الروبل الروسي يواصل تحسين مركزه مقابل الدولار

ورقة نقدية جديدة من فئة 1000 روبل لدى الإعلان عن تقديمها في مؤتمر صحافي بالعاصمة الروسية موسكو الشهر الماضي (رويترز)
ورقة نقدية جديدة من فئة 1000 روبل لدى الإعلان عن تقديمها في مؤتمر صحافي بالعاصمة الروسية موسكو الشهر الماضي (رويترز)
TT

الروبل الروسي يواصل تحسين مركزه مقابل الدولار

ورقة نقدية جديدة من فئة 1000 روبل لدى الإعلان عن تقديمها في مؤتمر صحافي بالعاصمة الروسية موسكو الشهر الماضي (رويترز)
ورقة نقدية جديدة من فئة 1000 روبل لدى الإعلان عن تقديمها في مؤتمر صحافي بالعاصمة الروسية موسكو الشهر الماضي (رويترز)

ارتفع الروبل الروسي متجاوزاً مستوى 92 مقابل الدولار يوم الخميس مدعوماً بمبيعات العملة الأجنبية الإلزامية للمصدرين، رغم بقاء أسعار النفط عند أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاثة أشهر.

وفي الساعة 07:38 بتوقيت غرينتش، ارتفع الروبل 0.2 في المائة إلى 91.87 مقابل الدولار، متجهاً صوب أعلى مستوى في 3 أشهر عند 91.6225 الذي سجله الأسبوع الماضي. كما ارتفع بنسبة 0.1 في المائة ليتداول عند 98.42 مقابل اليورو، وبنسبة 0.3 في المائة إلى 12.59 مقابل اليوان.

وتحسن سعر الروبل من مستوى أكثر من 100 روبل مقابل الدولار منذ صدور مرسوم رئاسي يلزم بعض المصدرين بتحويل جزء كبير من عائدات العملات الأجنبية الشهر الماضي. وقد ساعد أيضاً رفع البنك المركزي لأسعار الفائدة بشكل أعلى من المتوقع إلى 15 في المائة في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) في التحسن.

وقال أليكسي أنتونوف من «ألور بروكر» للاستشارات المالية: «لقد تحسّنت صورة الروبل»، مشيراً إلى أن كسر حاجز 90 روبلاً مقابل الدولار كان «هدفاً واقعياً» تماماً بالنسبة للروبل عندما يقترب دفع الضرائب في نهاية الشهر.

وارتفع خام برنت، وهو المعيار العالمي للصادرات الروسية الرئيسية، يوم الخميس، بنسبة 0.7 في المائة إلى 80.13 دولار للبرميل. وكان الخام قد انخفض إلى أدنى مستوياته منذ منتصف يوليو (تموز) يوم الأربعاء، مع انحسار المخاوف بشأن تعطل محتمل للإمدادات في الشرق الأوسط وازدياد المخاوف بشأن الطلب الأميركي والصيني.

وفي مقابل تحسّن الروبل انخفضت مؤشرات الأسهم الروسية يوم الخميس. وتراجع مؤشر «آر تي إس» المقوم بالدولار بنسبة 0.3 في المائة إلى 1110.0 نقطة، وانخفض مؤشر «مويكس» الروسي القائم على الروبل 0.2 في المائة إلى 3237.3 نقطة.



مدنيون سوريون يتطوعون لتنظيم ازدحام السير في دمشق بعد سقوط النظام

متطوع سوري يساعد الشرطة في تنظيم حركة المرور بدمشق (أ.ف.ب)
متطوع سوري يساعد الشرطة في تنظيم حركة المرور بدمشق (أ.ف.ب)
TT

مدنيون سوريون يتطوعون لتنظيم ازدحام السير في دمشق بعد سقوط النظام

متطوع سوري يساعد الشرطة في تنظيم حركة المرور بدمشق (أ.ف.ب)
متطوع سوري يساعد الشرطة في تنظيم حركة المرور بدمشق (أ.ف.ب)

عند تقاطع مروري في منطقة أبو رمانة بدمشق، يبذل متطوعون شباب بلباس مدني كلّ ما في وسعهم؛ لتنظيم السير في مدينتهم التي تختنق بازدحام السيارات والفوضى المرورية منذ إسقاط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول).

