لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية تتهم وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة ﺑ«مراقبة المستخدمين»

مبنى لجنة التجارة الفيدرالية في واشنطن - 4 مارس 2012 (رويترز)
مبنى لجنة التجارة الفيدرالية في واشنطن - 4 مارس 2012 (رويترز)
TT

لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية تتهم وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة ﺑ«مراقبة المستخدمين»

مبنى لجنة التجارة الفيدرالية في واشنطن - 4 مارس 2012 (رويترز)
مبنى لجنة التجارة الفيدرالية في واشنطن - 4 مارس 2012 (رويترز)

أفادت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية بأن وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة انخرطت في «عملية مراقبة واسعة النطاق» لكسب المال من المعلومات الشخصية للأشخاص.

وأظهر تقرير للجنة يستند إلى استفسارات وُجهت إلى 9 شركات، منذ نحو 4 سنوات، أن كميات هائلة من البيانات الشخصية للمستخدمين قد جرى جمعها من قبل هذه الشركات، وفي بعض الأحيان من خلال وسطاء البيانات، وبإمكان الشركات الاحتفاظ بها إلى أجل غير مسمى، حسبما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية لينا خان: «يوضح التقرير كيف تقوم شركات وسائل التواصل الاجتماعي والبث التدفقي للفيديو بجمع كمية هائلة من البيانات الشخصية للأميركيين وحصاد أموال بمليارات الدولارات منها سنوياً».

وأضافت: «إن فشل العديد من الشركات في حماية الأطفال والمراهقين على الإنترنت بشكل كافٍ أمر مثير للقلق بشكل خاص».

واعتبرت خان أن ممارسات المراقبة تعرّض الأشخاص لخطر التعقب والملاحقة، وأيضاً سرقة معلوماتهم الشخصية.

ووفقاً للتقرير، فإن نماذج أعمال الشركات التي ترتكز على الإعلانات المستهدفة شجعت على جمع بيانات المستخدمين على نطاق واسع، ما يضع الربح في مواجهة الخصوصية.

وحذرت خان: «في حين أن ممارسات المراقبة هذه مربحة للشركات، فإنها يمكن أن تعرّض خصوصية الأشخاص للخطر وتهدد حرياتهم وتعرضهم لمجموعة من الأضرار، من سرقة الهوية إلى الملاحقة».

وردّ «مكتب الإعلانات التفاعلية» بأن مستخدمي الإنترنت يدركون أن الإعلانات المستهدفة هي مقابل الخدمات التي يتمتعون بها مجاناً عبر الإنترنت، مشيراً إلى أن القطاع يدعم «بشدة» قانون الخصوصية الوطني الشامل للبيانات.

وقال الرئيس التنفيذي للمكتب، ديفيد كوهين، في منشور رداً على التقرير: «نشعر بخيبة أمل إزاء استمرار لجنة التجارة الفيدرالية في وصف صناعة الإعلان الرقمي بأنها منخرطة في المراقبة التجارية الجماعية».

واستندت النتائج إلى إجابات عن طلبات مرسلة في أواخر عام 2020 إلى شركات «ميتا» و«يوتيوب» و«سناب» و«أمازون» و«بايت دانس» مالكة «تيك توك» ومنصة «إكس».

وأشار التقرير إلى أن بعض الشركات لم تحذف جميع البيانات التي طلب المستخدمون إزالتها.

وبالإضافة إلى التأكيد على أن شركات التواصل الاجتماعي كانت متساهلة عندما يتعلق الأمر بحماية الأطفال الذين يستخدمون منصاتها، استند موظفو لجنة التجارة الفيدرالية إلى تقرير يفيد بأن مثل هذه المنصات قد تضر بالصحة العقلية للمستخدمين الشبان.

ودعا التقرير شركات التواصل الاجتماعي إلى الحد من ممارسات جمع البيانات، كما حض الكونغرس الأميركي على إقرار تشريع شامل للخصوصية، بهدف الحد مِن مراقبة مَن يستخدمون مثل هذه المنصات.


مقالات ذات صلة

أميركا تفرض عقوبات على 50 مصرفاً روسياً بسبب الحرب في أوكرانيا

الولايات المتحدة​ كلمة «عقوبات» أمام ألوان علمي الولايات المتحدة وروسيا في هذه الصورة الملتقطة في 28 فبراير 2022 (رويترز)

أميركا تفرض عقوبات على 50 مصرفاً روسياً بسبب الحرب في أوكرانيا

أعلنت أميركا حزمة من العقوبات تستهدف نحو 50 مؤسسة مصرفية روسية للحد من وصولها إلى النظام المالي الدولي وتقليص تمويل المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن (أرشيفية/ رويترز)

واشنطن ترفض قرار «الجنائية الدولية» بحق نتنياهو وغالانت

أعرب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي عن رفض الولايات المتحدة، بشكل قاطع، قرار المحكمة إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

تسعى روسيا إلى تصعيد التهديد النووي، في محاولة لتثبيط الدعم الغربي لأوكرانيا بانتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض، آملة التوصل إلى اتفاق سلام بشروطها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الخليج عبد الله بن زايد وأنتوني بلينكن يبحثان القضايا الإقليمية

عبد الله بن زايد وأنتوني بلينكن يبحثان القضايا الإقليمية

بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي مع أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية، القضايا الإقليمية.

