أعاد الملتقى السابع للأراجوز والفنون التقليدية بريق هذه الفنون في مصر، من خلال الفعاليات التي نظمتها وزارة الثقافة المصرية، وتضمنت عروضاً متنوعة، وأنشطة مختلفة، وإصدارات توثق لهذه الفنون، بعد وضعها على قائمة «الصون العاجل للتراث» بمنظمة اليونيسكو عام 2018.
الفعاليات التي أقيمت على مدى 3 أيام بالحديقة الثقافية بحي السيدة زينب (وسط القاهرة) بإدارة الباحثة ولاء محمد انطلقت بممر من عرائس الأراجوز استقبل ضيوف الملتقى، بينما افتتح معرضان في أرض المعارض للوحات الفائزين بمسابقة «الأراجوز في عيون جيل ألفا»، ومعرض «فرحة العرائسيين» بعرائس الأراجوز وخيال الظل، وغيرها من أنواع العرائس المتنوعة، بالإضافة إلى افتتاح معرض الكتب، والذي يتضمن كتاباً جديداً هذا العام للكاتب محمد ناصف، رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، بعنوان: «الأراجوز سنوات من الصون العاجل».
وكانت منظمة اليونيسكو أدرجت فن الأراجوز والعرائس التقليدية ضمن قائمة الصون العاجل في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2018، بوصف أنه تراث غير مادي قابل للاندثار، و«منذ هذه اللحظة بدأت خطوات الصون بعمل يوم شهري للأراجوز في نفس التاريخ، وعمل ملتقى سنوي على مدار ست سنوات متتالية، تم فيها تكريم العديد من لاعبي الأراجوز من جيل الكبار، ثم انطلقت مدرسة الأراجوز التي بدأها كل من الفنان ناصر عبد التواب، والفنان محمد عبد الفتاح، وشاركهما في البداية الفنان سيد السويسي»، وفق تصريحات صحافية للكاتب محمد ناصف.

وتم تخريج أول دفعة من لاعبي الأراجوز والتي بلغ عددها 17 لاعباً، واستمرت المدرسة لاستكمال الحلم، وهو وجود لاعب أراجوز في كل محافظة مصرية، ومن أجيال متعددة، وخصوصاً الشباب، والأطفال.
وشهد الملتقى تقديم عروض الأراجوز في خمس محافظات هي: القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والفيوم، والمنصورة، منها عرض «جاي من بعيد» فرقة مصر المحروسة، و«فرحة» و«جويا» أكاديمية الفنون، و«غابة الكسالى» لفرقة الهيئة العامة لقصور الثقافة، و«الليلة الكبيرة» لمسرح القاهرة للعرائس، و«مسرح عرائس الحالاتية» فرقة الأراجوز المصري والعرائس، و«الأراجوز والكلاف» للمركز القومي لثقافة الطفل، و«زمبليطة في الصالون» لجمعية كاريتاس مصر، و«متوالية متلازمة سليم» فرقة دارك للعرائس.
وقال الدكتور أشرف العزازي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، إن هذا الحدث الفني أصبح علامة بارزة في جهود وزارة الثقافة لحماية التراث المصري غير المادي، منذ نجحت وزارة الثقافة في تسجيل الأراجوز في قائمة الصون العاجل لمنظمة اليونيسكو، موضحاً أن «هذه الفنون الشعبية العريقة ليست مجرد عروض ترفيهية، بل هي جزء أصيل من الذاكرة المصرية، تحمل روح المصريين، وطريقتهم في التعبير، والسخرية، والنقد، وتحفظ لنا جانباً مهماً من هويتنا، ومسؤوليتنا اليوم أن نحمي هذا التراث من الاندثار، وأن نقدمه للأطفال، وللأجيال الجديدة، على أنه جسر يربط الماضي بالحاضر، ويؤسس لمستقبل يعتز ويفخر بما نملكه من فنون شعبية، وتراثية، وأصالة، وعراقة».
وتمتلك مصر ما يزيد على 100 لاعب أراجوز في محافظاتها المختلفة، بعد أن كان عدد اللاعبين لا يزيد على 8، ويعود الفضل في ذلك إلى «مدرسة الأراجوز» التي أنشأها المركز القومي لثقافة الطفل، وفق تصريحات العزازي، مؤكداً أن «مشهد وجود لاعب أراجوز في كل محافظة مصرية لم يعد حلماً، بل صار مشروعاً ثقافياً وطنـياً آخذاً في التحقق».

وعدّ المنسق العام للملتقى المخرج ناصر عبد التواب هذه الدورة «استكمالاً للمسيرة التي بدأت منذ إدراج فن الأراجوز ضمن قائمة الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونيسكو في 28 نوفمبر 2018»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الحدث الثقافي الفريد يحتفي بفن الأراجوز والعرائس التقليدية، ويساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية عبر الأجيال».
بينما قالت المديرة التنفيذية للملتقى، الباحثة ولاء محمد، إن الملتقى يقام للعام السابع على التوالي بالحديقة الثقافية للأطفال، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «قمنا بعمل مدرسة الأراجوز للعام السادس على التوالي، وقام بالتدريب الفنان ناصر عبد التواب لاعب الأراجوز الشهير»، ولفتت المديرة التنفيذية للملتقى إلى الجوائز التي شهدها الملتقى، وهي «الجوائز الخاصة بالنمر، بواقع 5 آلاف جنيه (الدولار يساوي نحو 47 جنيهاً مصرياً) لأفضل نمرة أراجوز، و3 آلاف جنيه لأفضل ملاغي، و3 آلاف جنيه لأفضل أداء أراجوز، بالإضافة لمسابقة جيل ألفا، وجوائزها ميداليات ذهبية، وفضية، وهدايا عينية».

