مع اقتراب العام الجديد، يزداد «الهوس بالتنبؤات»، وتتصدر أخبار من يقدمونها مواقع التواصل الاجتماعي و«الترند»، على الرغم من تحذير مرصد الأزهر منها واعتبارها مخالفة للدين وغير عقلانية، وصدور قرار من الهيئة الوطنية للإعلام في مصر يمنع ظهور المنجمين والعرافين على القنوات الرسمية.
تصدر اسم ليلى عبد اللطيف، التي اعتادت في هذا الوقت من العام على المشاركة في برامج عدّة لتقديم تنبؤاتها للعام الجديد «الترند» على منصة « إكس» في مصر، الاثنين، مع انتشار مقاطع فيديو لها تتناول تنبؤاتها السابقة وإعلانها عن حلقة جديدة، وسط انتقادات من صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.
#ليلي_عبداللطيفبسم الله الرحمناللهم لايأتي بالحسنات الا انت ولا يدفعالسيئات إلا أنت pic.twitter.com/n0UaLeTcgn
— نويره العنزي (@bntalmhwdxh) December 28, 2025
سبق أن حذر مرصد الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من البرامج التي تدعي التنبؤ بالمستقبل، مؤكداً في فتوى نشرها على «فيسبوك» أن »ادِّعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل من خلال ظواهر أفكار وممارسات تخالف صحيح الدين والعلم، وتُضلل العقل، وامتهانها جريمة، ولا يليق إذا كان المُنجِّم يهدم القيم، ويرسخ التَّعلُّق بالخرافة، أن يُقدَّم للجمهور ويُسمَع قوله ويُحتفَى بتنبؤاته وخرافاته».
وأوضح أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الأزهر، الدكتور حسن القصبي، أن هذه التنبؤات حرام لأنها تدَّعي ما اختص الله به نفسه، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «دار الإفتاء والأزهر الشريف حرَّما هذه التنبؤات لأن من الثوابت أن علم الغيب استأثر الله به لنفسه، وهذا من رحمات الله بالبشر، فلو علموا الغيب ما عاشوا الواقع»؛ وأضاف أن هذا الأمر جاء صريحاً في قوله تعالى «إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت». ووصف من ينجمون ويتنبأون بالمستقبل بأنهم «يأخذون بعقول الناس وعواطفهم فيما لا ينفعهم ولذلك هذا حرام كما أفتت دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف».
وأوضح الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا»، محمد فتحي، أن هوس التنبؤات السنوي «يرجع لمزيج من العوامل النفسية والاجتماعية، مدفوعاً بالرغبة البشرية في اليقين والسيطرة على المجهول». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «مع نهاية العام يزداد القلق بشأن المستقبل، وتوفر التوقعات الفلكية إشباعاً نفسياً ووهماً بمعرفة ما هو قادم».
وتُظهر الإحصائيات العالمية انتشاراً واسعاً لهذا الاعتقاد، حيث يشير استطلاع لمركز بيو للأبحاث إلى أن 30 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة يستشيرون الأبراج أو قارئي الطالع سنوياً، في حين أظهرت دراسة عربية أن نحو 64.6 في المائة يتابعون معلومات التنجيم وتنبؤاته.
ويرجع فتحي تعزيز هذا الانتشار إلى «التضخيم الإعلامي والرقمي من خلال المتابعات التلفزيونية والصحفية ومنصات «السوشيال ميديا»، ما يحوِّل التنبؤات إلى موضة موسمية تحقق أرباحاً من المشاهدات والإعلانات أو المنتجات والسلوكيات التي تتحول إلى عملية شراء.