وفرّ أفراد شرطة السير وتنظيم المرور جميعهم من نقاط تمركزهم في المدينة قبيل ساعات من إعلان سقوط النظام. ونزع بعضهم ملابسه الرسمية ورماها في الشارع، وترك البعض الآخر دراجاتهم النارية المخصّصة لشرطة السير.

وتسبّب ذلك في اختناقات مرورية، لا سيما عند النقاط التي تعطّلت فيها إشارات السير، أو الساحات التي تحوَّلت إلى أماكن لتجمّع المتظاهرين المحتفلين بإسقاط النظام.

متطوعان سوريان يساعدان الشرطة في تنظيم حركة المرور بدمشق (أ.ف.ب)

وبعد أيام على تلك الفوضى، انتشر أكثر من 50 متطوعاً يرتدون سترات برتقالية مصنوعة محلياً، وكُتبت عليها كلمة «الشرطة»، عند الساحات العامة ومفارق الطرق الرئيسية بتنظيم من مؤسسة تطوعية محلية.

ويقول براء كردزلي (24 عاماً): »لدينا محبة لبلدنا، ورغبنا في التطوع لتنظيم السير. لقد أصبح البلد لنا جميعاً بعد أن كان لشخص واحد».

وخضع براء مع زملائه المتطوعين لدورة مكثفة في إدارة المرور بإشراف «هيئة تحرير الشام»، التي تقود السلطة الجديدة في دمشق. وزوّدتهم الهيئة بمعدّات بسيطة مثل صافرة، وعصا صغيرة؛ للتلويح للسيارات.

الطريق المؤدي إلى مدخل دوما بريف دمشق الشرقي من الأوتوستراد الدولي (الشرق الأوسط)

ويُضيف الشاب: «الناس لُطفاء للغاية، ويلتزمون معنا بالتعليمات بكل لطف، وليس لدينا أساساً أيّ سلطة سوى أن نبتسم للسائقين، ونطلب منهم الوقوف أو التحرك».

وفتحت مؤسسة «سند للشباب» التنموية باب التطوع للشباب، ونظَّمتهم في مجموعات متخصصة بين المساعدة الطبية للمشافي، والمساعدة التنظيمية للبلدية، ومساعدة شرطة السير.

ويقول عمر مرعي، المسؤول في المؤسسة: «ينتشر متطوعونا من التاسعة صباحاً وحتى السادسة مساءً، كل حسب وقته، واستطعنا خلال يومين حلّ أكثر من 50 في المائة من مشكلة السير في دمشق».

وفي محيط ساحة السبع بحرات وسط العاصمة، افترش عدد من الأطفال زاوية، ووضعوا عبوات بنزين ومازوت للبيع بشكل مباشر للسائقين، في حين ظهر أطفال آخرون باعةً للعلم السوري الجديد وساروا بين السيارات.

وقرب حديقة السبكي بدمشق، توقفت إشارة المرور عن العمل منذ أسبوع بعد انقطاع الكهرباء عنها. ويشير محمّد موفق العوا إلى أحد السائقين طالباً منه التريث قبل العبور، ويستجيب السائق مباشرة.

متطوع سوري يساعد الشرطة في تنظيم حركة المرور بدمشق (أ.ف.ب)

وبعد غياب لسنوات، شاهد سكان دمشق سيارات تحمل لوحات من إدلب وحلب ومناطق أخرى بقيت خارج سيطرة قوات النظام، وانقطعت حركة العبور منها وإليها.

وصار مألوفاً أن تشاهَد في دمشق سيارات جديدة، مقارنة مع السيارات المهترئة التي تنتشر في مناطق سيطرة النظام الذي كان يفرض ضرائب عالية للغاية على استيراد السيارات.

ويقول العوا (25 عاماً): «لم يحدث معنا أي موقف غير متوقع، وغالبية الناس تساعدنا بالاستجابة».

متطوع سوري يساعد الشرطة في تنظيم حركة المرور بدمشق (أ.ف.ب)

ولم يكن هذا الشاب، خريج كلية إدارة الأعمال، يتخيل يوماً أن يعمل في تنظيم السير، ومع ذلك فهو لا يخفي فرحته بهذا العمل التطوعي.

ويقول: «سعادتي اليوم لا توصف بأنني أسهم ولو بجزء صغير في مساعدة هذا البلد على النهوض مجدداً. علينا أن نتكاتف جميعاً مهما كان حجم العمل كبيراً أو صغيراً، وعلينا أن نقف مرة أخرى».