والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
صورة مركبة لميت فريدريكسن رئيسة الوزراء الدنماركية والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

مكالمة «نارية» بين ترمب ورئيسة وزراء الدنمارك حول غرينلاند

صورة مركبة لميت فريدريكسن رئيسة الوزراء الدنماركية والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
صورة مركبة لميت فريدريكسن رئيسة الوزراء الدنماركية والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

أصرّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أنه جاد في تصميمه على الاستيلاء على غرينلاند، في مكالمة هاتفية نارية مع رئيسة وزراء الدنمارك، وفقاً لمسؤولين أوروبيين كبار.

تحدث الرئيس الأميركي مع ميت فريدريكسن، رئيسة الوزراء الدنماركية، لمدة 45 دقيقة الأسبوع الماضي. لم يعلق البيت الأبيض على المكالمة؛ لكن فريدريكسن قالت إنها أكدت أن الجزيرة القطبية الشمالية الشاسعة -وهي جزء مستقل من مملكة الدنمارك- ليست للبيع، في حين أشارت إلى «الاهتمام الكبير» لأميركا بها، وفقاً لصحيفة «فايننشيال تايمز».

وقال 5 مسؤولين أوروبيين كبار حاليين وسابقين مطلعين على المكالمة، إن المحادثة سارت بشكل سيئ للغاية.

وأضافوا أن ترمب «كان عدوانياً ومواجهاً في أعقاب تعليقات رئيسة الوزراء الدنماركية بأن الجزيرة ليست للبيع، على الرغم من عرضها مزيداً من التعاون في القواعد العسكرية واستغلال المعادن».

وقال أحد الأشخاص: «لقد كان الأمر مروعاً». وأضاف آخر: «كان حازماً للغاية... قبل ذلك، كان من الصعب أخذ الأمر على محمل الجد؛ لكنني أعتقد أنه أمر خطير للغاية».

ومن المرجح أن تزيد تفاصيل المكالمة من المخاوف الأوروبية من أن عودة ترمب إلى السلطة ستؤدي إلى إجهاد العلاقات عبر الأطلسي أكثر من أي وقت مضى؛ حيث يضغط الرئيس الأميركي على الحلفاء للتخلي عن الأراضي.

بدأ ترمب ولايته الثانية وهو يفكر في الاستيلاء المحتمل على غرينلاند وقناة بنما وحتى كندا. كان كثير من المسؤولين الأوروبيين يأملون في أن تكون تعليقاته حول السعي للسيطرة على غرينلاند لأسباب «الأمن القومي» بمثابة حيلة تفاوضية لكسب مزيد من النفوذ على أراضي حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ لكن المكالمة مع فريدريكسن سحقت مثل هذه الآمال، مما أدى إلى تعميق أزمة السياسة الخارجية بين حلفاء «الناتو»، حسب التقرير.

وقال شخص مطلع على المكالمة: «كانت النية واضحة للغاية. إنهم يريدون ذلك. الدنماركيون الآن في وضع أزمة»، وأفاد آخر: «الدنماركيون مذعورون تماماً».

وأضاف مسؤول دنماركي سابق: «كانت محادثة صعبة للغاية. هدد بتدابير محددة ضد الدنمارك، مثل التعريفات الجمركية المستهدفة».

من جهته، أوضح مكتب رئيس الوزراء الدنماركي أنه «لم يعترف بتفسير المحادثة الذي قدمته مصادر مجهولة».

وغرينلاند، موطن 57 ألف شخص فقط، هي نقطة دخول إلى طرق شحن جديدة تنفتح تدريجياً عبر القطب الشمالي؛ كما تفتخر بالمعادن الوفيرة، ولكن من الصعب الوصول إليها.

وأفاد متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: «لقد أوضح ترمب أن سلامة وأمن غرينلاند مهمان للولايات المتحدة؛ حيث تقوم الصين وروسيا باستثمارات كبيرة في جميع أنحاء منطقة القطب الشمالي».

وتابع: «الرئيس ملتزم؛ ليس فقط بحماية المصالح الأميركية في القطب الشمالي، ولكن أيضاً بالعمل مع غرينلاند لضمان الرخاء المتبادل لكلا البلدين».

وهدد ترمب في أوائل يناير (كانون الثاني) بفرض رسوم على الدنمارك إذا عارضته بشأن غرينلاند. كما رفض استبعاد استخدام القوة العسكرية للسيطرة على الجزيرة.

وقال ترمب في مؤتمر صحافي قبل أيام من توليه منصبه: «الناس لا يعرفون حقاً ما إذا كانت الدنمارك لديها أي حق قانوني في ذلك، ولكن إذا كان لديها، فيجب عليها التخلي عنه لأننا بحاجة إليه للأمن القومي». وأضاف: «أنا أتحدث عن حماية العالم الحر. لديك سفن صينية في كل مكان. لديك سفن روسية في كل مكان. لن نسمح بحدوث ذلك».

وأكد موتي إيجيدي، رئيس وزراء غرينلاند، مراراً وتكراراً، أن سكان الجزيرة يريدون الاستقلال وليس الجنسية الأميركية أو الدنماركية؛ لكنه رحب باهتمام الأعمال الأميركية بالتعدين والسياحة.