يوميات الشرق لفهم كيفية معالجة الآخرين للعالم بشكل أفضل حاول طرح أسئلة مدفوعة بالعاطفة عليهم (رويترز)

لإدارة مشروع جانبي وكسب المال... مهارة واحدة أساسية تحتاج إليها

تُظهر البيانات الحديثة أن أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لديهم عمل جانبي... والأشخاص الذين يكسبون أكبر قدر من المال لديهم شيء مشترك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تقرير: منع وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة من دخول أستراليا لأنها «قد تحرّض على الفتنة»

صورة أرشيفية لوزيرة العدل الإسرائيلية أيليت شاكيد تتحدث في الكنيست (رويترز)
صورة أرشيفية لوزيرة العدل الإسرائيلية أيليت شاكيد تتحدث في الكنيست (رويترز)
TT

تقرير: منع وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة من دخول أستراليا لأنها «قد تحرّض على الفتنة»

صورة أرشيفية لوزيرة العدل الإسرائيلية أيليت شاكيد تتحدث في الكنيست (رويترز)
صورة أرشيفية لوزيرة العدل الإسرائيلية أيليت شاكيد تتحدث في الكنيست (رويترز)

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة، أيليت شاكيد، منعت من دخول أستراليا، حيث كان من المقرر أن تخاطب مؤتمراً نظّمه مجلس الشؤون الأسترالية الإسرائيلية واليهودية.

وحسبما ذكرت صحيفة «أسترالين»، تم رفض منح شاكيد تأشيرة، لأنها قد «تحرّض على الفتنة»، مشيرة إلى أن القانون المستخدم لمنع دخولها ينصّ على أنه يجوز منع الأشخاص إذا كان يُعتقد أنهم قد «يشوهون جزءاً من المجتمع الأسترالي، أو يحرضون على الفتنة في المجتمع».

وفي حديثه مع الصحيفة، أدان رئيس مجلس الشؤون الأسترالية الإسرائيلية واليهودية، كولن روبنشتاين، منع شاكيد باعتباره «عملاً مشيناً من العداء تجاه حليف ديمقراطي».

وقال: «من غير العادي أن تتصرف حكومة، ترفض اتخاذ أي إجراء ذي مغزى ضد سفير إيراني يدعو فعلياً إلى الإبادة الجماعية، بشكل غير دبلوماسي تجاه صديق».

وذكر جيريمي ليبلر، رئيس الاتحاد الصهيوني في أستراليا، على منصة «إكس»: «قرار الحكومة الأسترالية برفض دخول أيليت شاكيد محير ومسيء للغاية، أيليت وزيرة عدل سابقة في أكثر الحكومات الإسرائيلية تنوعاً ووسطية في التاريخ، التي ضمّت حزباً ووزيراً عربياً إسرائيلياً، وهذا الرفض محير بشكل خاص نظراً لأن هذه الحكومة ذاتها منحتها تأشيرة دخول قبل أقل من عامين».

وتابع: «كيف يمكن تصور أن حكومتنا منحت تأشيرة دخول لرجل فلسطيني من غزة، يُقال إنه كان له علاقات عائلية وشخصية مع المنظمات الإرهابية، ومع ذلك ترفض دخول وزير سابق في حكومة دولة ديمقراطية وأحد أصدقاء أستراليا؟».

وفي حديثها مع «القناة 12»، انتقدت شاكيد ما وصفته بـ«الحكومة الأسترالية المتطرفة المعادية لإسرائيل والمؤيدة للفلسطينيين، التي يعدّ جزء منها معادياً للسامية، والتي لأسباب سياسية، وهي أنني أعارض الدولة الفلسطينية، لا تسمح لي بحضور حوار استراتيجي بين إسرائيل وأستراليا... هذه أيام مظلمة للديمقراطية».

ويأتي حظر تأشيرة شاكيد في أعقاب حادثة في سيدني، حيث تم حرق سيارة وتشويه عشرات السيارات الأخرى برسوم معادية لإسرائيل.

وذكرت السفارة الإسرائيلية أنها «مصدومة من الهجوم المعادي للسامية، والكلمات لم تعد كافية، وحان وقت العمل».