ضمن الخطّة الحكومية لتطوير مساجد «آل البيت» بمصر، اكتسى مسجد السيدة زينب في قلب القاهرة بحلّة جديدة بعد انتهاء أعماله ترميمه وتطويره وافتتاحه، الجمعة.
ونشر وزير الأوقاف المصري د.محمد مختار جمعة على صفحته في «فيسبوك» بثاً حياً لأذانه وبثاً آخر لخطبة الجمعة، معلّقاً بأنهما أول أذان وأول خطبة جمعة بعد تطويره وافتتاحه بحلّته الجديدة.
كانت وزارة الأوقاف قد أعلنت عن خطة لتطوير وترميم عدد من المساجد، من بينهما مساجد «آل البيت»، فافتُتِح مسجد الحسين وسط القاهرة قبل مدّة، ومسجد السيدة نفيسة في أغسطس (آب) الماضي، وافتتحه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، إلى جانب مسجد الحسين في القاهرة الفاطمية، قبل عامين.
وشكر وزير الأوقاف، رئيس الجمهورية، على اهتمامه بعمارة المساجد عموماً، ومساجد «آل البيت» خصوصاً، مشيراً في كلمة خلال لقائه محافظ الجيزة (غرب القاهرة) إلى النهضة غير المسبوقة التي تشهدها مصر في عمارة بيوت الله إنشاءً وتطويراً.
وأكد جمعة أنّ إجمالي المساجد التي أنشئت أو جرى تجديدها وتطويرها وصيانتها وفرشها، بلغ أخيراً 11 ألفاً و887 مسجداً، وأنّ التكلفة الإجمالية لهذه الأعمال وصلت إلى نحو 18 مليار جنيه (الدولار يعادل نحو 47.41 جنيه).
وذكر أنّ افتتاح مسجد السيدة زينب جاء بعد افتتاح مسجد الإمام الحسين، رضي الله عنه، ومسجد السيدة نفيسة، رضي الله عنها، ومسجد السيدة فاطمة النبوية، رضي الله عنها، ومسجد السيدة رقية، رضي الله عنها، مشيراً إلى أنّ تطوير مسجد السيدة زينب يُعدّ «درة تاج» تطوير هذه المساجد، مشدداً على الاهتمام بتطوير الإنشاءات والعمارة المتعلّقة بالمساجد، وفي الوقت عينه، تكثيف الأنشطة الدعوية والمقارئ القرآنية في بيوت الله.
ويُعدّ مسجد السيدة زينب من أهم المزارات الإسلامية في قلب العاصمة المصرية، حيث يشهد احتفالاً سنوياً عنوانه «مولد السيدة زينب»، آخره في فبراير (شباط) الماضي. وتُلقَّب السيدة زينب بـ«رئيسة الديوان»، وأقيم مسجدها فوق ضريحها عام 85 هجرية، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات المصرية».
وأوردت الهيئة عن مصادر تاريخية ورحّالة أنّ السيدة زينب بنت الإمام علي وابنة السيدة فاطمة ابنة الرسول، صلى الله عليه وسلم، جاءت إلى مصر عام 61 للهجرة عقب موقعة كربلاء بأشهر، وتوفيت فيها عام 62 هجرية.
وعلى مرّ التاريخ، اهتم الحكام بمسجدها وضريحها، وعدّوه من المزارات الرئيسية لآل بيت النبوة، ومن بينهم الخليفة المعز لدين الله الفاطمي الذي أمر ببناء المسجد وإعماره والنقش على قبّته ومدخله، وفق «الهيئة».
وكان المسجد قد شهد توسّعات وإنشاءات، خصوصاً في عهد أسرة محمد علي، فتضاعفت مساحته أكثر من مرة، وهو يُعدّ من الآثار الإسلامية المهمّة في قلب القاهرة.
يُذكر أنّ خطّة الوزارة لتطوير المساجد الجديدة وترميمها وافتتاحها تشعّبت في محافظات عدّة، فافتُتِح مسجد الحسين ببني سويف (جنوب القاهرة)، الخميس، بتكلفة بلغت 2.5 مليون جنيه، كما افتُتِح غيره من المساجد في محافظات أخرى خلال الأيام الماضية.